قال يانج قوانج، مدير مركز بحوث غرب آسيا وإفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، وهو أهم المراكز البحثية فى الصين إن الرئيس عبد الفتاح السيسى، يبحث حاليا عن النمط التنموى الصحى المستدام فى مصر.
وأضاف يانج فى مقال بمجلة "دراسات غرب آسيا وإفريقيا" الصينية بعددها هذا الشهر تحت عنوان "السكان والبطالة وعملية التصنيع فى مصر أن السبب الرئيسى لاحتشاد الشباب المصريين فى الشوارع وإسقاط نظامى حسنى مبارك ومحمد مرسى، يرجع إلى مشكلة البطالة الشديدة.
وأوضح أن استقرار مصر وتنميتها يتوقفان على ما إذا كان بإمكانها إيجاد حلول لمشاكل البطالة فى ظل نمو السكان المتواصل خاصة عن طريق تطوير عمليات التصنيع بدلا من اللجوء إلى قنوات التوظيف التقليدية.
وأشار فى المقال الذى بثته وكالة الأنباء الصينية /شينخوا/ اليوم، الخميس، إلى أن مشكلة البطالة بدأت فى مصر منذ سبعينيات القرن الماضى وزادت قبل حوالى خمس سنوات .. كما شهد معدل النمو الطبيعى للسكان فى مصر فى الفترة ما بين عامى 2003 و2014 ارتفاعا ملحوظا ليصل عدد السكان عام 2014 إلى 86.8 مليون نسمة وفى الوقت نفسه ارتفع عدد الأيدى العاملة من 20.4 مليون شخص إلى 27.9 مليون شخص مع بلوغ معدل النمو السنوى 2.9 فى المائة ما يتجاوز معدل النمو الطبيعى للسكان.
ويعتقد يانج أن نمو السكان السريع فى مصر يتحول بشكل تدريجى إلى نمو أسرع للطلب على التوظيف، ما يؤدى إلى ارتفاع نسبة السكان الذين يبحثون عن عمل وكذلك فرض ضغوط أكبر على خلق فرص العمل.
وقال إن مصر مازالت تعتمد على قطاع الزراعة لسد احتياجات التوظيف كما تعد قطاعات الصناعات والخدمات وكذا تصدير الأيدى العاملة قنوات توظيف للمصريين، موضحا أن قطاع الخدمات فى مصر خلق بالفعل الكثير من فرص العمل بما فيها التوظيف فى الأجهزة الحكومية وقطاع السياحة، إلا أنها تجد صعوبات فى تقديم المزيد من فرص العمل المستقرة فى المستقبل.
ويرى يانج أن تصدير الأيدى العاملة وسيلة فعالة لتخفيف ضغوط التوظيف، فى حال كانت البيئة الاقتصادية الخارجية فى حالة جيدة، إلا أنها كثيرا ما تشهد تذبذبات حادة تضرب حتى أسواق العمل المحلية بشكل غير متوقع.. وقال إنه إذا رغبت الحكومة المصرية فى إيجاد الحلول الفعالة والمستدامة لمشكلة البطالة يتعين عليها ألا تلجأ إلى قنوات التوظيف التقليدية هذه بل تحول أنظارها إلى قطاعات جديدة بهدف العثور على مزايا نسبية جديدة.
وأكد أن حلول مشكلة البطالة تتوقف بشكل كبير على تسريع عملية التصنيع لاسيما فى ظل وجود الأيدى العاملة الوافرة وحجم السكان الكبير ما سيجلب "عائدا ديموجرافيا" لمصر موضحا أن مصر تتمتع بموارد متعددة ومزايا جيوسياسية وجيواقتصادية مما يوفر ظروفا مواتية لتسريع عملية التصنيع فى مصر.