الحلقة 16.. النبى والوطن.. تعلِيمه صلى الله عليه وسلم للوفود ليعلموا قومهم

نستعرض طوال شهر رمضان الكريم حلقات مميزة من كتاب" النبى والوطن" من الكتاب والسنة، وهو أحد الإنجازات العلمية المميزة ضمن موسوعة السيرة النبوية في ثوبها الجديد، لمؤلفها الدكتور ناصر بن مسفر القرشى الزهرانى. تَعْلِيمُهُ صلى الله عليه وسلم لِلْوُفُودِ لِيَرْجِعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ مُعَلِّمِينَ: عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَقْعُدُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله عنهما يُجْلِسُنِي عَلَى سَرِيرِهِ، فَقَالَ: أَقِمْ عِنْدِي حَتَّى أَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي، فَأَقَمْتُ مَعَهُ شَهْرَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ القَيْسِ لَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنِ القَوْمُ؟- أَوْ مَنِ الوَفْدُ؟. قَالُوا: رَبِيعَةُ. قَالَ: مَرْحَبًا بِالقَوْمِ، أَوْ بِالوَفْدِ، غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ نَدَامَى. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لاَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيكَ إِلَّا فِي الشَّهْرِ الحَرَامِ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَـرَ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ فَصْلٍ، نُخْبِرْ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا، وَنَدْخُلْ بِهِ الجَنَّةَ، وَسَأَلُوهُ عَنِ الأَشْرِبَةِ: فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ، أَمَرَهُمْ: بِالإِيمَانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ؟. قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ المَغْنَمِ الخُمُسَ. وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنِ الحَنْتَمِ وَالدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ وَالمُزَفَّتِ. وَرُبَّمَا قَالَ: المُقَيَّرِ. وَقَالَ: احْفَظُوهُنَّ وَأَخْبِرُوا بِهِنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ. الحَنْتَمُ: جِرَارٌ خُضْرٌ. الدُّبَّاءُ: إِنَاءٌ مِنَ الْقَرْعِ الْيَابِسِ. النَّقِيرُ: أَصْلُ النَّخْلَةِ يُنْقَرُ فَيُتَّخَذ مِنْهُ وَعَاءٌ. المُزَفَّتُ: مَا طُلِيَّ بِالزِّفْتِ. المُقَيَّرُ: مَا طُلِيَ بِالْقَارِ. وَعَنْ أَبِي قِلَابَةَ رضى الله عنه، قَالَ: فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ أَهْلِ الفَتْحِ، بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلاَمِهِمْ، وَبَدَرَ أَبِي قَوْمِي بِإِسْلاَمِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: جِئْتُكُمْ- وَاللَّهِ- مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَقًّا، فَقَالَ: صَلُّوا صَلاَةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، وَصَلُّوا صَلاَةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي، لِمَا كُنْتُ أَتَلَقَّى مِنَ الرُّكْبَانِ، فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ. بَرَكَاتُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رضى الله عنها عََلَى قَوْمِهَا: لَمَّا أُسِرَتْ جُوَيْرِيَةُ رضى الله عنها فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ عَرَضَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَعْتِقَهَا وَيَتَزَوَّجَهَا، وَكَانَتِ ابْنَةَ سَيِّدِ قَوْمِهَا فَوَافَقَتْ، فَلَمَّا رَأَى الصَّحَابَةُ رضى الله عنهم ذَلِكَ أَعْتَقُوا جَمِيعَ مَنْ بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الأَسْرَى مِنْ قَوْمِهَا، لِأَنَّهُم أَصْبَحُوا أَصْهَارَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. تَقُولُ عَائِشَةُ رضى الله عنها: فَمَا رَأَيْنَا امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا، أُعْتِقَ فِي سَبَبِهَا مِائَةُ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ. بَرَكَاتُ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو رضى الله عنه عَلَى قَوْمِهِ .. وَأَنَّهُ سَبَبٌ فِي هِدَايَتِهِمْ: لَمَّا أَسْلَمَ الطُّفَيْلُ رضى الله عنه عَادَ إِلَى قَوْمِهِ، وَظَلَّ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ عز وجل بِالرِّفْقِ وَالْحِكْمَةِ وَالْحُبِّ وَالرَّحْمَةِ، وَقَدْ دَعَا لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِ: اللهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَائْتِ بِهِمْ. [البخاري: 2937، ومسلم: 2524]. فَأَقْبَلَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو رضى الله عنه عَامَ خَيْبَرَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِقَرَابَةِ تِسْعِينَ بَيْتًا مِنْ دَوْسٍ مُسْلِمِينَ مُوَحِّدِينَ، وَكَانَ مِنْهُم أَبُو هُرَيْرَةَ رضى الله عنه رَاوِيَةُ الإِسْلَامِ. [البخاري: 4393]. وَهَكَذَا كَانَ كَثِيرٌ مِنَ الصَّحَابَةِ رضى الله عنهم بَرَكَةً عَلَى أَقْوَامِهِمْ، وَخَيْرًا وَسَعَادَةً لِأَوْطَانِهِمْ.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;