أكد المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، أن تحقيق التكامل الاقتصادى العربى أصبح ضرورة ملحة، تفرضها المتغيرات الدولية المتلاحقة فى منظومة الاقتصاد العالمى، موضحاً أن العالم يتجه نحو إقامة التكتلات والتحالفات لمواجهة الأزمات الاقتصادية، وهو ما يتطلب تضافر جهود كافة الحكومات العربية للإسراع فى رفع القيود التجارية والسماح بانسياب التجارة عبر الحدود، بهدف الوصول إلى السوق العربية المشتركة.
وأشار الوزير إلى ضرورة استحداث استراتيجيات ومبادرات فعالة وتغيير فى الثقافة والمفاهيم الإدارية والفنية، لتتوافق مع التطورات السريعة المتلاحقة لنظم الإدارة والجودة والاعتماد العالمية، لافتاً إلى أهمية الدور الذى يمكن أن يلعبه الجهاز العربى للاعتماد فى تحقيق التوافق بين أنظمة الاعتماد والجودة، ومن ثم تيسير عملية تدفق السلع والخدمات بين كافة الدول العربية.
وأوضح وزير التجارة، خلال كلمته فى افتتاح الاجتماعات نصف السنوية للمجلس العربى للاعتماد (آراك)، التى بدأت اليوم بالقاهرة، وألقاها نيابة عنه هانى الدسوقى رئيس الجهاز العربى للاعتماد، أن استضافة القاهرة لهذه الاجتماعات للمرة الثانية، بعد إطلاق المجلس العربى للاعتماد من القاهرة أيضاً عام 2011، يؤكد أهمية الاعتماد كركيزة أساسية للتعاون البناء، خاصة فى مجال تطوير البنية الأساسية لمنظومة الجودة فى العالم العربى، حيث يلعب دوراً كبيراً فى التقريب والتكامل بين الشعوب العربية وقطاعات الأعمال، وتيسير التجارة البينية العربية والعالمية، ويعد أيضاً مدخلاً أساسياً للنهوض بالاقتصاد وتنمية المجتمعات، مؤكداً أن أساليب الانعزال والانغلاق على الذات أو التركيز على الكم دون الكيف لم تعد خيارات متاحة أو مقبولة، لذلك أصبح تأصيل ثقافة الجودة والاعتماد هو الخيار الاستراتيجى لمواكبة التطورات العالمية وتحديث الاقتصاد.
وأشار "قابيل" إلى أن تطوير منظومة الجودة المصرية كانت ولا تزال أحد أهم أولويات استراتيجية وزارة التجارة والصناعة، حيث قامت الوزارة وهيئاتها بالعديد من المبادرات وبتحقيق الكثير من الإنجازات فى مجالات التوافق بين المواصفات المصرية والمواصفات العالمية من أجل الحصول على الاعتراف الدولى بمنظومة الاعتماد المصرى من المنظمات العالمية، حيث تمكن المجلس الوطنى للاعتماد المصرى من الحصول على العضوية الكاملة وتوقيع اتفاقية الاعتراف المتبادل مع منظمة التعاون الدولى لاعتماد المعامل ILACوالمنتدى الدولى للاعتماد IAF منذ 2009، واستمراره بتجديد وتوسيع هذه الاتفاقية فى 2013، وسيتم استمرار تجديدها خلال فبراير المقبل لأربعة أعوام جديدة.
وفى نهاية كلمته، عبر "قابيل" عن تمنياته بوضع الجهاز العربى للاعتماد فى مكانته الطبيعية المتوقعة بين المنظمات العالمية للاعتماد، وحصوله على الاعتراف الدولى، بما يرقى بالمنظومة الإقليمية للاعتماد بالوطن العربى.