سفير مصر بعمان: هناك تطابقا بالمواقف السياسية مع عمان بمختلف القضايا

أكَّد السفير خالد راضي سفير مصر لدى سلطنة عُمان أن الزيارة التاريخيّة المرتقبة التي سيقوم بها السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان إلى مصر، ولقاء أخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي في أول زيارة له يُعمّقان العلاقات التاريخية المتأصلة والقوية التي تضرب جذورها في التاريخ، وتتعزز وتنتقل إلى آفاق رحبة ومراحل أكثر عمقًا وتطوّرًا بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات. وقال السفير المصري في مسقط في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، إن الزيارة تبحث مختلف القضايا الثنائية والدولية التي تهم صالح البلدين والشعبين الشقيقين، وستكون نقطة تحوّل كبيرة ومهمّة في مسار العلاقات العُمانيّة المصريّة. وأضاف خالد راضي أن السُّلطان هيثم والرئيس عبدالفتاح السيسى سوف يبحثان سبل تعزيز العلاقات وتطويرها سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو التجاري أو الثقافي أو الاجتماعي إلى جانب التنسيق المصري العُماني في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن المنطقة بحاجة إلى مزيد من التنسيق والتعاون لتأمين السلام في المنطقة، لتنعم شعوبها بمزيد من الأمن والاستقرار. ولفت إلى أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية إلى سلطنة عُمان كانت نقطة فاصلة في مسار العلاقات بين البلدين وشهدت التوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات، شملت مجالات كثيرة منها ما هو مرتبط بالملاحة البحرية والاستثمار والتجارة والصناعة ومكافحة الاحتكار وتوفير سبل المنافسة الحرّة والتنمية الصناعية وترويج الاستثمار، كما شملت موضوعات البيئة والتدريب المهني والتقني ورفع القدرات البشرية والتعليم العالي. وقال إن توقيع هذه الاتفاقيات أسّس القاعدة الراسخة التي تمكّن الجانبين العُماني والمصري من بناء صرح كبير من التعاون، انعكس ذلك على ما شهدته الأرقام الصادرة أخيرًا من زيادة في حجم التبادل التجاري بين الجانبين، حيث شهدت العلاقات التجارية الاقتصادية بين الجانبين طفرة كبيرة خلال العام الماضي. وبيّن السفير خالد راضي أن حجم التجارة البينيّة بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية زاد ما يقرب من 52% بالمقارنة مع العام 2021، حيث بلغ حجم التبادل التجاري ما يقرب من مليار وتسعة ملايين جنيه مصري وبلغت الصادرات المصرية إلى سلطنة عُمان حوالي 433 مليون دولار، في حين بلغت الواردات المصرية من سلطنة عُمان حوالي 760 مليون دولار، مشيرًا إلى أن الأرقام تعكس الإرادة الحقيقية لتنمية وتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين. وأوضح أن الصادرات التي تستوردها جمهورية مصر العربية من سلطنة عُمان هي خامات المعادن والأسماك والألمنيوم ومصنوعاته ومنتجات كيميائية عضوية فيما تستورد سلطنة عُمان من مصر بعض المنتجات الزراعية والأثاث والأجهزة الكهربائية ومنتجات الألبان وغيرها.. مؤكدا على أن هناك توجيها من القيادتين للمسؤولين في البلدين للعمل سويًّا بأسرع وقت وفق برنامج مُحكم لتطوير العلاقات في مختلف المجالات، وهو ما انعكس في المجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري، حيث إن حجم الاستثمارات المصرية في سلطنة عُمان تقترب من ملياري دولار. وقال خالد راضي إن ما تشهده سلطنة عُمان من استقرار ومناخ إيجابي مشجع للاستثمار وتشريعات ونظم مثل ما توفره للمستثمر الأجنبي عبر المنفذ الواحد يشجع المستثمر على القدوم إلى سلطنة عُمان، حيث نجد تصنيف سلطنة عُمان الائتماني في تقدّم وارتفاع وهو ما يدل على الجهد والعمل الدؤوب بتوجيهات سامية جعل سلطنة عُمان واحة للأمن والاستقرار ومحطة للمستثمر الأجنبي، بما في ذلك المستثمر المصري. وأضاف أن الشركات المصرية في سلطنة عُمان في ارتفاع مستمر فهي تصل إلى ما يقارب 1900 شركة مصرية وكلها تعكس عمق وروابط علاقات المحبة والصلات القوية بين البلدين الشقيقين، مشيرًا إلى أن زيارة جلالتِه هذه تعدّ رسالة دافعة لمزيد من تطوير العلاقات بين البلدين وتوثيقها في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والثقافية. ووصف السفير المصري العلاقات والروابط الثقافية بين البلدين بأنها "كبيرة جدًّا" ومتنوعة ومتشعّبة في مجالات كثيرة منها: الفنون والآداب والترجمة والسينما والمسرح والفنون بمختلف أنواعها، حيث نجد أن هناك روابط كبيرة ووثيقة واتصالًا وتواصلًا دائمًا بين البلدين والشعبين. وأكد على أن هناك تطابقًا في المواقف السياسيّة بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربيّة في مختلف القضايا السياسيّة الدوليّة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، ويرجع ذلك إلى المنطلقات المشتركة بين البلدين التي تعتمد على إرساء مبادئ الأمن والسلم والقانون الدولي، وهذا يؤهل الدولتين للالتقاء في مختلف المسائل والموضوعات، مشيدًا بما تبذله سلطنة عُمان من دبلوماسية متميزة دائمة في مختلف الموضوعات التي تشهدها المنطقة. وأشار إلى أن سلطنة عُمان لا تألو جهدا في دعم واستقرار السلام في مختلف ربوع المنطقة، وأن جهودها مثمرة ومكلّلة بالنجاح بفضل ما تقوم به سلطنة عُمان من جهود ملموسة يشهده الجميع، وهي تتوازى مع جهود جمهورية مصر العربية في مختلف القضايا المهمة في المنطقة لإيجاد سبل سلمية في حلحلة القضايا التي تمر بها في بعض الأحيان، مؤكدًا على أن المواقف المشتركة بين البلدين تتطابق وتتوافق في مختلف القضايا الإقليمية والدولية. واختتم السفير خالد راضي حديثه معبرًّا عمّا تلقاه الجالية المصرية في سلطنة عُمان من رعاية واهتمام من مختلف المستويات سواء الرسمية أو الشعبية، وتُشارك في برامج التنمية الشاملة التي تشهدها سلطنة عُمان وحريصة على الإسهام الإيجابي، كما أنها رافدٌ داعمٌ في تنمية سلطنة عُمان في مختلف المجالات.



الاكثر مشاهده

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

;