فى ذكرى ميلاده الـ99.. عبد الناصر "حبيب الملايين" وزعيم الأمة

تحل اليوم الذكرى الـ99 على ميلاد الزعيم الرئيس جمال عبد الناصر، الذى لم يبلغ حد وصفه بالزعامة العربية وتربعه على عرش الدولة المصرية عقب ثورة 23 يوليو والتى أطاحت بالنظام الملكى، سوى برحلة طويلة من الولع بالمشاركة السياسية والعديد من الأبواب الخلفية فى حياته.

تنشّق صاحب الاثنى عشر عاما هواء العمل السياسى أثناء دراسته الثانوية بمدرسة رأس التين بالإسكندرية، حيث خرجت تظاهرات طلابية واسعة من قبل الطلبة تطالب بإعادة العمل بدستور 1923، بعد أن أصدر إسماعيل صدقى رئيس الوزراء آنذاك قرارا بإلغاء العمل به.

وحكى ناصر عن تلك المظاهرات خلال لقائه بصحيفة الصنداى تايمز عام 62، موضحا أنه أثناء عبوره لميدان المنشية فى الإسكندرية شهد اشتباكا بين مظاهرة لبعض التلاميذ وبين قوات الشرطة البريطانية، مضيفا "لم أتردد فى تقرير موقفى، فلقد انضممت على الفور إلى المتظاهرين، دون أن أعرف أى شىء عن السبب الذى كانوا يتظاهرون من أجله، واتخذت موقفى دون تردد فى الجانب المعادى للسلطة".

ويضيف ناصر عن أولى مظاهراته السياسية أنه عقب وصول الإمدادات العسكرية لرجال الشرطة استطاعوا إدراك عدد من المشاركين فى التظاهرة، مستطردا "إنى لأذكر أنى -فى محاولة يائسة- ألقيت حجرا، لكنهم أدركونا فى لمح البصر، وحاولت أن أهرب، لكنى حين التفت هوت على رأسى عصا من عصى البوليس، تلتها ضربة ثانية حين سقطت، ثم شحنت إلى الحجز والدم يسيل من رأسى مع عدد من الطلبة الذين لم يستطيعوا الإفلات بالسرعة الكافية"، مؤكدا معرفته لسبب التظاهرة فقط عندما أخذوا يعالجون جرح رأسه داخل القسم.

لم يأبه عبد الناصر بتجربته الأولى داخل السجون المصرية، ففور خروجه وإصرار والده على نقله لمدرسة النهضة الثانوية بحى الضاهر بالقاهرة، حيث استكمل ابن الصعيد مشواره السياسى ليترأس اتحاد طلاب مدارس النهضة، ويقود مظاهرات طلابية خرجت فى نوفمبر 1935 تعلن رفض الطلاب صدور تصريح "صمويل هور" وزير الخارجية البريطانية آنذاك، والذى أعرب فيه عن رفض بريطانيا لعودة الحياة الدستورية فى مصر، وهى التظاهرة التى واجهتها قوات الاحتلال البريطانى بالرصاص، فأصيب جمال بجرح فى جبينه.

أعقب ذلك انضمام عبدالناصر إلى وفود الطلبة التى كانت تطوف ببيوت الزعماء الشعبيين لتطالبهم بأن يتحدوا من أجل الوطن، فانضم إلى حركة مصر الفتاة لمدة عامين، ثم تركه وامتنع عن الانضمام لأى من الجماعات أو الأحزاب.

وظلت ثورته تتجدد فى الثانى من شهر نوفمبر كل عام بمشاركته فى التظاهرات التى كانت تخرج احتجاجا على وعد "بلفور"، الذى أصدرته المملكة المتحدة لتمنح اليهود حق إقامة دولة على الأراضى الفلسطينية.

ظهر شغف عبد الناصر الأدبى بالقراءة فى التاريخ والموضوعات الوطنية، فقرأ عن الثورة الفرنسية وعن "روسو" و"فولتير"، كما قرأ عن "نابليون" و"الإسكندر" و"يوليوس قيصر" و"غاندى"، وقرأ رواية البؤساء لـ"فيكتور هوجو" وقصة مدينتين لـ"تشارلز ديكنز".

كذلك اهتم بالإنتاج الأدبى العربى فكان معجبا بأشعار أحمد شوقى وحافظ إبراهيم، كما قرأ مسرحيات وروايات توفيق الحكيم، خاصة رواية "عودة الروح" التى ترى ضرورة ظهور زعيم للمصريين يستطيع توحيد صفوفهم.

وفى ١٩٣٥ جسّد الطالب جمال عبدالناصر دور "يوليوس قيصر" فى مسرحية "شكسبير" على مسرح مدرسة النهضة الثانوية، فى حضور وزير المعارف آنذاك.ولم يكن تواصل عبدالناصر مع الفن وأهله، عقب تنصيبه رئيسا وحسب، بل يتضح علاقته بالفن بصورة تجمعه بالفنان أحمد مظهر، أثناء تأديتهما الخدمة العسكرية بالمدرسة الحربية.

تزوج عبدالناصر فى سنة 1944 من تحية كاظم، البالغة من العمر 22 عاما، والتى ولدت لأب إيرانى ثرى وأم مصرية، والتى كانت شقيقة عبدالحميد كاظم، أحد أصدقاء ناصر، والذى أطلق ناصر اسمه على أحد أبنائه.

لم يُشرك عبدالناصر زوجته فى العمل العام أو المشهد السياسى طيلة حياته، رغم ما تمت روايته عن نقاشهما فى الأمور السياسية فى بعض الأحيان.

بـ"زوجى الحبيب.. أى لا رئاسة الجمهورية ولا حرم رئيس الجمهورية" فضّلت تحية أن تفتتح مذكراتها التى صدرت فى كتاب عن دار الشروق للنشر حملت عنوان "ذكرياتى معه"، والتى سردت خلالها حياتها مع الرئيس الراحل طيلة فترة زواجهما والتى دامت لـ18 عاما.

يعد عبد الناصر القائد الفعلى لثورة يوليو عام 1952، ورائدًا لحركات التحرير فى الشرق الأوسط والدول الأفريقية، وهو ثانى رؤساء الجمهورية بعد زوال حكم الملك فاروق، كما أنه من مؤسسى حركة دول عدم الانحياز.

- وُلد جمال عبد الناصر فى 15 يناير 1918، فى حى باكوس الشعبى بالإسكندرية، لأسرة تنتمى إلى قرية بنى مر بمحافظة أسيوط فى صعيد مصر، وانتقل فى مرحلة التعليم الأولية بين العديد من المدارس الابتدائية، حيث كان والده دائم التنقل بحكم وظيفته فى مصلحة البريد، فأنهى دراسته الابتدائية فى قرية الخطاطبة إحدى قرى دلتا مصر، ثم سافر إلى القاهرة لاستكمال دراسته الثانوية، فحصل على شهادة البكالوريا من مدرسة النهضة الثانوية بحى الظاهر بالقاهرة فى عام 1937.
- بدأ عبد الناصر حياته العسكرية وهو فى التاسعة عشرة من عمره، فحاول الالتحاق بالكلية الحربية لكن محاولته باءت بالفشل، فاختار دراسة القانون فى كلية الحقوق بجامعة فؤاد (القاهرة حالياً)، وحينما أعلنت الكلية الحربية عن قبولها دفعة استثنائية تقدم بأوراقه ونجح هذه المرة، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان فى يوليو 1938.

- عمل جمال عبد الناصر فى منقباد بصعيد مصر فور تخرجه، ثم انتقل عام 1939 إلى السودان ورُقّى إلى رتبة ملازم أول، بعدها عمل فى منطقة العلمين بالصحراء الغربية ورُقّى إلى رتبة يوزباشى (نقيب) فى سبتمبر 1942 وتولى قيادة أركان إحدى الفرق العسكرية العاملة هناك. وفى العام التالى انتدب للتدريس فى الكلية الحربية وظل بها ثلاث سنوات إلى أن التحق بكلية أركان حرب وتخرج فيها فى 12 مايو 1948، وظل بكلية أركان حرب إلى أن قام مع مجموعة من الضباط الأحرار بثورة يوليو.

- شارك فى حرب 1948 خاصة فى أشدود ونجبا والفالوجا، وربما تكون الهزيمة العربية وقيام دولة إسرائيل قد دفعت بعبد الناصر وزملائه الضباط للقيام بثورة 23 يوليو 1952.

- كان لعبد الناصر دور مهم فى تشكيل وقيادة مجموعة سرية فى الجيش المصرى أطلقت على نفسها اسم "الضباط الأحرار"، حيث اجتمعت الخلية الأولى فى منزله فى يوليو 1949 وضم الاجتماع ضباطًا من مختلف الانتماءات والاتجاهات الفكرية، وانتخب فى عام 1950 رئيسًا للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، وحينما توسع التنظيم انتُخبت قيادة للتنظيم وانتُخب عبد الناصر رئيساً لتلك اللجنة، وانضم إليها اللواء محمد نجيب الذى أصبح فيما بعد أول رئيس جمهورية فى مصر بعد نجاح الثورة.

- وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار، وأصبحت تعرف باسم مجلس قيادة الثورة وكان يتكون من 11 عضوًا برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب، غير أنه سرعان ما دب الخلاف بين عبد الناصر ومحمد نجيب، مما أسفر فى النهاية عن قيام مجلس القيادة برئاسة عبد الناصر بمهام رئيس الجمهورية، ثم أصبح فى يونيو 1956 رئيسًا منتخبًا لجمهورية مصر العربية فى استفتاء شعبى.

- القومية العربية كانت الهاجس الكبير لدى الزعيم جمال عبد الناصر، وقد أصدر خلال حياته السياسية العديد من القرارات الهامة كان أبرزها تأميم قناة السويس عام 1956، وإعلان الوحدة مع سوريا عام 1958، ومساندته حركات التحرر العربية والأفريقية.

- بعد هزيمة 1967 اهتم عبد الناصر بإعادة بناء القوات المسلحة المصرية، ودخل فى حرب استنزاف مع إسرائيل عام 1968، وكان من أبرز أعماله فى تلك الفترة بناء شبكة صواريخ الدفاع الجوى.

- أسس هيئة التحرير 1953 ثم الاتحاد القومى مايو 1957 ثم الاتحاد الاشتراكى مايو 1962 .

- بعد حرب 1967 خرج عبد الناصر على الجماهير طالبا التنحى من منصبه، أعقب ذلك خروج مظاهرات فى العديد من مدن مصر طالبته بعدم التنحى عن رئاسة الجمهورية واستكمال إعادة بناء القوات المسلحة تمهيدا لاستعادة الأراضى المصرية.

- وضع كتاب فلسفة الثورة.

- توفى الرئيس جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر1970، بعد مشاركته فى اجتماع مؤتمر القمة العربى بالقاهرة لوقف القتال الناشب بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردنى، والذى عرف بأحداث أيلول الأسود بعد 18 عامًا قضاها فى السلطة.





الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;