"حصاد مصر فى مواجهة الإرهاب خلال 7 سنوات".. تقرير حديث لمرصد الأزهر

أكد مرصد الأزهر فى تقرير له، أنه منذ ثورة 30 يونيو عام 2013، وتواجه مصر والمنطقة تحديًا كبيرًا يتمثل فى الجماعات المتطرفة التى تهدف إلى إسقاط الدول، وبسط نفوذها واستقطاب العديد من الشباب إلى صفوفها؛ لتحقيق مقاصدها الخبيثة وأجنداتها المشبوهة. وتابع المرصد: "ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة البلاد فى يونيو عام 2014، واتخذت مصر خطوات مهمة فى مواجهة التطرف والإرهاب على الصعيدين المحلى والإقليمي، الأمر الذى أخرج مصر من قائمة أكثر (10) دول عُرضة للتطرف والإرهاب، بحسب التقرير السنوى لمنظمة الاقتصاد والسلام (IEP) والذى يتضمن مؤشر الإرهاب العالمى (Global Terrorism Index). وفى هذا التقرير نسلط الضوء على أهم المحطات التى واجهت بها مصر التطرف والإرهاب خلال السبع سنوات الأخيرة؛ حيث اتخذت هذه المواجهات صورًا مختلفة وأشكالًا متعددة، ومن أهم مساهمات الإدارة المصرية فى مواجهة التطرف والإرهاب على الصعيد الداخلى ما يلي: 1- فرضت الدولة قوتها عن طريق بسط الأمن والأمان فى مدة وجيزة، ما أدى إلى القبض على العديد من أصحاب الفكر المتطرف سواء من جماعة الإخوان الإرهابية أو غيرهم ممن لهم انتماءات لجماعات متطرفة أخرى، وتقديمهم إلى أيدى العدالة؛ لينالوا جزاءهم فى محاكمات تضمن الشفافية والعدالة، يقودها القضاء المصري. 2- المواجهة العسكرية المباشرة مع العناصر التكفيرية والتى اتخذت أشكالًا متعددة، كان أبرزها العملية الشاملة (سيناء 2018) التى أدت إلى العديد من النتائج الإيجابية، كان من بينها مقتل العديد من قادة العناصر التكفيرية والعناصر شديدة الخطورة، كما استهدفت تدمير البؤر الإرهابية المكتشفة، إضافة إلى القبض على عدد كبير من العناصر الإرهابية والإجرامية المطلوبة جنائيًّا والمشتبه فى دعمها للعناصر التكفيرية، كما تمَّ تدمير البنية التحتية للعناصر الإرهابية من مخازن الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة، والاحتياجات الإدارية والمراكز الإعلامية ومراكز الإرسال، إضافة لاكتشاف وضبط وتدمير عدد من الدراجات النارية والعربات الخاصة بالعناصر الإرهابية، حسبما صرّح المتحدث العسكرى للقوات المسلحة المصرية. 3- التنمية المستدامة والتعمير المتواصل والمشروعات الكبيرة التى تنفذها مصر؛ حيث أدركت الإدارة المصرية أن مواجهة الإرهاب لا تقتصر فقط على المواجهة العسكرية والفكرية، وإنما هناك محور ثالث لا يقل أهمية عن هذين المحورين، وهى المواجهة من خلال التنمية والتقدم؛ لأن الإرهاب لا ينصب شباكه إلا فى الأماكن المتوارية الخالية من التنمية والتطوير، فشرعت الإدارة المصرية فى العديد من المشاريع العملاقة، مثل: العاصمة الإدارية، وتطوير الريف، وإنشاء شبكة عملاقة من الطرق والكباري، إضافة إلى المشروعات الزراعية والصناعية والتجارية المختلفة، والتى بلغت (14762) مشروعًا فى مختلف القطاعات، جرى الانتهاء منها بتكلفة تقديرية (٢207.3) مليار، حسبما نشرت جريدة أخبار اليوم بتاريخ 4 يونيو 2021 فى تقرير لها بعنوان: "7 سنوات خلال عهد الرئيس". وتابع المرصد أن كل هذا يقطع على الإرهاب الدعاية إليه تحت ستار ظروف الناس ومصاعب الحياة والوعود المزيفة بالمدينة الفاضلة؛ لذا فإن مصر قطعت الطريق على جماعات الإرهاب والتطرف؛ ببذل كل ما من شأنه أن يجعل حياة المواطن سهلة وميسورة. وقد كان لمرصد الأزهر بعض المتابعات والأنشطة التى أكّد من خلالها أن التنمية يمكن أن تواجه التطرف، حيث أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، تقريرًا مصورًا باثنتى عشرة لغة تحت عنوان: «التنمية فى مواجهة التطرف... مصر 2030 نموذجًا»، فى إطار سلسلة الإصدارت المرئية التى ينشرها المرصد باللغة العربية واللغات الأجنبية. وأكد المرصد فى هذا التقرير المصور أن جهود مصر فى مكافحة التطرف تعكس عزم الدولة -فى أجندتها الوطنية المستدامة- على اجتثات جذور الإرهاب وتجفيف منابعه من خلال تبنِّى إستراتيجية شاملة. وأشار المرصد إلى أن مكافحة التطرف والإرهاب أحد أهم العوامل التى تساعد على تنفيذ رؤية مصر 2030؛ باعتبارها نموذجًا يُحتذى به فى تمكين الشباب وتحصينهم من مخاطر الاستقطاب، بما يُسهم فى خلق بيئة طاردة للتطرف والإرهاب. 4- اهتمت مصر بالتعليم الجامعى وما قبل الجامعي، وذلك من خلال أنظمة تعليم جديدة ومتطورة، وبإنشاء العديد من الجامعات والكليات التى تواكب التقدم التكنولوجي، ما يعنى تخريج أجيال واعية بالتحديات التى تواجه أوطانهم. وفى هذا الصدد أيضًا، عقد الرئيس العديد من مؤتمرات الشباب، وكان حريصًا على إجراء حوار بنَّاء مع الشباب يبصرهم بواقعهم، ويفتح لهم أفاق المستقبل، كما اتخذت الدولة خطوات واضحة فى تمكين الشباب ومنحهم العديد المناصب القيادية، وخريجى الأكاديمية الوطنية للتدريب خير شاهد على ذلك. كل هذا يجعل الشباب الذين هم أكثر عرضة للاستهداف من قبل جماعات الظلام والتطرف يتطلعون لمستقبلٍ مشرق، ويبصرون أمامهم آمالًا وطموحات قابلة للتنفيذ، فيزاد إيمانهم بوطنهم، ويزداد حرصهم على تقدم بلادهم وازدهارها. 5- أولت مصر خلال السبع سنوات الماضية اهتمامًا بالغًا بسوق العمل وتوفير السلع والاحتياجات للمواطنين، عن طريق العديد من المبادرات والإجراءات، ولا شك أن هذا يقطع الطريق على من يروجون للتطرف والإرهاب تحت بند البطالة والفقر. وفى هذا الصدد أعلنت وزارة التخطيط فى تقرير لها، أن خطة العام الجديد تهدف إلى خفض مُعدّل البطالة إلى نحو 7.3٪، مع تقليص مُعدّل الفقر إلى 28.5٪، وخفض نسبة الأمية إلى نحو 17.5٪، وهذه الأمور من شأنها قطع روافد التطرف والإرهاب. 6- باعتبار الأزهر الشريف جزءًا أصيلًا من أجزاء الدولة المصرية، فقد اتخذ الأزهر الشريف إجراءات شديدة الأهمية لمواجهة التطرف والإرهاب، فعلاوة على أن المنهج الأزهرى الوسطى الذى يحمى من التطرف والإرهاب، تمَّ إنشاء مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ومركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، إضافة إلى العديد من المراكز التى تهتم بقضايا التراث وتجديد الخطاب الديني. كما تم إنشاء أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وأمناء الفتوى، إضافة إلى العديد من المؤتمرات واللقاءات التى أشرف عليها فضيلة الإمام الأكبر وحضرها بنفسه، كان آخرها "مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الإسلامي"، والذى تمَّ برعاية كريمة من السيد رئيس الجمهورية. هذا فضلًا عن الكتب والإصدارات التى فنَّد فيها الأزهر الشريف بهيئاته المختلفة كل مطعن ورد على كل شبهة تستغلها الجماعات المتطرفة فى ترويجها لأفكارها الإرهابية، ويكفى فى هذا الصدد مطالعة الكُتاب الذى تضمن أعمال مؤتمر الأزهر العالمى لمواجهة التطرف والإرهاب الذى عقد خلال ديسمبر عام 2014، وكذلك كتاب مؤتمر الأزهر العالمى للسلام الذى عُقد فى المدة ما بين 27 / 28 أبريل 2017. وعلى الصعيد العالمى والإقليمى باتت مصر دولة محورية فى مواجهة العديد من قوى الإرهاب العابر للحدود؛ حيث أعلنت الإدارة المصرية عن دعمها لكل الشعوب من أجل أن تحيا حياة كريمة. كما لعبت مصر دورًا محوريًّا فى العديد من قضايا المنطقة التى تتعلق بشكل أو بآخر بقضايا التطرف، ومن القضايا الإقليمية والدولية التى اهتمت بها مصر اهتمامًا كبيرًا: 1- القضية الفلسطينية: فقد عبَّر الرئيس السيسى عن الموقف التاريخى الثابت من القضية الفلسطينية، والإيمان بحل عادل وشامل لهذه القضية، ولا يخفى كيف أن الجماعات المتطرفة تستغل القضية الفلسطينية؛ لاستقطاب المزيد من الشباب العربى الغاضب من الانتهاكات الصهيونية بحق الفلسطينيين العزل. ولقد ظهر فى الأيام الأخيرة كيف أن مصر أسهمت فى وقف الاقتتال فى الأراضى المحتلة، كما أن مصر الآن تقوم بإعادة إعمار غزة بتوجيهات من الرئيس السيسي. جدير بالذكر أن الأزهر الشريف عقد مؤتمرًا دوليًّا بشأن القضية الفلسطينية بحضور فضيلة الإمام الأكبر، وقد شارك فيه العديد من العلماء والشخصيات العامة من (٨٦) دولة، على رأسهم الرئيس "محمود عباس"، رئيس دولة فلسطين، والدكتور "يوسف بن أحمد العثيمين"، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ووزير الخارجية الأسبق "أحمد أبو الغيط"، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور "أولاف فيكس تافيت"، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، والدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وغيرهم. 2- القضية الليبية: وقد كان الموقف المصرى فى هذه القضية واضحًا، حيث عملت مصر على مد سبل التعاون والمساندة للشعب الليبي؛ وذلك للوصول لتسوية سياسية تلبى متطلبات الشعب الليبى وطموحاته. ولمَّا كان هناك تدخل أجنبى من بعض الدول فى الشأن الليبى أدانته الأمم المتحدة والعديد من الدول الكبرى فى العالم؛ إذ تسبَّب هذا التدخل فى جلب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والإرهابين إلى الأراضى الليبية، ما يشكل تهديدًا كبيرًا للأمن القومى المصرى والعربي، هنا كان الموقف القوى للإدارة المصرية لحفظ أمنها القومي، ودعم الشعب الليبى فى الحفاظ على وحدة أراضيه، وقد شكل ذلك حائط صد منيع لمنع تدفق المرتزقة وتكوين الخلايا الإرهابية على الاتجاه الإستراتيجى الغربى لمصر، مما يهدد العديد من دول القارة، لا سيّما مع النشاط الإرهابى الملحوظ فى وسط وغرب إفريقيا. جدير بالذكر أن هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أيدت هذه الخطوات التى تتخذها الإدارة المصرية للحفاظ على أمنها القومى بشأن تطور الأحداث فى ليبيا. 3- سعت مصر مع العديد من الدول العربية لرأب صدع الصف العربي، ومد يد الصلح، وإنهاء بعض الخلافات العربية، ما يعنى تكوين وجهات نظر عربية موحدة، ومواقف متناسقة ومتوافقة فى مواجهة الأفكار الإرهابية، وقطع الطرق على الجماعات الإرهابية التى تستغل أية نقطة خلاف؛ لإيجاد موطئ قدم لها بعد أن لفظتها المجتمعات وكرهت وجهها المظلم. 4- استعادت مصر عمقها الإفريقى ومكانتها العالمية وتأثيرها الكبير، الأمر الذى يجعل منها دولة قوية تؤثر سياسيًّا فى مجريات الأحداث، وتسهم بآرائها ووجهات نظرها فى مواجهة التطرف والإرهاب. وقد شارك السيد الرئيس والعديد من المسئولين فى مختلف المحافل الدولية، وقدموا رؤى متقدمة جدًّا من خلال التجربة المصرية، تسهم فى مواجهة التطرف والإرهاب وتقلل من مخاطره. وفى ختام التقرير قال المرصد إن مصر قدمت خلال السبع سنوات الأخيرة العديد من المواقف المضيئة، التى ستظل شاهدة فى جبين التاريخ من أجل مواجهة التطرف والإرهاب، الأمر الذى يراه مرصد الأزهر قوة دفع كبيرة للأمة العربية نحو التقدم والتنمية. كما يؤكد المرصد أن هذه الخطوات تسهم بشكل فاعل فى الحفاظ على الهوية المصرية، وتبرئة الساحة الإسلامية من كل ما يلصق بها من افتراءات وأكاذيب، وتحافظ على الوحدة العربية والأخوة الإنسانية.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;