أمين مجمع الفقه الإسلامى: تغير الأحكام أمر مستقر فى البناء الفقهى

قال الدكتور عبد السلام العبادى، أمين مجمع الفقه الإسلامى الدولى التابع لمنظمة التعاون الإسلامى، الواقع أن تغير الأحكام أمر مستقر فى البناء الفقهى الإسلامى، وذلك لارتباط الأمر بالأحكام التى مدارها الفقه، وكذلك الأحكام التى ترتبط بصفة عامة بما يسمى فى نظر الفقهاء تغير الزمان، ومن بعض الفقهاء سمى بفساد الزمان وتغير الأخلاق. وتابع، لذلك جاءت القاعدة الفقهية: لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان، وهى إحدى القواعد التسعة والتسعين التى صدرت عن مجلة الأحكام العدلية، لذلك يلاحظ أن الأحكام الشرعية التى تصدت فى الأصل إلى إقامة العدل وجلب المصالح ودرء المفاسد، وإن لها ارتباطا دقيقا بالأوضاع الزمنية والأخلاق العامة كما يقرر الفقهاء لذلك اعتبروا أن تغير الأوضاع يتطلب تغير الأحكام، وقد عبر الفقهاء عن ذلك بقولهم أن اختلاف هذا الحكم عن سابقه هو اختلاف عصر وزمان وليس اختلاف حجة وبرهان، فقد يعد التطور كما ذكر الفقهاء إلى فساد فى الأخلاق وتطور فى الأعمال بل قال الفقهاء القدماء لو كانوا ينظرون فى المسألة المعاصرة لقالوا مثل ما قال الفقهاء المعاصرون فيها. وأضاف خلال بحثه بعنوان "مجمع الفقه الإسلامى الدولى وإدارة الخلاف الفقهى تجربة وتاريخ"، والمقدم بمؤتمر الأمانة العام لدور وهيئات الإفتاء بالعالم، المنعقد اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهى"، أن الرائع فى الأمر أن هذا فى نظر مجمع الفقه الإسلامى الدولى يرتبط بالاجتهاد الجماعى مما يزيد الأمر حجة ويقيناً ويتم ذلك فى المجمع عن طريق أولاً البحوث التى تعد فى المسألة ومن ثم النقاش المسجل الذى يدور حول المسائل ثم التصويت على القرار المقترح من جيمع أعضاء المجمع وهذا يولد فى المجمع إلى ما يسمى بالاجتهاد الجماعى فهو مؤسسة كبرى يمثل فيها العلماء من كل الدول الإسلامية والجماعات الإسلامية من غير الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى، بالإضافة إلى ممثلين للجهات التى تقوم بأعمال مشابهة لعمل المجمع مما يتم الوصول إليه فى المجمع يقوم على اجتهاد جماعى يزيد القرارات قوة وأثرا فى الآخرة.