بالفيديو والصور..كيفية صناعة الطوب البلدي المحروق عبر "قمائن الطوب" بالأقصر؟

كل أسرة تستعد لبناء منزلها أو عريس يجهز منزل العمر، ينطلق في مهمته برفقة أقاربه وجيرانه من أهل المنطقة لصناعة "الطوب البلدي" وذلك عبر ما يطلق عليه بالأقصر "أمينة الطوب" وهي ما يطلق عليها في محافظات آخري "قمائن الطوب"، وهي عادة متوارثة منذ القدماء المصريين في العصور الفرعونية بحرق الطوب المصنوع من الطين ليتماسك أكثر ويساعد في بناء أقوي. وفي هذا الصدد يرصد "انفراد" كيفية بناء "قمائن الطوب البلدي" في محافظة الأقصر والتي تنتشر بصورة كبيرة خلال الفترة الاخيرة لمواجهة غلاء أسعار الطوب الأحمر، حيث أن القمائن عبارة عن تشكيل كميات من الطوب الطيني عقب جفافه في مربع بطول لا يقل عن 5 أمتار، ثم يتم حرقه ليصبح طوب بلدي مميز يساعد المواطنين في البناء بأرخص الأسعار. يقول حسان سعيد إبن مدينة القرنة، أنه يجري الإستعداد لعمل قمينة الطوب البلدي، عبر عمل كميات لا تقل عن 1000 طوبة بالطين وتترك فترة لكي تجف، ثم يأتي دور العمال المتخصصين في بناء قمائن الطوب، والذين يقومون علي مدار يوم كامل أو يومين حسب حجم القمينة في تجهيزها، والقيام بعمليات رص الطوب الطيني بطرق معينة وعمل عدة فتحات أسفلها بجميع جوانب القمينة للمساعدة في عملية الحرق. ويضيف حسان سعيد لـ"انفراد"، أنه عقب القيام برص الطوب الطيني يتم البدء في جمع كميات من الطين والأخشاب والحطب لكي تساعد في عملية الحرق السريعة للقمينة، مشدداً علي أن عملية التجهيز والرص للطوب يعمل من 10 لـ30 عامل، ويتم دهان القمينة بأكملها بالغاز في كافة الجوانب وتبدأ عملية الحرق للطوب، وتستمر عملية حرق القمينة من 48 ساعة حتي 5 أيام مع سد الفتحات علي جوانبها حتي لا يتعرض الأطفال للخطر خلال اللهو، وتترك حتي تبرد تماماً للبدء في إخراج الطوب المحروق البلدي منها فيما بعد. ويقول حجاج التهامي ابن مدينة أرمنت، أن عملية بناء قمائن الطوب أمر متعارف عليه منذ قديم الأزل لبناء منازلهم المتكونة من عدة طوابق لقوة الطوب المحروق الذي يخرج من القمينة عقب حرقها، مؤكداً علي أنهم يسعون خلال تجهيز القمينة وحرقها بألا تكون الأدخنة المتصاعدة منها في إتجاه المواطنين ومنازلهم وذلك عبر عدة حسابات لكبار القري الذي يعرفون جيداً إتجاهات الرياح للحفاظ علي المواطنين. ويضيف حجاج التهامي لـ"انفراد"، أنهم يتوجهون بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة لصناعة الطوب البلدي في القمائن بالحرق للطوب الطيني باستخدام المازوت والسولار، عقب الإرتفاع الكبير في أسعار الطوب الأحمر المصنوع بالطرق الحديثة، وكذلك عدم قوة الطوب الرملي والطوب الجيري في صناعة منازل قوية تتحمل الطوابق المتعددة. فيما صرح المهندس الزراعي محمود عبد الراضي، أن "قمائن الطوب" تتسبب في مخاطر كبيرة علي المواطنين في المقام الأول عبر تعريض سكان المنازل المحيطة بمنطقة القمينة للربو وضيق التنفس لاستخدام المازوت والفحم في الحرق والتلوث الكبير في الهواء من الأدخنة التي تتصاعد من القمائن، أما علي الأراضي الزراعية فتؤثر القمائن بصورة كبيرة حيث تؤدي إلي تجريف التربة والأراضي الزراعية لاستخدامها في صناعة الطوب، مشدداً علي أن الطبقة التي يتم إزالتها لبناء القمائن هي الأجود في الأراضي الزراعية مما يؤثر بالسلب علي الزراعة فيما بعد بمختلف أنحاء المحافظة. وناشد المهندس محمود عبد الراضي كافة المواطنين بضرورة إخطار مديرية الزراعة حال علمهم ببناء أي قمينة بالمحافظة وذلك للحفاظ علي أنفسهم وأراضيهم، مشدداً علي أنه توجد بدائل آخري لتجريف الأرض الزراعية خلال بناء القمينة وذلك عبر إستخراج تربة طينية من الترع والمصارف وبناؤها في المناطق الجبلية بعيداً عن المنازل والأراضي الزراعية، ونقل الطوب البلدي المحروق فيما بعد لمكان البناء للحفاظ علي الأهالي والأراضي الزراعية. أما الطيب غريب كبير مفتشي معابد الكرنك، فيقول عن صناعة الطوب المحروق في العصور الفرعونية أنه كان من المتعارف عليه أن الفراعنة لم يحرقوا الطوب لبناء معابدهم أو منازلهم ولكن كانوا يحرقون الفخار فقط بطرق علمية للحفاظ عليها فترات طويلة من الزمن، ولكن في الحفائر التي قام بها العالم الإنجليزي الشهير "وليام فلندرز بتري" بين الأعوام 1883-1886م بمدينة تانيس أثبت فيها أن المصريين القدماء عرفوا حرق الطوب واستخدموه في أجزاء طفيفة من البناء في الأسر المتأخرة وهي 25 و26، وهو ما كان ينفيه الجميع من قبل، ليؤكد العالم "بتري" أن المصريين القدماء عرفوا حرق الطوب منذ قديم الأزل. وأضاف الطيب غريب لـ"انفراد"، أنه تم التوصل إلي استخدام الطوب المحروق في الأسر الحديثة بالعصور الفرعونية، كما ارتفعت نسب البناء بالطوب المحروق في العصور الرومانية واليونانية عقب الطقس المختلف والرياح والأمطار الغزيرة التي كانت تؤدي لإنهيار المنازل، وانتشر استخدام الطوب المحروق بكثافة في العصور الإسلامية، ويدل علي ذلك المنشأت الأسلامية الباقية مثل منشأت الفسطاط والجامع الطولوني ومنازل مدينة رشيد الإسلامية وغيرها من المنشات التي توضح بجلاء دور الطوب الأحمر في العمار الإسلامية بمصر.
































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;