قاضى "التخابر مع داعش": جماعة الإرهاب اعتمدت فى تمويلها على الخطف وطلب الفدية

سرد القاضي محمد شيرين خلال كلمته التي سبقت الحكم على المُتهمين في قضية "التخابر مع داعش"، الجرائم التى قام بها المتهمون، وكانت الدائرة الأولى إرهاب برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، المنعقدة بمجمع محاكمة طرة، اليوم الأحد، قد قضت بمعاقبة 3 متهمين بالإعدام، و3 متهمين بالمؤبد، و4 متهمين بالسجن المشدد 15 سنة. وقال المستشار محمد شيرين فهمى: "هؤلاء المجرمون العابثون بأرواحِ الأبرياء ودمائهم؛ قد ارتكبوا أعمالاً في غاية القبح والشناعة؛ تشمئز منها أصحاب الفطر السليمةِ، وتضيق بسببها صدور ذوي المروءة والشهامة، وورَّطوا أنفسهم-عياذاً بالله- في موبقات مهلكة، فقد تغلغل الشرّ في نفوسِهم، وفسَدت ضمائرُهُم، وقلّ حياؤهم، وانعدم الخير في نفوسِهم، يحملون نفسيات غير متزنة، موازينهم مختلة انضموا إلى جماعة إرهابية تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في كافة الدول وصولاً لإسقاط أنظمة الحكم فيها، باستخدام القوة والعنف". وتابع: "تلك الجماعات اعتمدت في تمويلها على عمليات الخطف وطلب الفدية والسرقة، ومن أعضاء هذه الجماعة الذين يعملون لمصلحتها المتهمين عماد أحمد عبد السلام الورفلي (الثاني)، ومفتاح أحمد عبد السلام الورفلي (الثالث)، وعياد أحمد عبد السلام الورفلي (الرابع)، ومروان الغريب (الخامس)، وهم ليبيوا الجنسية، وتامر رمضان عبدالحفيظ إبراهيم - ويُكنّى تامر المسعودي- (السادس)". وتابع القاضي فى كلمته بالقول :" المتهمون اختطفوا المجني عليهم باستخدامِ القوةِ والعنف والتهديد والترويع، واحتجزوهم في أحد المقرات التابعة لهم بمنطقة بني وليد الليبية، وأحكموا وثاقهم وكبلوهم بالأصفاد واحتجزوهم قرابة الخمسة أشهر، تحت التهديد بالقتل والأذى الجسدي والتعذيب البدني والنفسي، وأنزلوا بهم من العذاب صنوفاً، فنزعوا عنهم أرديتهم، وكشفوا عوراتهم، وكبلوهم بقيود حديدية (جنزير) وأيديهم خلف ظهورهم، وضربوهم بالعصي، وأحرقوا أجسادهم، فخلفوا بها جراحاً". وأكمل :" هتكوا عرضهم، وأمروا أحد المجني عليهم، وهو محمد صلاح سيد جودة،بأن يضع يده على الحائط وأطلق أحدهم عليها عياراً نارياً من سلاح فانفصل عنها جزء من إصبعه، وكان ذلك كله بقصد إجبارهم على الاستغاثة بأهليتهم لافتدائهم بالمال، ومكنوهم من الاتصال بذويهم، وأرسلوا لهم صوراً على وسيلة التواصل الاجتماعي (الواتس أب)، توضح ما يحيق بهم من عذاب، ويُسمعونهم أصواتهم وصراخهم من هول تعذيبهم لحثهم على سرعة دفع مبالغ الفدية المطلوبة لإطلاق سراحهم". وأشار إلى أنه :" ما كان من ذويهم إلا أن استدانوا وباعوا ما لديهم ليجمعوا ثمن إنقاذ أبنائهم، مائةً وعشرين ألف جنيه هي ثمن حياة جديدة لهؤلاء، وقد نتج عن هذه الجريمة الإرهابية وفاة المجني عليه محمد جاد حامد الشربيني الذي لم يتمكن نجله من تدبير كامل مبلغ فديته المطلوبة والتي تبلغ إحدى وسبعون ألف جنيه، استطاع أن يدبر منها إحدى وثلاثون ألف جنيه أعطاهم للمتهم عبد الحميد النبوي محمد عبد الله (السابع) أحد شركاء الخاطفين في مصر لتحويلها اليهم كطلبهم، إلا أن ذلك القدر اليسير من المال لم يشبع نفوسهم، فأسرع إليه المتهمون (الثاني) عماد أحمد عبد السلام، و(الثالث) مفتاح أحمد عبد السلام، و(الرابع) عياد أحمد عبد السلام وانهالوا عليه ضرباً لإجبار أهليته على استكمال السداد، ولإرهاب الباقين بأنهم سيلاقون ذات المصير حال تقاعسهم عن السداد". وواصل القاضي سرد جرائم المُتهمين، وقال :"هوى المتهم الثالث مفتاح أحمد عبد السلام بعصاه على رأسه فشجها، وبانت عظامها، وظل المسكين يقاوم الموت ويتمسك بالحياة لمدة ناهزت العشرة أيام، يأمل في لين قلوبهم، لكن ران على قلوبهم ما كانوا يفعلون، فعاود مفتاح أحمد عبد السلام (المتهم الثالث) ضربه بعصاه مرة ثانية على موضع إصابته الأولى، واستمر في تعذيبه بوسائل أخرى تعف المحكمة عن ذكرها إلى أن فاضت روحه البريئة إلى خالقها، ولم تقف أفعالهم الدنيئة عند هذا الحد بل اتخذوا منها وسيلة لتهديد باقي المخطوفين بأنهم سيلاقون ذات المصير إذا لم يسرع ذويهم بدفع مبالغ الفدية المطلوبة لمندوبيهم وشركائهم في مصر الذين هم بكل أسف مصريون". وقد تخابر معهم في هذا العمل الإرهابي مع علمه به المتهم محمد رجب عبد الواحد(الأول) الذي حرضهم على خطف المجني عليهم المصريين العاملين بدولة ليبيا باستخدام القوة والعنف، واتفق معهم على تعذيبهم حتى يحصلوا على مبالغ مالية من ذويهم، وقام هو والمتهمين عبد الحميد النبوي محمد(السابع) ومحمد النبوي محمد وشهرته محمد اللمبي (المتهم الثامن) الذي يعمل مقاول أفراد في ليبيا ويعمل أيضاً مع عماد الورفللى (المتهم الثاني) في مجال الخطف، و(التاسع) حسام صلاح مبروك عطا، والمتهم محمد رجب جمعة العادلي(العاشر)، باستلام وتحويل مبالغ فدية المخطوفين لمجموعة الليبيين بعد أن ينال كل منهم نصيبه منها. وتابع القاضي كلمته بالقول :" من أي نبت أنتم أيها القتلة؟، ومن أي صلب أتيتم ؟، ومن أي تراب أنتم؟، قاتلكم الله أيها المجرمون، فنِعمَ حياةٌ بردع هؤلاء الذين يفكرون مجرد تفكير في الاعتداء على الناس، حياة يأمن فيها كل فرد على نفسه... لأنه يعلم يقيناً أن هناك قصاصاً عادلاً... ينتظر كل من يتعدى حدود الله، ألا وإن من الرحمة بالبشرية ردع هؤلاءالمجرمون وكفِهِم، وأن الشدة عليهم هي الرحمة التي جاء الإسلام لنشرها ووقَفَ الطغاة في وجهها". وأختتم حديثه بكلمات الذكر الحكيم بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" صدق الله العظيم. وشمل حكم المحكمة مُعاقبة المتهمين عماد عبد السلام الورفلي ومفتاح عبد السلام الورفلي وعياد عبد السلام الورفلي بالإعدام، فضلاً عن معاقبة محمد رجب و مروان غريب وتامر رمضان بالسجن المؤبد. وشملت قائمة المحكوم عليهم بالمشدد 15 سنة المتهمين عبد الحميد النبوي ومحمد النبوي وحسام صلاح ومحمد رجب. وألزمت المحكمة المحكوم عليهم بالمصاريف الجنائية، وخضوعهم لدورات التأهيل، وإدراج الكيان التابعين له المتهعين بالقوائم المنصوص عليهم في القانون 8 لسنة 2015 (قانون الكيانات الإرهابية)، ووضعهم تحت مراقبة الشرطة 5 سنوات. وغرمت المحكمة جماعة "داعش ليبيا" التي ينتمي لها المتهمون من الثاني للرابع مبلغ 3 مليون جنيه. وشملت تلك جرائم المتهمين فى "التخابر مع داعش" اختطاف مواطنين مصريين وتعذيبهم بدنيا للحصول من ذويهم على أموال فدية لإطلاق سراحهم، بالإضافة لارتكابهم جرائم إمداد الجماعة بالأموال والمعلومات. وباشرت نيابة أمن الدولة العليا تحقيقاتها فيما أسفرت عنه تحريات هيئة الأمن القومى من اضطلاع المتهم الأول (مصرى الجنسية)، بالعمل فى مجال الهجرة غير الشرعية بالاتفاق مع بعض العناصر البدوية القائمة على تسلل المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود الغربية للبلاد إلى دولة ليبيا، وتخابره مع عناصر تنظيم داعش الإرهابى وقائد كتائب قوة الردع، وهم المتهمون الليبيون (عماد أحمد عبد السلام الورفلى، ومفتاح أحمد عبد السلام الورفلى، وعياد أحمد عبد السلام الورفلى، ومروان الغريب) لإمدادهم بالمعلومات من داخل البلاد بشأن المصريين المسافرين والمقيمين بدولة ليبيا. وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا من خلال اعتراف المتهم الأول والتسجيلات الصوتية وشهادة المجنى عليهم وذويهم عن تردد المذكور على دولة ليبيا للعمل بها وارتباطه عقب اندلاع الأحداث الليبية بالمتهمين الليبيين عناصر تنظيم داعش الإرهابى واتفاقه معهم على خطف أحد المواطنين المصريين للحصول على فدية مالية كبيرة، فضلا عن تمكنه بالاتفاق مع العناصر الليبية من خطف 14 مصريا آخرين فى بداية عام 2017 وقيام أعضاء التنظيم بتعذيبهم وتهديد ذويهم بقتلهم لإرغامهم على دفع مبالغ الفدية. وأسفرت تلك الأعمال الإرهابية عن وفاة المجنى عليه محمد جاد، وتولى المتهم الأول بمعاونة متهمين آخرين استلام الأموال من ذوى المخطوفين ونقلها لأعضاء الجماعة إذ سلموا أعضاءها قرابة الثلاثة ملايين جنيها.



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;