تلعب الإرداة دورها الكبير والمؤثر مع شخص كفيف يتحدى إعاقته بلعبة الدومينو.
نحن فى زمن لا يعرف الإرادة والعزيمة إلا مع الأشخاص غير القادرين على تحقيق أى شئ فهناك نماذج تستحق الوقوف والنظر إليها بعين الفخر والاستعجاب حيث يوجد.
حكايتنا هنا تتلخص فى "عم سعيد"، هذا الرجل الذى يبلغ من العمر 45 عاما، كان يعمل سائق تاكس وفى يوم أصيب بدمور فى المخ أدى إلى إعاقته، وأصبح كفيفا وهو فى سن الـ27 ففقد بصره وهو شاب فى أول حياته وحرم من أن يكون له أسرة وزوجة وأولاد، حيث أصبح وحيدا حتى هذه اللحظة لا يعمل سوى أن يجلس مع أصدقائه على المقهى ولكن الغريب، الذى لفت انتباهنا مع عم سعيد أن لديه القدرة على لعب الدومينو باحترافية.
وبالرغم من إعاقته، لكن يطلق عليه بين أصدقائه "معلم الدومينو"، وهذا إن دل على شيئ فهو يدل على أنه محترف فى هذه اللعبة وأن إحساسه بالإرادة والعزيمة يفوق أى شىء.
وعند سؤالنا لـ"عم سعيد" ماذا تعنى لك لعبه الدومينو؟ رد قائلاً: "أنا أعمى البصر وليس البصيرة مثل عميد الأديب العربى د طه حسين، فأنا أحب اللعبة لدرجة إذا وجدت بطولة لها سوف أشارك بها وأتمنى أن توجد بطولة لهذه اللعبة.
هذه الإجابة كانت المفاجأة، خاصة أنها لعبة تعتمد اعتماداً تاماً على حاسة النظر، ولكن مع حكاية عم سعيد ندرك أن حاسة اللمس أقوى فى تأثيرها والإحساس بالإرادة يصنع المعجزات، وأنه مثال يحتذى به فى تحدى الإرادة حتى ولو كانت لعبة.