علماء الأزهر والأوقاف: المسلم لا يكذب ولا يغش ولا يخون والإسلام يجمع ولا يفرق

أنهت القافلة الدعوية الـ14 المشتركة بين علماء الأزهر ووزارة الأوقاف، نشاطها بمحافظة المنيا، الذى أقيم تحت عنوان : ” هذا هو الإسلام “، وذلك في إطار التعاون المشترك والمثمر بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة، ونشر الفكر الوسطي المستني، وبيان يسر وسماحة الإسلام ، ونشر مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية ، وترسيخ أسس التعايش السلمي بين الناس جميعًا. أكد د. حسين السيد مجاهد الأستاذ بجامعة الأزهر، أن المسلم الحقيقي لا يكذب ، ولا يغش ، ولا يخون ، والمسلم الحقيقي من سلم الناس من لسانه ويده ، والمؤمن الحقيقي من أمنه الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم وأنفسهم ، والمسلم الحقيقي هو الذي تظهر عليه أخلاق الإسلام ، فلا يصل إلى الناس منه إلا الخير ، والبر ، المسلم الحقيقي من سلم الناس من لسانه ويده ، حيث يقول عليه الصلاة والسلام: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ) ، مبينًا أن الإسلام دين الإنسانية ، والحكمة ، والسماحة ، والرحمة ، والسعة ، والمرونة ، يجمع ولا يفرق ، يوحد ولا يشتت ، فالإسلام عدل كله , رحمة كله , سماحة كله , تيسير كله , إنسانية كله , وكل ما يحقق هذه المعاني الراقية السامية هو من صميم الإسلام , وما يصطدم بها ، أو يتصادم معها ؛ إنما يتصادم مع الإسلام ، وغاياته ، ومقاصده . وأكد الشيخ محمد سعد موسى عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الإسلام دين يدعو إلى الصلاح والإصلاح وإعمار الدنيا بالدين ، وليس تخريبها باسم الدين ، كما أن المتدبر لأركان الإسلام التي جاءت في حديث جبريل (عليه السلام) حين سأل النبي (صلى الله عليه وسلم) ، قائلًا : يَا مُحَمَّدُ ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ ، فَقَالَ (صلى الله عليه وسلم) : (الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) ، يدرك أنها تسهم في بناء شخصية سوية ، فحين يعتقد الإنسان بأنّ الله واحد لا شريك له ، وأنّ سيدنا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) عبده ورسوله ، يسعى في تحقيق هذه الشهادة ، طاعة ومراقبة لله رب العالمين ، فيلتزم أوامره ، ويجتنب نواهيه ، ويقف عند حدوده ، فلا يقصر فيما كُلف به ، ولا يطلب ما ليس له ، كما أنه يجتهد في حسن اتباعه للنبي (صلى الله عليه وسلم) ، ومعاملة الناس بما كان يعاملهم به (صلى الله عليه وسلم) ؛ من رأفة ، ورحمة ، وتواضع ، ولين ، مضيفًا أن الصلاة أعظم أركان الإسلام ومع هذا تعود ثمارها على العبد ؛ نهيًا عن الفحشاء والمنكر ، واستقامة على طريق الله ، فيعيش المسلم في سلم وسلام مع نفسه ، ومع المجتمع كله ، يقول الحق سبحانه : {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} . وأكد الشيخ صلاح السيد محمد عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) رسّخ تعاليم الإسلام السمحة ، وأخلاقه الكريمة وقيمه النبيلة في قلوب أصحابه حتى أصبحت منهج حياة يعيشون ويتعايشون به مع الناس جميعًا ، مبينا فضيلته أن أداء الزكاة فيه من الجوانب الإيمانية والإنسانية ما فيه ؛ فإنه يهذب النفس من التعلق بالماديات ، حتى يدرك الإنسان أن المال وسيلة وليس غاية ، كما أنه باب للتعاون ، والتراحم ، والشعور بالآخرين ، فالمجتمع المسلم لا يَعْرِف أنانية ، ولا سلبية ، فديننا دين العطاء ، والبذل ، والتضحية ، والفداء ، والإيثار ، لا الأثرة ، ولا الشح ، ولا البخل ، فالمؤمن سمحٌ جوادٌ كريم ، قال الله تعالى في مدح الأنصار (رضي الله عنهم) : {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. وأكد الشيخ شريف السعيد إسماعيل عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الإسلام دين يحفظ للإنسان كرامته ، فينهى عن الغيبة ، والنميمة ، والتحاسد ، والتباغض ، والاحتقار، والأذى في أي صورة من صوره ؛ قولا كان ، أو فعلا ، أو حتى إشارة ، أو إيماء ، حيث يقول الحق سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} مبينًا أن الصيام يضبط أخلاق المسلم ، بدوام مراقبة الله (عز وجل) ، ويروضه على الصبر ، والتحمل ، والارتقاء بالنفس ، والسمو بها عن كل ما يغضب الله سبحانه ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (… وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ ، فَلاَ يَرْفُثْ ، وَلاَ يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ ، أَوْ قَاتَلَهُ ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ) ، ويقول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) . و أكد د. السيد محمد حسن عطية من ديوان عام وزارة الأوقاف، أن الحج التزام سلوكي وأخلاقي قبل الحج ، وفي أثنائه ، وبعد الانتهاء من مناسكه ، قال تعالى : {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} ، وعن أبي هُرَيْرَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، يَقُولُ : (مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ ، وَلَمْ يَفْسُقْ ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ) ، وهكذا ، فكل أركان الإسلام لها آثارها التي تعود على المجتمع بالخير ، والأمان ، والسلام . و أكد د، أحمد عبد الهادي علي حسن من ديوان عام وزارة الأوقاف، أن من يمعن النظر في ديننا الحنيف يدرك أنه دين مكارم الأخلاق , ورسالته أتت لإتمام هذه المكارم , حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ) , فحيث يكون الصدق , والوفاء , والأمانة, والبر , وصلة الرحم , والجود , والكرم , والنجدة , والشهامة , والمروءة , وكف الأذى عن الناس , وإغاثة الملهوف , ونجدة المستغيث , وتفريج كروب المكروبين , والرفق بالحيوان ، يكون صحيح الإسلام ومقصده. وأكد د. حاتم أحمد محمد إسماعيل بديوان عام الوزارة، أن فهم جوهر الإسلام , ومعرفة أسرار رسالته السمحة , والوقوف على مقاصده وغاياته السامية, وتطبيق ذلك كله في ضوء مستجدات العصر ومتطلباته, يعد ضرورة ملحة لمواجهة التحديات المعاصرة , وكبح جماح الجماعات الإرهابية والمتطرفة , ومحاصرة الفكر المنحرف , وكسر دوائر التحجر ، والجمود ، والانغلاق ، وسوء الفهم ، وضيق الأفق , والخروج من هذا الضيق إلى عالم أرحب وأوسع وأيسر , وأكثر نضجًا ووعيًا , وبصرًا وبصيرةً , وتحقيقًا لمصالح البلاد والعباد , ونشر القيم الإنسانية الراقية التي تحقق أمن، وأمان، وسلام ، واستقرار ، وسعادة الإنسانية جمعاء. وأكد الشيخ يوسف محمد محمد علي إمام وخطيب بمديرية أوقاف الجيزة، أن من أوجب الواجبات وأهم المهمات التي ينبغي على كل مسلم أن يقوم بها أن يظهر للناس جميعا جوانب العظمة في الدين الإسلامي ، حتى يدرك العالم كله أن الإسلام دين السلام ، ويدعو إليه ، ويعلي من شأنه ، فالسلام اسم من أسماء الله تعالى ، يقول الحق سبحانه : {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ}، وتحية الإسلام السلام ، يقول جل شأنه : {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} ، وتحية أهل الجنة في الجنة السلام ، حيث يقول الحق سبحانه : {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}، وكان من دعاء النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) عقب كل صلاة : (اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ ، تَبَارَكْتَ يا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ) .



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;