قال الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إنه فى حال وجود وصاية على الفتوى يصبح الشعب قطيع لهذه الفتوى ولا يعمل عقله فى الفتاوى التى بين يديه من العلماء، مشدداً على أن الله سبحانه وتعالى ارتضى برقابة الشعب على الفتاوى، موضحاً أنه فى مسألة المحرم إذا قتل صيد خول الله اثنين من البشر يحكمون فى هذه المخالفة ولم يقل أذهب إلى المفتى أو الأمير التابع له وهذا منصوص عليه فى القرآن والسنة، مشدداً على أن اصحاب الخطاب الدينى تغولوا على المجتمع وعليهم تصحيح مسيرتهم ، وتابع:" الدين جاء لمساعدة الإنسان وليس لتغييب العقول ..والقرآن ليس دستور أو قانون كما يقول بعض اصحاب الخطاب الدينى بل هو هدى".
واستطرد "الهلالى"، خلال حواره مع الإعلامى حمدى رزق، قائلاً:"فى حال جعل القرآن هدى يكون قرار وفهم الإنسان هو الذى ينفذ وليس النص، ويمكن تعليق النص أو نتوقف عن تطبيقه وهذا ليس إهانة لا سمح الله بل تعليق التطبيق أسمه توقف ..لا يا شعب أنت الوسطى وأنت مسئول عنها .. الشعب يتكاثر ويسلم الرأية لمن بعده وهو صاحب السلطة فى الفتوى..سلطة الشعب تسرق وتخطف بين الحين والحين ..حق الشعب بيروح ..فى اختيار دينه واحترام عقله".
واستكمل استاذ الفقه المقارن : برفض فكرة وجود شيخ أو أستاذ تنويرى، وظيفة كلاً منها هى أنه معلم أو مدرس فيما يعلم.. ما أقدمه من علم الشعب بيتنور بيه لكن أنا مش منور أنا ناقل لمعلوماتى .. وعليه بعدما يسمع الشعب من أكثر من معلم فهو الذى تنور وهو الذى سيختار الرأى الوسطى من بين كل المعلمين".
ولفت أستاذ الفقه المقارن، إلى أن وظيفة أصحاب الخطاب الدينى هى نقل المعلومة وليست فرض الوصاية، وتابع: "صححوا مسيرتكم لأنكم تغولتم على المجتمع و الشعب.. ربنا قال ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة مش وظيفتكم هندير المجتمع بالفتوى بتعتنا واللى يخرج عن ده يكفر ويفسق..هذا ليس خطاب دينى ..الخطاب الدينى لا يجوز إلقائه إلاا على عاقل ولابد أن يكون هادئ وناعم ".