أقدم حرفية خوص بالوادى الجديد: اتجوزت من غير جهاز وبقالى 55 سنة فى المهنة

أجرى انفراد لقاء مع أقدم صانعة خوص بمحافظة الوادى الجديد، والبالغة من العمر 73 سنة، وما زالت تعمل فى صناعة الأدوات البدائية، التى تساعد المزارع الواحاتى وربة المنزل من منتجات مصنوعة من الخوص، وذلك على مدار 55 عاما، حيث تزوجت فى سن مبكرة وانتقلت للعيش مع زوجها وظلت تعمل فى تلك الصناعات الحرفية، حيث عاصرت زمن التعريفة وكانت تصنع اللوكاف وهو ما يشبه سرج الحصان والذى يتم وضعه على ظهر الدواب لنقل مستلزمات المزارع الواحاتى، وهو عبارة عن كسوة مصنوعة من القماش محشوة بالليف ومثبت عليها خشب يعرف باسم القرابيز، وكانت فى القديم تصنع يوميا واحدة ومع تطور الزمن أصبحت تصنعه للمزارع الذى ما زال يتمسك بالأدوات القديمة، كما تصنع الحصر المصنوعة من نبات السمر على مساحات بالطلب. وقالت الحاجة زينب، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، إنها كانت تصنع القفاف المصنوعة من الخوص والتى يستعين بها الفلاح فى نقل المحاصيل عليها من غلال وعلف للماشية، كما تصنع من خوص النخيل النوى هو ما يشبه العلايق التى تستخدم لحفظ المنتجات الخاصة بالمزارع، مؤكدة أنها كانت تصنع الملقون والنشاشة والمراوح وغيرها من المنتجات خاصة الملقون الذى يتم وضع فيه كحك السعادة الخاص بالعروس ثانى يوم الزفاف ويقدم هدية للعروس، كما يتم صناعة الموطر وهو ما يشبه البلاص فى صعيد مصر، كما كانت تصنع الطون وهو عبارة عن وعاء من الخوص لحفظ التمور فيه. وأضافت الحاجة زينب أنها تزوجت بدون جهاز وقامت بصناعة جهازها بنفسها، وكان الجهاز الخاص بها عبارة حصيرة وبرش وحلة وصحنين وصندوق لملابسها، وأدوات التجميل تقتصر على مكحلة ومعها ثلاثة أنواع فقط من مستحضرات التجميل، وكانت تعيش فى منزل قديم وتطبخ على الموقد وهو عبارة عن كانون من الطوب اللبن ويستخدم فيه الحطب كوقود. وأكدت الحاجة زينب أنها تعمل فى تلك الحرفة عن حب شديد ولا تستطيع التوقف عن العمل طالما لا تعانى من ظروف صحية، ولم تفكر فى تعليم أبنائها تلك الحرفة وساعدتهم على التوجه نحو التعليم والحصول على شهادات دراسية، لتكون فرص الحصول على عمل أكبر، مشيرة إلى أنها تحب هذا العمل وتتمنى أن يظل هذا التراث القديم موجودا لأنه يعبر عن واحات الوادى الجديد الأصيلة.