بالأمس احتفلت وزارة الصحة بنجاحها الكبير فى خطة علاج مرضى فيروس سى بشكل يتفوق على جميع دول العالم التى سبقتنا أو التى تلينا على صعيد التقدم والتقنية الحديثة
والحقيقة أن ما حدث على هذا الصعيد يحتاج لوقفة من الجميع لنكتشف أننا تمكنا كدولة من مواجهة غول كنا نظن ان مقاومته من المستحيلات
فنجاح الدولة بإمكاناتها الذاتية فى قهر هذا الفيروس اللعين يكشف أنها تستطيع ان تنجح فى غيره من الملفات الصعبة لو أرادت
ولكنها لاتريد.
فما يحكم ملفات حياة المصريين عند هذه الحكومة هو منطق "السبوبة"، فلابد أن يكون وراء كل مشروع "سبوبة" لشخص أو مجموعة أشخاص او حتى لجهة ما لكى يمر المشروع، فما حياة المصريين إلا مجموعة متراصة من "السبوبات".
نجا مشروع الدولة لعلاج مرضى فيروس سى من منطق "السبوبة" فنجح فى الوصول لكل الشعب.. فقيره قبل الغنى ، ورأيى أن الاحتفال كان يجب ان يكون بنجاة المشروع من يد ابطال "السبوبات"
ولكى تعرف موضوع السبوبة ببساطة شديدة، عليك ان تتخيل عملية تحميل مبلغ الف جنيه فقط على علاج كل مريض تحت أى مسمى كمكسب لفرد او مجموعة افراد، فيكون حصيلة الزيادة فقط من علاج مليون مريض قيمتها مليار جنيه، إذن هذه سبوبة صغيرة قيمتها مليار جنيه فى السنة
والموضوع فى غاية البساطة فالمريض الذى كان ينفق الاف الجنيهات بلا نتيجة ولا علاج لن يقسم ظهره الف جنيه للسبوبة فى علاج حقيقى و مُجدى
احتفال الأمس كان بنجاح مشروع مصرى متكامل ..
مصرى بالعلماء والأطباء والدواء والأبحاث وصولاً إلى المرضى، لم يكن لدينا اجانب ولا خبراء فى المشروع ،وربما سيكون لدينا اجانب مرضى سيأتون لتلقى العلاج قريباً
إذن نحن كمصريين لدينا القدرة والحماس و العلم والتفكير للنجاح إذا أردنا ، وبالتالى فما ينقصنا هو الإرادة القوية التى تستطيع ان تقهر منطق "السبوبة" اللعين الذى يمد أنفه ويده فى كل شىء حولنا
وما معاناة المصريين فى أى ملف من ملفات حياتهم إلا لتحولهم إلى "سبوبة " لبعض المحظوظين تحول ألام الناس وعوزهم وفقرهم إلى ملايين ومليارات فى كروشهم التى لا تشبع..
فالحكومة التى تخلت عن مسئولياتها فى العديد من الملفات وتركتها كسبوبات لبعض حبايبها لم تعد تملك القدرة على عتابهم او حتى أن تقول لهم " ما يصحش كدا.. لا تعرضوننى للإحراج بهذا الشكل"
لقد تغول أصحاب السبوبات لدرجة أنهم أصبحوا لهم اليد العليا فى الكثير من الملفات
فبما نهبوه من أموال و مزايا أصبحوا فى مركز قوة يمكنهم من ملاعبة الحكومة بل وإسقاطها
وكل يوم يوجهون للشعب اللطمات بل والطعنات القاتلة ولم يعد بوسع الحكومة إلا أن تتذلل لهم وتستعطفهم لتخفيض سعر سلعة أو توفيرها حتى لا يضج الناس فى الشوارع..وليتهم يرضوا