المديح يسحر أبناء الصعيد فى مولد سيدي أبوالحجاج الأقصري حتى الفجر

فى ليلة ساهرة حتى الفجر على أنغام التواشيح والقصائد والأناشيد الدينية ومدح رسول الله وآل البيت، شهد ميدان أبو الحجاج الأقصرى إحتفالات لمختلف الطرق الصوفية بمولد قطب الأقطاب العارف بالله سيدى أبو الحجاج الأقصرى، وذلك فى عادة سنوية يخرج فيها الآلاف ليلاً حتى الفجر فى ليالى من الذكر والأناشيد الصوفية والإبتهالات الدينية بمولد الإمام، بحضور آلاف المواطنين من محافظة الأقصر وجنوب الصعيد. وشهد فعاليات الليلة الختامية لمولد الإمام أبوالحجاج الأقصر كل من محمد بدر محافظ الأقصر، اللواء عصام الحملى مدير أمن الأقصر، والدكتور أحمد شمس الدين الحجاجى عميد عائلة الحجاجية بالأقصر، وعضوى مجلس النواب عبد الرازق زنط وأحمد ادريس، ولفيف من القيادات الأمنية والشعبية والتنفيذية بالمحافظة وجمع غفير من أهالى الأقصر، كما شهدت ليلة الاحتفال حضور عدد كبير من المحبين والمريدين وأتباع الطرق الصوفية وقيادات الأزهر والأوقاف، وتواشيح وإبتهالات دينية بحضور الآلاف من المحبين للشيخ محمود الحديوي. وخلال الاحتفالية هنأ محافظ الأقصر المواطنين بمولد القطب الكبير مؤكداً فى كلمته ان هذا اليوم يعد عيداً لأبناء المحافظة معاهدا المواطنين على بذل المزيد من الجهد فى سبيل تنمية الأقصر، ودعا الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجى عميد عائلة الحجاجية بالأقصر الى التحلى بأخلاق أولياء الله الصالحين ونهج طريقهم مشيرا الى المكانة العظيمة التى اختص الله بها اولياؤه الصالحين لافتاً إلى أن أبو الحجاج الأقصرى رجل علم ودين وولى فاعل وصالح يجب الاقتداء به . وأكد الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجى عميد عائلة الحجاجية بالأقصر، أنه شرف كبير للأقصر بأكملها تواجد ومعيشة واستقرار العارف بالله سيدى أبو الحجاج الأقصري، موجهاً الشكر إلى المحافظ ومدير الأمن والقيادات الأمنية بالمحافظة على تلبية الدعوة وحضور الفعاليات، أنه تم الاتفاق مع اللواء زكى مختار مدير المباحث الجنائية بالأقصر، على خروج دورة المولد اليوم الخميس، بصورة مختصرة تجنباً لأى تجاوزات أو خلافات قد تحدث بين المواطنين المشاركين فى تلك الفعاليات الروحانية. ويعتبر سيدى أبو الحجاج الأقصرى هو قطب الأقطاب وملتقى الزهاد"يوسف بن عبد الرحيم بن عيسى الزاهد"، والذى يقصد ساحته ومسجده فى ليلة النصف من شعبان سنويًا لإقامة أكبر وأضخم مولد فى مدينة الأقصر، والتى يشارك فيها الآلاف من المواطنين من مختلف مدن وقرى الأقصر ومحافظات الصعيد، ويخرجون فى "دورة" تجمع كبير للمواطنين يحمل هودج تجوب أرجاء المدينة احتفالا بمولد العارف بالله سيدى أبو الحجاج الأقصرى. وينتمى سيدى أبوالحجاج الأقصرى إلى أسرة كريمة ميسورة الحال عرفت بالتقوى والصلاح، وكان والده صاحب منصب كبير فى الدولة العباسية، وينتهى نسبه إلى سيدنا الحسين بن على رضى الله عنهما، وقد ولد الشيخ فى أوائل القرن السادس الهجرى بمدينة بغداد، فى عهد الخليفة العباسى المقتفى لأمر الله، وترك العمل الرسمى وتفرغ للعلم والزهد والعبادة، وسافر إلى الإسكندرية والتقى فيها أعلام الصوفية خاصة من أصحاب الطريقتين الشاذلية والرفاعية، وتتلمذ على يد الشيخ عبد الرازق الجازولى، وأصبح أقرب تلاميذه ومريديه، ثم عاد أبو الحجاج إلى الأقصر، والتقى الشيخ عبد الرحيم القنائى (صاحب مسجد قنا الشهير)، وأقام واستقر بالأقصر، حتى وفاته فى عهد الملك الصالح نجم الدين الأيوبى عن 90 عامًا، وكان له مجلس علم يقصده الناس من كل مكان. وترك أبو الحجاج تراثا علميا، ومن أشهره منظومته الشعرية فى علم التوحيد وتقع فى 99 بابا، وتشتمل على 1233 بيتا، وتوفى الشيخ بالأقصر عام 642هـ، ويقال إنه كان كثير الاعتكاف والانعزال بمعبد الأقصر، ولهذا السبب أقام مسجده بقلب معبد الأقصر. وفى هذا الصدد يقول الباحث الأقصرى عبد المنعم عبد العظيم، أن مولد سيدى أبو الحجاج الأقصرى شمل إحتفالات تحمل طابعا وعادات تراثية بخروج الأطفال والشباب والفتيات والسيدات لشراء الحلوى والتنزه فى ساحة ميدان أبو الحجاج أمام الضريح، ويتمتعون بامتطاء الخيول والجمال التى تتجمع للخروج فى "دورة أبو الحجاج" التى تجوب أنحاء المدينة بأكملها، ويخرج فيها المشاركون إلى شوارع الأقصر يذكرون الله وينشدون الأناشيد الدينية ويرتلون القرآن ويلعبون لعبة التحطيب والرقص بالعصا والرقص بالخيل، وينتهى الاحتفال بركوب الجمال التى تحمل توابيت من القماش المزركش تحمل هودجاً للإمام أبو الحجاج الأقصرى، وتتولى النساء توزيع الحلوى على المشاركين، وتتقدم الدورة سيارة نقل كبيرة تحمل مكبرات صوت، ويتتبعها الشباب حاملين الشوم بالإضافة إلى مجسم هودج مصغر مكسو باللون الأخضر أو الأزرق. ويضيف عبد المنعم عبد العظيم لـ"انفراد"، أن ضريح أبو الحجاج الأقصرى يحمل طابع خاص، حيث إنه يحتوى على أعمدة أثرية ويضم أجزاءً من معبد الأقصر، الأمر الذى جعل ضمه لوزارة الآثار أمرا حتميا، ويستقبل ضريح أبو الحجاج بالأقصر، بشكل يومى الآلاف من المواطنين، الذين يقومون بتوزيع الخبز الصغير والأرز باللبن والتمر على مريديه، كما تقصده العروس قبل زفافها لطلب البركة بأهل الله الصالحين، ويتميز مسجده الذى مضى على بنائه أكثر من 8 قرون، بشكله الفريد وتوسطه لكتلة أثرية فريدة يقصدها السياح من مختلف البلدان جعله يخطف أنظار السياح القاصدين زيارة معبد الأقصر، وتحول لدى الكثير منهم إلى فقرة رئيسية ضمن برامجهم لزيارة آثار مدينة الأقصر، حيث إنه قيمة تاريخية وأثرية تخطف عيون الوافدين إلى معبد الأقصر، للبحث فى تاريخ هذا المسجد والسبب وراء وجوده فى أحضان معبد الأقصر بهذا الشكل. أما الطيب عبد الله مرشد سياحى بالأقصر فيتحدث حول قيمة مسجد أبو الحجاج الأثرية، مؤكداً أن الحضارات الفرعونية والقبطية والإسلامية تمتزج معا داخل هذا المسجد، حيث تم الكشف فى الفترة الأخيرة عن أعمدة فرعونية داخل المسجد، لكنها كانت مغطاة بطبقة من الطين، وهو المستخدم فى المبنى القديم للمسجد، بالإضافة إلى كنيسة قبطية بنيت على أطلال جزء من معبد الأقصر وتقع أسفل المسجد، وقد أنشأتها فتاة رومانية قديسة تدعى "تيريزا". ويضيف الطيب عبد الله لـ"انفراد"، أن مسجد أبو الحجاج الأقصرى يندرج فى قائمة زياراته مع السائحين خلال تواجدهم بمعبد الأقصر، حيث إن أى سائح يزور المعبد يكتشف المسجد فى الجزء الخلفى منه فيسأل عن سبب وجوده هنا وزمن بنائه بذلك المشهد، فيتوجه بهم للمسجد ليشرح لهم تاريخ المسجد وتاريخ العارف بالله أبو الحجاج الأقصرى.
































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;