رصدت عدسة انفراد زراعة أرز بري كتجربة أولى بكفر الشيخ لم تشهدها مصر من قبل، ويتميز الأرز البري بتحمله الإجهادات الحيوية وغير الحيوية، والتغييرات المناخية كتجربة فريدة ليكون بديلاً للأرز الذي يزرعه المصريون في حالة تعرض مصر لأي تغييرات مناخية، وستتم زراعة هذا النوع الجديد العام الجاري في أراضٍ تابعة لمركز بحوث الأرز بسخا.
قال الدكتوروليد فؤاد غيضان، باحث أول بقسم بحوث الأرز بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية سخا بمحافظة كفر الشيخ، يعتبر الأرز هو أحد أهم المحاصيل الأساسية في العالم. كما أن أنواع الأرز البري تحمل جينات مفيدة جديدة تم فقدها خلال استئناس الأرز المنزرع. ونتيجة لذلك يمكن أن تكون الأنواع البرية مصدرا للتنوع الوراثي والذي يفتقر إليه الأرز المنزرع. وبصفة عامة تعتبر الأنواع البرية هي الأفضل تكيفا مع الأنظمة البيئية المختلفة، كما يمكنها أن تتحمل العديد من الإجهادات الحيوية وغير الحيوية، والتي تعتبر أحد أهم مصادر الجينات والمواقع الوراثية الجديدة. وعلى الرغم من ذلك لم يتم دراسة تلك الجينات والمواقع الوراثية إلا في عدد قليل من الأنواع البرية.
وأضاف فؤاد، كما أنه لم يتم التحقق بعد من التوصيف الجزيئي والمورفولوجي الكامل لتلك الأنواع البرية. لذلك هناك حاجة إلى تطوير الأرز المنزرع لتحمل الإجهادات غير الحيوية لتحقيق الاستقرار في إنتاج الأرز. بالإضافة إلى ذلك يجب اكتشاف المصادر الوراثية ذات الصفات المرغوبة والتي تعتبر الإستراتيجية الحالية لتعزيز التحمل للاجهادات غير الحيوية في الأرز المنزرع.
وقال وليد فؤاد غيضان، باحث أول بقسم بحوث الأرز بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية من المتوقع أن تسفر التغيرات المناخية والنمو السكاني قريبا عن جيل جديد من الأرز يتحمل تلك الإجهادات، وقد لا يكون التنوع الحالي لتلك الأنواع من الأرز كافيا لتلبية هذه المطالب. ومن هذا المفهوم فإننا سندرس الأصناف المصرية من خلال أنسال التراكيب الوراثية الناتجة من الأرز البري وكذلك التغيرات الوراثية والبيئية لتلك التراكيب الوراثية الجديدة والتنوع في التحمل للإجهادات غير الحيوية بما في ذلك دراسة الخلفية الوراثية لميكانيكيات التحمل.
وأضاف، الاستنتاج المتوقع من هذه الدراسة يعتبر أمرا بالغ الأهمية، وذلك للإشارة إلى كيفية المضي قدما وتحقيق أقصى فائدة لتلك المصادر الوراثية لتحسين الأرز وكذلك القاعدة الوراثية لتحمل تلك الإجهادات غير الحيوية بين أنواع الأرز. وبالتالي سيكون من الضروري البحث لاستعادة هذا التنوع الوراثي من خلال التراكيب الوراثية مستوى يتوافق مع الظروف الإقليمية. هذا وعليه فإن الأرز البري هو المخرج المناسب لزيادة التنوع الوراثي لأصناف الأرز المنزرع والتغلب على الإجهادات الحيوية وغير الحيوية لمجابهة التحديات البيئية المستقبلية في تحسين الأرز.
