بالصور.. طوارئ بأسيوط لمواجهة حرق "بوص الذرة" بتجميعه من المزارعين

أعلنت الأجهزة التنفيذية بمحافظة أسيوط، رفع درجة الاستعدادات القصوى والطوارئ لمواجهة حرق مخلفات محصول "الذرة الشامية" و"الذرة الرفيعة" للحد من نوبات تلوث الهواء، وانتشار السحابة السوداء على الطرق الفرعية والسريعة بمختلف القرى والمراكز، والتى عانت منها المحافظة على مدار السنوات الماضية وبدأت مديرية الزراعة بأسيوط، وبالتعاون مع جهاز شئون البيئة فرع أسيوط، فى تطبيق منظومة جديدة لجمع البوص من المزارعين والفلاحين وإقامة نقاط تجميع بعدد من المراكز تمهيدا لبدء فرمها وتحويلها إلى سماد عضوي، أو "كوم بوست" واستخدامها علف حيوانى . "انفراد" اجرى جولة ميدانية برفقة المهندس ابراهيم سرور وكيل وزارة الزراعة بأسيوط والدكتور محمد محمود مدير فرع جهاز شئون البيئة بمحافظة أسيوط، والدكتورمحمد محمود محمد، رئيس بحوث بمعهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة، لتفقد نقاط تجميع البوص من المزارعين والفلاحين تمهيدا لإعادة تدويرها. قال المهندس إبراهيم سرور وكيل وزارة الزراعة بأسيوط، فى تصريح خاص لـ"انفراد": إن مديرية الزراعة وضعت برنامجا جديدا لتطبيق منظومة جمع البوص من المزارعين والفلاحين بمختلف مراكز المحافظة، تزامنا مع بدء موسم حصاد محصول الذرة الشامية والذرة الرفيعة، والتقليل من حرقها وما يترتب عليه من حدوث السحابة السوداء وانتشار الدخان على الطرق الرئيسية والفرعية و أضرار بيئية وصحية على المواطنين. وأضاف وكيل وزارة الزراعة بأسيوط، تهدف تطبيق منظومة جمع البوص من المزارعين بالتعاون مع إحدى الشركات المصرية التى تعمل فى مجال جمع وتدوير المخلفات الزراعية، إلى الاستفادة من بوص الذرة وعدم حرقه، حيث تم أعداد نقاط تجميع للبوص بمختلف مراكز المحافظة وتمت معاينة مجمع قرية الحمام التابعة لمركز ابنوب، حيث يحتوى مركز ابنوب على نسبة 33 % من زراعة محصول الذرة بالمحافظة ما يقارب من 21 ألف فدان من إجمالى المساحة المنزرعة وهى 70 ألف فدان، ونظرا لقربها الجغرافى من مدينة أسيوط تعمل تكثيف الجهود للحد من حرق البوص وعدم حدوث سحابة سوداء. وأشار "سرور" إلى أنه بجانب مراكز ديروط والقوصية ومنفلوط ومركز أسيوط، يتم مراجعة التجهيزات الهندسية للشركة العاملة فى تدوير المخلفات الذرة حيث يتم زراعة الصنف القصير والذى يحتاج معدات فى جمعه؛ فضلا عن العمل على اخذ عينات من الذرة القصيرة ومتوسطة الطول بالتعاون مع معهد صحة الحيوان وكلية الطب البيطري، لبحث جودة استخدامها كعلف للحيوان، وتحويلها إلى سماد عضوى دون تحمل المزارعين أى تكلفة بل يتم منح المزارعين المشاركين فى منظومة جمع البوص مبالغ ماليه مقابل نقلها إلى الشركة. وناشد سرور، المزارعين والفلاحين بعدم مخالفة تعليمات مديرية الزراعة بعدم حرق مخلفات الذرة ضمانًا لعدم تعرضهم للمساءلة القانونية ودفع الغرامات المالية. وقالالدكتور محمد محمود مدير فرع جهاز شئون البيئة بمحافظة أسيوط، فى تصريح خاص لـ"انفراد": "تعد حرق مخلفات الذرة الشامية والرفيعة، مشكلة تورق المواطنين بمحافظة أسيوط، ووضع جهاز شئون عدة مقترحات للتخلص من المخلفات الزراعية وإعادة تدويرها كما حدث فى تطبيق منظومة تدوير"قش الأرز" فى محافظات الوجه البحرى وتقليل نسبة حرقها". وأوضح رئيس جهاز شئون البيئة بأسيوط، إلى إنه تم تنظيم سلسلة ندوات للمزارعين والفلاحين عن تدوير المخلفات الزراعية بالتعاون مع مديرية الزراعة بأسيوط، للحد من نوبات تلوث الهواء تزامنا مع بدء موسم حصاد الذرة ومواجهة ظاهرة الحرق المكشوف لها. وأشار الدكتور محمد محمود، إلى أن جهاز شئون البيئة بأسيوط حرر 784 محضر فى العام الماضى لحرق مكشوف للمخلفات الزراعية، وذلك تطبيقا لقانون البيئة رقم 4 لسنة 1994، وتعديلاته والتى تتراوح عقوبتها بالغرامة ما بين 1000 إلى 10 آلاف جنيه؛ مناشدا المزارعين فى المشاركة فى منظومة تدوير المخلفات والاستفادة من تدويرها كما يتم فى محافظة سوهاج لوجود مصنع للصناعات التحويلية والذى يستخدم نواتج فرم مخلفات الذرة فى صناعة الأخشاب، مؤكدا على أنه سيتم تطبيق القانون على المخالفين حال قيامهم بحرق المخلفات الزراعية. وأوضح الدكتور محمد محمود محمد، رئيس بحوث بمعهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة، لـ"انفراد": إلى أن قيام المزارعين والفلاحين بحرق مخلفات الذرة يهدد خصوبة التربة الزراعية ما يؤثر على إنتاجية المحاصيل الزراعية التى تعتمد على المادة العضوية والكائنات الحية بالأرض. ولفت الدكتور محمد، إلى أن حرق المخلفات يمثل مشكلة كبيرة على خصوبة التربة الزراعية والتى تعد من أهم العوامل الأساسية فى إنتاج محاصيل زراعية بجودة عالية ولابد من الحفاظ على خصوبة التربة والتى تأثر على الإنتاجية بشكل ايجابى حيث تساهم المادة العضوية والكائنات الحية بالتربة من بكتريا وفطريات نافعة تفيد النباتات والمحصول؛ ولكن فى حالة حرق البوص على الأرض الزراعية يؤدى إلى موتها ما يؤثر بشكل سلبى فى إنتاجية المحاصيل.