بالصور.. صناعة الفخار بالداخلة.. قصة مهنة حافظ عليها الآباء وتكبر عليها الأبناء

صناعة الفخار من المهن التى تتميز بها محافظة الوادى الجديد، ولكن هذه المهنة تتعرض لبعض المشكلات، نكتشفها معا فى التقرير التالى من خلال قصة عم حسن أقدم وأمهر صانع فخار بمدينة الداخلة. من داخل أقدم مصنع للفخار بالداخلة، رصدت عدسة "انفراد" ملامح من يوم العمل، حيث يقع هذا المصنع البسيط فى قرية القصر بالداخلة وتمتلكه عائلة "الفخرانية"، والتى لم يتبق منها فى المجال سوى حسن محمد سيد، والذى يبلغ عمره 70 سنة، ويعتبر أقدم وأمهر صانع فخار بمدينة الداخلة بمحافظة الوادى الجديد، وما زال يعمل باجتهاد فى تصنيع الفخار بالطريقة اليدوية البدائية التى نشأ وتربى عليها وورث المهنة عن والده وأجداده منذ 400 عام فى هذا المصنع، الذى يعكس التراث الواحاتى القديم، فهو ما زال ينتج أوعية المياه " القلالى" و" الزيرة" و"بيوت الحمام" اعتمادا على ماكينة بدائية لتصنيع وإنتاج الفخار. يقول عم حسن لـ" انفراد"، إن صناعة الفخار حاليا تعانى من أزمات عديدة، أبرزها هجرة الصناع خاصة الشباب، الأمر الذى سيتسبب فى انقراض المهنة. وأضاف أن المهنة عمرها 500 عام توارثتها عدة أجيال متعاقبة تباعا للحفاظ على تلك المهنة التى تجمعهم بها قصة عشق بلا حدود وكانوا يفتخرون بممارستها، قائلا:"هى تترك لنا بصمة فى كل مكان تدب فيه الحياة على أرض الواحات، وكانت صناعتنا هى الأصل فى كل أدوات الطعام والشراب حتى عقود قليلة من تاريخ واحات الوادى الجديد". وتابع:" مهمة صناعة الفخار من أقدم المهن فى محافظة الوادى الجديد واشتهرت عائلتى بصناعة الفخار منذ قديم الأزل وكان الأجداد يورثونها للأبناء تباعا حتى وصلت إلي ومعى صديقى فى المهنة، حاولت جاهدا أن أعلم أبنائى تلك المهنة حفاظا عليها دون جدوى، فتطلعاتهم بعيدة تماما عن صناعة الفخار وهو ما جعلنى أوقن بأن تلك المهنة مصيرها الانقراض بوفاتى وباقى أفراد جيلى ممن تجاوزوا سن الستين، وهو يسبب لى حزنا شديدا على تلك المهنة التى أعشقها". يشرح عم حسن صناعة الفخار قائلا:" صناعة الفخار تتم على مراحل تبدأ بتجهيز المادة الخام من الطفل والرماد، والتى يتم وضعها فى مخمرة العجينة الفخارية، وتترك لفترة محددة، ثم يتم البدء فى تصنيعها، وإنتاج عدة أشكال من الفخار منها الزيرة والطاجن والقلة والجارة والمحلب وبرج الحمام والمأجور وغيرها من المنتجات الفخارية البسيطة التى لايخلو منها بيت فى الواحات، حيث يتم تركها لتجف لمدة محددة ويتم بعد ذلك وضعها فى فرن شديد الحرارة لحرقها وتجهيزها للاستخدام، وهى مهنة تعلم الإنسان الصبر لأن الطين باعتباره المادة الخام يحتاج لفترات محددة حتى يتم استخدامه فى جميع مراحل التصنيع لكى تحصل على منتج عالى الجودة وصحى وآمن فى الاستخدام". يستكمل الحديث السيد محمد قناوى (66 سنة) ويعمل فخرانى منذ 20 عاما، مؤكدا سعادته بممارسة هذه المهنة التى يرى آخرون أنها غير مناسبة، إلا أنه يعشقها لما فيها من متعة وإحساس بالإنسانية. ويضيف:" صناعة الفخار تجعل الإنسان فى منتهى القرب للمادة التى خلق منها وهى الطين، مما خلق بينى وبينها علاقة ارتباط تجاوزت كونها وظيفه، فجعلتنى أبدع فى إنتاج المواد الفخارية التى تعيش امدا من الزمن وتعزز من تفردنا بامتهان تلك الوظيفة التى بالفعل بدأت فى الانقراض". ويختتم قائلا :" المصانع المنشأة حديثا تعتمد فى إنتاجها على الميكنة الحديثة وإنتاج الأوانى الزخرفية والديكورات، وهو ما يبتعد فعليا عن مهنة الفخرانية الأصيلة التى نشأوا وتربوا عليها طوال سنوات عمرهم".


























الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;