من 165 سنة الخديوى سعيد يمنح ديليسبس إمتياز حفر قناة السويس

يتوافق غدا مُنذ 165 عاماً و بالتحديد فى 30 نوفمبر 1854 منح حاكم مصرالخديوي محمد سعيد باشا ” الفرنسي فرديناند دليسبس إمتياز حفر قناة السويس،وكانت أهم شُروطه أن تكون مُدة الإمتياز 99 عاماً من تاريخ إفتتاح القناة على أن توزع 10% من أرباح الشركة على الأعضاء المؤسسين الذين تعاونوا بأموالهم وبعلمهم و بأعمالهم على إنفاذ المشروع قبل تأسيس الشركة و بأن تعامُل كل الدول نفس المُعاملة من حيث الرسوم المُقررة على السُفن المارة دون امتيازات لأى دولة علاوة على إلزام الشركة بشق ترعة حلوة على نفقتها من مياه النيل "ترعة الإسماعيلية حالياً" مُقابل أن تترك الحُكومة المصرية الأراض غير المزروعة و الصالحة للزراعة للشركة للإنتفاع بها وريها من مياه الترعة الحلوة دون ضرائب لمُدة عشر سنوات و بضريبة العُشر لمدة 89 سنة ، وبضريبة المثل بعد ذلك ، كما أعطت للشركة امتيازاستخراج المواد الخام اللازمة للمشروع من المناجم والمحاجرالحُكومية دون ضرائب و كذلك إعفاء الشركة من الرسوم الجمركية على جميع الآلات و المواد التى تستوردها نهاية بأن تأخذ الحُكومة المصرية 15% سنوياً فقط من صافى أرباح الشركة. وفي يوم 25 أبريل عام 1859 ذهب ديليسبس إلى شاطئ البحر المتوسط في الموقع الذى أنشئت فيه مدينة بور سعيد بعد ذلك وأقيم هناك إحتفال كبيرضرب فيه ديليسبس أول معول في أرض القناة ومثله فعل كل الحضور وكانت تلك الضربات هي إشارة بدء العمل في حفر القناة وعلي الرغم من تعرض المشروع لمشاكل عديدة وتعرض العاملين فيه للإصابة بالأمراض ووفاة كثيرين منهم إلا أن العمل لم يتوقف وزارمحمد سعيد باشا المشروع بنفسه أثناء تنفيذ الحفر وتفقد حالة وموقف الحفر وحال العمال وقام بحل الكثيرمن المشاكل والصعوبات وفي النهاية وبعد عمل شاق ومجهود جبار وظروف عمل في غاية الصعوبة وصلت بالفعل مياه البحر المتوسط إلي بحيرة التمساح عند مدينة الإسماعيلية الآن يوم 18 نوفمبرعام 1862وهي المرحلة التي تمت في عهد محمد سعيد باشا وتمثل أكثرمن نصف حجم العمل وتم إستكمال الجزء المتبقي من الحفر في عهد الخديوي إسماعيل بعد وفاة محمد سعيد باشا في شهر يناير عام 1863 وفي حقيقة الأمر كانت قناة السويس من أوائل الأمورالتي واجهت الخديوى إسماعيل منذ أول يوم له في حكم مصر حيث توجهت أنظار كل دول أوروبا إلى مصر والخديوي إسماعيل متطلعة إلي ما سوف يؤول إليه مصيرالقناة بعد وفاة محمد سعيد باشا والذى كان معلوما عنه تأييده للمشروع ومساندته له وإهتمامه البالغ به وكذلك أحس ديليسبس بالقلق علي مصير مشروعه الحلم الذى ظل يلهث وراءه حوالي 23 عاما حتي أقنع به محمد سعيد باشا ولكن الخديوي إسماعيل سارع وبدبلوماسية بارعة بإعلان عزمه علي إستكمال المشروع مما بث الطمأنينة في نفوس ديليسبس وحكام دول أوروبا، وكان حفر القناة في ذلك الوقت قد تم بنسبة النصف تقريبا، وتم وصول مياه البحر المتوسط إلى بحيرة التمساح أي عند الإسماعيلية حاليا تقريبا ، وتبقي الجزء مابين الإسماعيلية إلى البحيرات المرة جنوبا ثم منها إلي السويس. وأندهش الخديوي إسماعيل من ضخامة وفداحة المزايا التي نالتها شركة قناة السويس المنفذة للمشروع بموجب عقد الإمتياز الممنوح لها من محمد سعيد باشا فسعي جاهدا إلي تخفيف تلك المزايا وأستطاع بعد مجهود جبار أن يقلل عدد العمال المصريين الذين يعملون في حفر القناة وأن يسترد بعض الأراضي التي تم تخصيصها لشركة قناة السويس كما اتفق مع ديليسبس على أن تقوم الشركة بحفر جزء من ترعة الإسماعيلية التي توصل الماء العذب لكل من الإسماعيلية والسويس ومن أقواله الشهيرة في هذا المجال إنه يريد أن تكون القناة لمصرلا أن تكون مصر للقناة حتي أنه فكر يوما ما أن يتولى بنفسه تنفيذ المشروع ولكنه عمل حسابا لدول أوروبا بصفة عامة وفرنسا بصفة خاصة التي كانت ستعارضه في هذا الأمر لكون أن هناك عقد ملزم لمصر وكان الخديوى إسماعيل في هذا الأمرأحرص على مصلحة مصر أكثر من عمه محمد سعيد باشا، وأخيرا وبعد جهد جبار ومعاناة شديدة تم الإنتهاء من حفر القناة بالكامل في منتصف شهر نوفمبرعام 1869، وتم إتصال مياه البحر الأبيض المتوسط بالبحرالأحمروذلك بعد حوالي 10 سنوات من العمل الدؤوب والجهد الجبار المتواصل وفي ظروف عمل غاية في الصعوبة والمشقة والشدة وبإجمالي طول قدره 164 كيلومتر














الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;