أكد دوبران بوغيتش، سكرتير الدولة بوزارة الخارجية السلوفينية، أن بلاده تدعم الجهود التى تبذلها مصر لمحاربة الإرهاب، موضحا أن سلوفينيا - مثل مصر - عضو فى التحالف الدولى ضد تنظيم "داعش" الإرهابى، وكانت تدعم مبادرات مصر لمكافحة الإرهاب خلال عضويتها فى مجلس الأمن.
وقال بوغيتش، فى حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، من مقر وزارة الخارجية السلوفينية، بمناسبة منتدى الإبداع الذى نظمه "الاتحاد من أجل المتوسط" بالعاصمة ليوبليانا، إنه لا يمكن مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف دون التصدى لدعوات المتطرفين والمتشددين، مضيفا أننا فى حاجة على وجه الخصوص للتواصل مع الشباب وتشجيع مشاركتهم النشطة فى المجتمع، لتمكينهم من أن يكونوا إيجابيين ضد الخطاب المتطرف.
وشدد بوغيتش، على ضرورة رفع مستوى الوعى وتشجيع النقاش العام وتحقيق تفاهم أفضل بين المجتمعات والثقافات والأديان المختلفة وذلك لمحاربة التطرف والوقاية منه، داعيا إلى التوظيف التام للأنظمة التعليمية ووسائل الإعلام سواء التقليدية أو وسائل التواصل الاجتماعى الحديثة لتحقيق هذه الغاية، منوها بأن تعليم حقوق الإنسان يمثل أداة مهمة أخرى فى تعزيز ثقافة السلام والتسامح حيث تعد واحدة من أكثر الوسائل فائدة فى منع التطرف العنيف بين الشباب.
وأوضح المسئول السلوفينى أن بلاده تعلق أهمية كبيرة على دور مصر على الصعيدين الإقليمى والدولى، معربا عن تقدير سلوفينيا عاليا لرئاسة مصر للاتحاد الإفريقى لعام 2019، وعن تأييدها بقوة لزيادة التعاون بين الاتحاد الأوروبى والاتحاد الإفريقى، مضيفا أن مصر من بين أهم شركاء سلوفينيا فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث شهد حجم التبادل التجارى بين البلدين نموا ملحوظا فى الآونة الأخيرة، حيث بلغت المبادلات العام الماضى 164.5 مليون يورو، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 84 % مقارنة بالعام السابق.
وأعرب عن تطلع بلاده لعقد اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى بين البلدين فى سلوفينيا عام 2020، بعد انعقادها للمرة الأولى بالقاهرة فى مارس الماضي، مضيفا أن بلاده تحرص على مواصلة هذا الاتجاه الإيجابى فى التعاون وزيادة تعزيز علاقتها مع مصر.
وفيما يتعلق بظاهرة الهجرة غير المشروعة، قال إن سلوفينيا تثمن إسهام مصر فى إدارة تدفقات الهجرة فى المنطقة، فضلاً عن جهودها لتحسين أوضاع المهاجرين، مذكرا بأن الهجرة غير المشروعة ليست مجرد مشكلة أوروبية أو إفريقية، بل هى تحد عالمي، تتطلب حلولا تعاونية ومسؤولية مشتركة ومشاركة فعالة من جميع الأطراف المعنيين على المستوى العالمي.
وأوضح الدبلوماسى السلوفينى أنه فى قمة الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية التى عقدت بشرم الشيخ فى فبراير الماضى من أجل معالجة التحديات العالمية، تم تجديد الالتزام المتبادل بتعددية الأطراف الفعالة وبنظام دولى قائم على القواعد، مضيفا أن سلوفينيا تشارك بنشاط فى الجهود المشتركة التى يبذلها الاتحاد الأوروبى وشركاؤه الأفارقة للتغلب بكفاءة على التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التى تدفع إلى الهجرة.
وفيما يتصل بالوضع فى ليبيا، قال إنه لا يمكن الوصول إلى حل دائم للأزمة الليبية إلا من خلال معالجة الأسباب الجذرية للنزاع ومن خلال حوار سياسى شامل ومفيد، يهدف إلى دعم التحول الديمقراطى والحوار السياسى فى ليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة، مشددا على الحاجة للتوصل إلى توافق دولى فى الآراء بشأن مخرج للأزمة.
ولفت إلى أن سلوفينيا تدعم بشكل كامل الممثل الخاص للأمم المتحدة بما فى ذلك إعادة توحيد المؤسسات الليبية والإصلاحات الاقتصادية والأمنية اللازمة لتحقيق الاستقرار فى البلاد.
وحول دور "الاتحاد من أجل المتوسط" فى المنطقة، قال إن الاتحاد أثبت أنه المنتدى الإقليمى الوحيد الذى يخلق مساحة للحوار والتعاون بين الجهات الفاعلة، مؤكدا أن مصر عضو نشط وفعال فى الاتحاد من أجل المتوسط، وكذلك سلوفينيا، ومن أحد مساهماتها الرئيسية فى الاتحاد هو دعم تمكين الشباب من خلال التعليم والحوار بين الثقافات فى إطار المبادرة السلوفينية المسماة "البرنامج الإيجابى للشباب فى البحر الأبيض المتوسط".
وعن تحديات منطقة البحر المتوسط، نوه بأن منطقة المتوسط تقع على مفترق طرق بين أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وتعد منطقة للتعاون ولتبادل المعرفة والتجارب الثقافية، إلا أنها أيضا منطقة تشهد تحديات تتمثل فى الصراعات والهجرة وتغير المناخ والتدهور البيئى والتلوث وغيرها.
وقال إن سلوفينيا تشيد بجهود المشاريع التى تحمل علامات الاتحاد من أجل المتوسط فى المجالات الاستراتيجية مثل الطاقة والمياه، مشيرا فى هذا الصدد إلى محطة لتحلية المياه فى غزة والتى وصفها بـ "مثال ممتاز على التعاون الإقليمى الذى يتجاوز السياسة".. موضحا أنه مشروع سيكون له تأثير ملموس على حياة السكان فى القطاع.
وعن منتدى الإبداع الذى نظمه الاتحاد من أجل المتوسط بالتعاون مع وزارة الخارجية السلوفينية بليوبليانا خلال الفترة من 12 إلى 15 نوفمبر الجاري، أوضح أن هذا المنتدى هو المنصة الوحيدة التى تربط منطقة جنوب البحر المتوسط وغرب البلقان من خلال الإبداع، حيث يعد مجالا للمناقشات ومراجعة السياسات ويجمع صناع القرار من مجالات الاقتصاد والعلاقات الخارجية والثقافة.