بسبب سوء استخدام المضادات الحيوية.. ارتفاع وفيات العدوى البكتيرية بحلول 2050

أكد مؤتمر علمي عقد اليوم بالقاهرة، أن اكتشاف المضادات الحيوية كان يعتبر الحدث الأعظم في الطب، فهي تقاوم البكتيريا، وتساعد في الشفاء من كثير من الأمراض المعدية الخطيرة مثل الالتهاب الرئوي، وخاصة لدى الأطفال وكبار السن، بعد أن ظل من الأمراض المستعصية على مدى حقبة طويلة من الزمن، ولكن تناولها بدون داعى ينذر بكارثة. فقد كانت بعض أنواع العدوى التي تبدو الآن بسيطة، مثل التهاب اللوزتين، تسبب مضاعفات خطيرة، مثل قصور عضلة القلب، أو تؤدي إلى بتر أحد أطراف الجسم، أما الالتهاب الرئوي فكان يحصد أرواح 30% من الأطفال، طبقا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية. وطالب المؤتمر بضرورة عدم الاستخدام العشوائى وبشكل متكرر للمضادات الحيوية، وعدم صرفها من الصيدلية بدون روشتة طبية، حيث إن تناولها بشكل متكرر يجعل البكتيريا تقاوم هذه المضادات الحيوية، وبالتالى لا يستفيد منها المريض، وتصبح عنيدة أمام الأمراض الصعبة التى أصبحت لا تستجيب للمضادات الحيوية الحالية، مضيفا أن أمراض العدوى البكتيرية قد تؤدي إلى ارتفاع وفيات البالغين بحوالي 10 ملايين حالة وفاة بحلول عام 2050 فى العالم إذا لم يتم السيطرة عليها، أي أعلى من إجمالي عدد الوفيات جراء الأمراض المعدية على مستوى العالم في 2012 (9.5 مليون وفاة) منهم أكثر من 4 ملايين في أفريقيا فقط. وأكد المؤتمر أن الالتهاب الرئوي هو المسئول الأول عن الوفيات بين الأطفال تحت سن 5 سنوات، والتي يحدث أغلبها في الدول النامية، حيث أصيب 900 ألف طفل في 2017 وفقًا للإحصاءات. وتتكرر الإصابة بالمرض في مصر بمعدل طفل من كل 12 طفل خاصة خلال العام الأول من الولادة، مشيرا إلى أن المناعة الجيدة يكتسبها الجسم وهو جنين ثم من خلال الرضاعة الطبيعية ثم بعد ذلك من خلال التغذية، والتى تعتبر أهم من العلاج، حيث أن التوعية بغسل الأيدي. وأوضح المؤتمر، إنه يجب وضع ضوابط لصرف المضادات الحيوية، حيث إن تناولها بشكل عشوائى يؤدى إلى حدوث مقاومة البكتيريا لها، مضيفا أنه عند اصابة الطفل بالأنفلونزا، أو ارتفاع درجة الحرارة يجب أن يظل فى المنزل ولا يذهب الى المدرسة حتى يتم شفائه حيث يكون الطفل "قنبلة موقوتة"، يعدى كل من يقف أمامه أو يجلس بجواره من زملائه الآخرين، ويتسبب فى انتقال العدوى لعدد كبير من التلاميذ، كما أن حالته تتدهور، ويحدث له مضاعفات خطيرة تؤثر على صحته. ووضع المؤتمر عدة خطوات لمنع العدوى والوقاية من الأمراض التى تصيب الاطفال أهمها: أولا: الرضاعة الطبيعية. ثانيا : عدم الذهاب الى المدرسة او الحضانة اذا كان الطفل سليم . ثالثا : عدم تقبيل الطفل ، حيث ان فم الكبار يمتلئ بالميكروبات التى تسبب العدوى للطفل ، وإذا اراد اى شخص تقبيل الطفل يكون فى يديه . رابعا : التغذية الصحية السليمة للطفل وأشار المؤتمر إلى أن مقاومة مضاد الميكروبات تعني عدم فعالية المضادات الحيوية ضد عدوى معينة؛ حيث تكتسب البكتيريا خاصية جديدة تحميها من المضاد الحيوي، ومن العوامل التي يمكن أن تساعد على منع أو تأخير ظهور مقاومة الميكروبات للأدوية هي التشخيص المبكر والسليم للعدوى، والعلاج باستخدام مضاد الميكروبات المناسب بالجرعة المناسبة، والالتزام بمدة العلاج، وتناوله وفقًا لإرشادات الطبيب، مضيفًا "عدم التزام المرضى بالعلاج قد يؤدي إلى تكرار العدوى البكتيرية، ومن الضروري الانتباه إلى أن اختفاء أعراض المرض لا يعني بالضرورة أنه قد تم القضاء على كل الجراثيم، فقد تتسبب البكتيريا المتبقية في معاودة المرض من جديد". وأشار الى ان تناول المضاد الحيوى يجب أن يكون قبل اجراء العملية الجراحية، ولا يتم إعطاء المريض مضاد حيوى آخر بعد الجراحة إلا إذا حدثت له مضاعفات بعد الجراحة. وأكد المؤتمر الذى يهدف الى التوعية السليمة بأهمية التشخيص والعلاج الأمثل لعدوى الجهاز التنفسي السفلي، أن مخاطر هذه العدوى، هي ثالث الأسباب الرئيسية للوفاة بعد أمراض القلب والمخ، حيث أفادت تقارير منظمة الصحة العالمية بأن معدلات الوفاة الناجمة عن هذا النوع من العدوى تصل إلى 4.2 مليون حالة سنويًا، وهو ما يفوق معدلات الوفاة الناتجة عن الإصابة بكثير من الأمراض الأخرى، مثل الإيدز، والسل، والحمى الشوكية، والتهاب الكبد الوبائي". وقال، إن مقاومة الجسم للمضاد الحيوى نتيجة استخدامه بشكل متكرر وبدون داعى حيث قد يستخدمه البعض عند ارتفاع درجة الحرارة او الكحة او البرد او التهاب الحلق ، وبالتالى عند اصابته بمرض خطير يتطلب الدخول فى الرعاية المركزة فانه لا يستجيب للمضاد الحيوى ، وعند عمل مزرعة له فى المعمل لا يجد اى نوع من المضادات الحيوية يستجيب اليها . وأشار الى أن شركات إنتاج المضادات الحيوية تعزف عن إنتاج أنواع جديدة منها، نظرا لأنه كل فترة صغيرة تتحور البكتيريا وتصبح غير مستجيبة للمضاد الحيوى الذى تم إنتاجه، وبالتالى فإن هذه الشركان تتعرض للخسارة وأصبح إنتاج المضادات الحيوية غير مربح. وطالب المؤتمر بالإستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، وعدم تناولها إلا عند الحاجة اليها، وتشخيص حالات البرد والأنفلونزا حتى لا يتم وصف المضادات الحيوية عند الإصابة بها، حيث أن الإصابة الفيروسية لا تتطلب تناول المضاد الحيوي.














الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;