فوانيس وكراسي وستائر.. العم محمد 30 عاما في حرفة الجريد وراثة عن الآباء بقنا

في مكان صغير يجاور منزله، يتواجد "عم محمد"، منذ سنوات يكمل ما بدأه الأجداد في صناعة الحرفة التراثية التي تشتهر بها محافظة قنا، يحاوطها بعناية حفاظًا عليها من الإندثار، وحفاظًا علي استمرار توفير مصدر رزق له ولأسرته التي تعمل أيضًا في تلك الصناعة المتوارثة من الأجداد، يمكث بالساعات في حرارة جو مرتفعة ليمارس المهنة وينتج القطع المطلوبة منه قبل غروب الشمس والذهاب للراحة. لم يكتفي "عم محمد"، بما تعلمه من الآباء والأجداد في الصنعة بل طور منها بما يناسب الوقت الحالي ومتطلبات السوق، حيث بدأ في صناعة الفوانيس والستائر والكراسي المتحركة وغيرها من الأنواع المطلوبة منه في الوقت الحالي، ليدخل الحداثة مع القدم لتستمر الصنعة وتستمر الأيدي العامة بها للكسب من عرق الجبين. قال العم محمد مريد، صانع جريد بقنا، إنه بدأ العمل في مهنة الجريد مع والده منذ أكثر من 30عاما، حيث تعمل معظم الأسرة في عائلته بهذه الحرفة بفترة مبكرة من العمر وتوارثوها عن الآباء والأجداد، وينتج الصناع المهرة منها الفوانيس والأسرة والكراسي والستائر ومجسمات الجوامع والصليب وغيرها من الأشكال التي يطلبها الزبائن. وأوضح محمد مريد، أن الأبناء بدأت في تطوير المهنة بعد تعلمها من الآباء، حيث كان يعمل والده في الأقفاص والأسرة، ولكن مريد تعلم صناعة الكراسي والفوانيس والستائر والمجسمات الأخري التي تواكب التطور الحالي، كما أن أسرته تشاركه في صناعة الجريد بتقسيم الأدوار فيما بينهم، مضيفًا أن العمل في فترة الصيف أصعب من الشتاء لاسيما في وقت الظهيرة وكذلك لعدم لين الخامات التي تتعرض لأشعة الشمس. "مع اقتراب شهر رمضان بنعمل فوانيس" بهذه الكلمات لفت عم محمد مريد، إلى أنه يعمل في صناعة الفوانيس عن طريق الطلب من الزبائن احتفالًا بالشهر الكريم، حيث يأتي بالجريد الأخضر وتقطيعه بمقاسات محددة والبدء في عمل الفانوس الذي يستغرق من ساعتين إلي 3 ساعات عمل متواصل، أما عن الأشكال الأخري مثل الكراسي تستغرق وقت أكثر من الفانوس يزيد عن 12 ساعة عمل، ويتم تسويقه عن طريق التجار بمبلغ 100 جنيه للكرسي. وأشار العم محمد مريد، إلي أن هناك تطويرًا طرأ علي المهنة وهي صناعة الستائر من الجريد والتي تستخدم في القري السياحية كمنظر جمالي وخامة من الطبيعة التي يفضلها أصحاب الكافيهات، بالإضافة إلي سعرها الرخيص وعمرها الطويل، لافتًا أن تلك الأعمال تحتاج إلي الصنايعي المتمكن من الصنعة الذي يمكنه التجديد من المهنة والتطوير المواكب للعصر الحالي، كما أن بعض المصانع قلدت فكرة الكراسي الجريد وصنعت منها البلاستيك. أما عن الأدوات قال محمد مريد، إن الأدوات عبارة عن هلال من الحديد ومدق من الخشب والماسورة وجميعها تتفاعل بشكل أفضل مع الطبيعة وغير مكلفة في أسعارها، متمنيًا أن يهتم المسئولين عن الحرف اليدوية بشكل أكبر لاستمرار تلك الصناعات وتنميتها.






















الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;