مساعد وزير الخارجية الأسبق يدعو الدول الأفريقية للتكاتف لمكافحة كورونا

صرح السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق بأنه يتعين على الدول الأفريقية بمختلف مؤسساتها ووزاراتها العمل "سويا " لصياغة رؤية أفريقية مشتركة تكون جزءا من الجهود الدولية لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، مشيرا إلى أن الرؤساء الأفارقة حرصوا خلال انعقاد القمة الأفريقية المصغرة على تشكيل جبهة موحدة للتصدي لهذا الخطر غير المسبوق. وأكد السفير حجازي - في تصريح لوكالة انباء الشرق الأوسط اليوم الأحد، على أهمية التوقيت الذي عقدت فيه القمة الأفريقية المصغرة، عبر وسائل الاتصال، وشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي ، والقادة الأفارقة أعضاء هيئة مكتب الاتحاد الافريقي ، لتعكس المسئولية الإقليمية والالتزام على أعلى المستويات ، لمجابهة هذا التحدي الذي يواجهه العالم برمته.

وأضاف أن القمة الأفريقية المصغرة التي عقدت يوم الخميس الماضى، جاءت قبيل أعمال قمة "مجموعة العشرين " التى أخذت بعين الاعتبار توصيات الزعماء الأفارقة ، وركزت على بحث كيفية مواجهة هذه الجائحة العابرة للحدود ، وتداعياتها على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية والصحية ، مما يستلزم تعاون إقليمي ودولي شامل ، خاصة أن دول العالم كافة تواجه نفس الخطر ، وتحتاج لإعمال ادوات مشتركة على الصعيد الصحي والاقتصادي لتجاوز هذه الازمة. وحيا توافق القادة الأفارقة خلال أعمال هذه القمة المصغرة، على اتخاذ عدة اجراءات و"مبادرة هامة " ممثلة في إنشاء صندوق لتوفير الموارد اللازمة لدعم جهود مكافحة وباء " كورونا " في أفريقيا ، ومجابهة التبعات الاقتصادية المتوقعة على تلك الدول ، وذلك على غرار الجهود الأفريقية السابقة لمكافحة انتشار وباء "إيبولا " بعدد من الدول الأفريقية؛ مشيرا إلى أهمية ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي حول حرص مصر على تقديم الدعم المالي المناسب لإنشاء هذا الصندوق ، وتعزيز الجهود الأفريقية المشتركة، بالاضافة لتوجيه دعم مالي للمركز الأفريقي لمكافحة الأمراض المعدية والذي من المقرر ان تستضيف مصر المقر الإقليمي له. ونوه مساعد وزير الخارجية الأسبق - في تصريحه - بتوافق القادة الأفارقة على تشكيل مجموعة عمل تحت مظلة الاتحاد الأفريقي تشارك فيها الدول الأفريقية في تبادل الخبرات والمعلومات في مجال مكافحة وباء "كورونا " ومخاطبة الرأي العام الأفريقي بالمستجدات والتطورات . وأشاد بالمبادرة التى وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي لمجموعة العشرين قبيل انعقادها ، والتي تأتي إدراكا من مصر أيضا بمسئوليتها تجاه القارة لدراسة تخفيف أعباء الديون المستحقة على الدول الأفريقية ، سواء بإعادة الجدولة ، أو التأجيل ، أو الإعفاء بالتنسيق مع المؤسسات المالية الإقليمية والدولية كالبنك الإسلامي للتنمية ، والبنك الأفريقي للتنمية ، وصندوق النقد الدولي ، والبنك الدولي ، بالإضافة إلى المانحين من الدول الصناعية الكبرى. وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يغفل واحدة من أهم التحديات، وهي جهود مكافحة الإرهاب ، والتي ستمثل عبئا إضافيا على القارة خلال الفترة المقبلة ، في ظل مكافحة انتشار وباء "كورونا" ، مما قد يؤثر سلبا على جهود الدول الأفريقية في محاربة الإرهاب ، مما يتعين على المجتمع الدولي النظر في توفير دعم ، خاصة من قبل "مجموعة العشرين " لمساندة دول الساحل الأفريقي ، وقوتها المعنية بمكافحة الإرهاب على وجه الخصوص للحيلولة دون تطور الإرهاب ، وانتهازه الفرصة لتعزيز مواقعه في القارة وقت انشغالها بفيروس "كورونا". وقال إن القادة الأفارقة نجحوا في نقل رؤيتهم و توصياتهم الى "مجموعة العشرين" عبر رئيس جنوب أفريقيا ، سيريل رامافوزا باعتبار أن جنوب أفريقيا تعد إحدى الدول الأعضاء بالمجموعة ، حيث جاء البيان الختامي لمجموعة العشرين ملبيا للرؤية الأفريقية ، كما تبنى مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي حول ديون القارة وآثارها في الدول محدودة الدخل بسبب تلك الجائحة، بالإضافة إلى أن قادة "مجموعة العشرين " أكدوا التزامهم ايضا بتفهم احتياجات أفريقيا في المجال الصحي والاقتصادي ، وعدم قدرة العديد من الدول ، خاصة الأفريقية على مواجهة وباء "كورونا". ولفت السفير حجازي - في سياق تصريحه - الى تضمين البيان الختامي لقمة "مجموعة العشرين " عدة توصيات للقمة الأفريقية المصغرة مما يشير إلى أن أفريقيا تظل عضوا فاعلا في الأسرة الدولية ، وإلى الصلات المشتركة بين دول العالم.

وأكد على ضرورة مواصلة وزراء الصحة والنقل والمالية ومحافظي البنوك المركزية الأفريقية لترجمة رؤية أوخطة أفريقية مشتركة في سياستهم الوطنية، والتنسيق فيما بينهم حتى تتحرك أفريقيا بشكل جماعي لمواجهة هذا الخطر المشترك "غير المسبوق"، وكذلك بحث كيفية التواصل مع المبادرات الدولية . وشدد على ضرورة أن تستفيد الدول الأفريقية من تعهد قادة "مجموعة العشرين " بضخ خمسة تريليونات دولار أمريكي لحماية الاقتصاد العالمي من اثار وباء "كورونا" ، وتكليف وزراء "مجموعة العشرين " ومحافظي البنوك المركزية لإعداد خطة عمل عاجلة بالتعاون مع المنظمات الدولية لتقديم دعم اقتصادي. وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق - في ختام تصريحه - أن افريقيا تستطيع ان تستفيد كذلك من هذه التوجهات خاصة الصندوق الأفريقي الذي تم الاتفاق على انشائه ، وبالتالي يمكن لهؤلاء الشركاء الدوليين تقديم الدعم المالي المطلوب، بالإضافة إلى تكليف "مجموعة العشرين " لمنظمة العمل الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لبحث تاثيرات هذه الجائحة على العمالة. وكانت قمة أفريقية مصغرة قد عقدت يوم /الخميس / الماضي عبر وسائل الاتصال جمعت القادة الأفارقة أعضاء هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي، وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي ، والرئيس سيريل رامافوزا ، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا ، والرئيس الحالي للاتحاد، والرئيس الكيني أوهورو كينياتا، والرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا، والرئيس فيلكس تشيسيكيدي رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى جانب موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى.

وجاءت هذه القمة قبيل انعقاد القمة "الافتراضية " لمجموعة العشرين بمشاركة قادة الدول صاحبة الاقتصاد الأكبر في العالم ، وبرئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ، من أجل تنسيق وتوحيد الجهود الدولية لمكافحة فيروس "كورونا" المستجد.



الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;