كيف توج يوفنتوس بلقب الدورى الإيطالى للموسم السادس على التوالى؟

قدم يوفنتوس موسمًا محليًا ممتازًا أحرز خلاله الثنائية للمرة الثالثة تواليا، ولقب الدورى للمرة السادسة تواليا والثالثة والثلاثين فى تاريخه. ولعبت الإستراتيجية المعتمدة من قبل الإدارة والخطط المطبقة فى أرضية الملعب من قبل المدرب ماسيميليانو اليجرى دورا أساسيا فى تفوق يوفنتوس، الطامح لتحويل ثنائيته "ثلاثية" من خلال الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا عندما يتواجه في الثالث من يونيو مع ريال مدريد الإسباني حامل اللقب. في ما يأتي أبرز مفاتيح تفوق "السيدة العجوز" محليًا هذا الموسم: سياسة التعاقدات لطالما عرف يوفنتوس بدهائه على صعيد التعاقدات وآخر فصولها حصوله على خدمات الفرنسي بول بوجبا دون مقابل ثم بيعه إلى فريقه السابق مانشستر يونايتد الإنجليزي بأكثر من 100 مليون يورو. وعلى رغم دور أليجري في تحديد أهداف الفريق في سوق الانتقالات، يعود الفضل بشكل أساسي في سوق الانتقالات الى المدير العام بيبي ماروتا الذي نجح بفضل قدرته التفاوضية في إضافة عناصر مؤثرة خلال الانتقالات الصيفية. وكان لبيع بوجبا الى يونايتد، الفريق الذي تركه الفرنسى عام 2012، مقابل 105 ملاين يورو دوره في تعزيز ميزانية النادي الذي أنفق على غير عادته مبلغًا طائلاً بلغ 90 مليون يورو لضم الأرجنتيني جوانزالو هيجواين من نابولي. وعلى رغم أنه لم يصل الى الرقم الذي حققه في موسمه الأخير مع نابولي (36 هدفًا)، لعب هيجواين دورا مؤثرا في مسيرة يوفنتوس هذا الموسم بتسجيله 24 هدفا قبل المباراة الختامية ضد بولونيا. وبعد رحيل أندريا بيرلو عن النادي عام 2015، حاول يوفنتوس سد الفراغ بالتعاقد مع صانع الألعاب البوسني ميراليم بيانيتش من الخصم اللدود روما، حارما الأخير عنصرًا أساسيًا في استراتيجيته لمحاولة الفوز بلقب الدوري للمرة الأولى منذ 2001. وكان التعاقد الأكثر توفيقا ليوفنتوس غير متوقع، إذ ظهر الظهير البرازيلي المخضرم داني ألفيش، القادم من برشلونة الإسباني دون مقابل، كأنه في عز شبابه على رغم بلوغه الرابعة والثلاثين، ولعب دورا مؤثرا في أداء فريقه هذا الموسم لاسيما في دوري الأبطال. تكتيك وتوزيع أدوار لعب اليجري الذي وضع في 2011 حدا لصوم ميلان عن لقب الدوري طيلة سبعة مواسم، الدور الأساسي في تحول يوفنتوس الى أحد أقوى الفرق الأوروبية وأكثرها اكتمالا، وذلك بعد أربعة أعوام فقط على إقصاء الفريق من حسابات الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا من قبل مدربه السابق وتشلسي الإنجليزي حاليا أنطونيو كونتي. واستخدم اليجري قدراته التكتيكية والأسلوب الذي يميزه على صعيد تحفيز اللاعبين، على أكمل وجه للارتقاء بالفريق وتحويله الى قوة قارية لا يستهان بها. وبعد اعتماده طيلة ثلاثة أعوام على خطة 2-5-3 بقيادة مدربه السابق كونتي الذي فشل في قيادته الى نهائي دوري الأبطال، بلغ يوفنتوس بإشراف اليجري نهائي المسابقة القارية مرتين في ثلاثة أعوام، بعدما قرر في أوائل الموسم الحالي الاحتكام الى خطة 1-3-2-4، مركزا بشكل أساسي على المهام الدفاعية للأفراد والقدرة الهجومية للاعبي خط المقدمة. وبفضل القائد الذي لا يعرف معنى للتقدم بالعمر الحارس جانلويجي بوفون (39 عاما)، والخط الخلفي الرباعي بقيادة الثنائي جورجيو كييليني وليوناردو بونوتشي، لم تهتز شباك يوفنتوس سوى 26 مرة هذا الموسم في الدوري وثلاث مرات فقط في دوري أبطال أوروبا. في المقابل، أثبت بيانيتش أن ماروتا كان محقا في رهانه عليه، فتسيد منتصف الملعب وسجل أهدافا حاسمة من ركلات حرة، ليقدم مساندة فعالة لثلاثي الوسط الهجومي المكون من الكرواتي ماريو ماندزوكيتش الذي بات لاعبا متعدد الموهبة بإشراف أليجري، والأرجنتيني باولو ديبالا والكولومبي خوان كوادرادو، ورأس الحربة هيجواين. وسجل رباعي الهجوم 43 هدفا في الدوري هذا الموسم، بعدما تأقلم كل عنصر منه مع الأدوار التي أوكلها له اليغري، أكان خلف رأس الحربة مثل ديبالا، أو على الجناح الأيسر مثل ماندزوكيتش الذي تألق بشكل ملفت في الدور الدفاعي الى جانب مساهمته الهجومية. وعلى رغم أنه من المستبعد أن يتوج بلقب الهداف مرة أخرى كونه يتخلف بفارق اربعة أهداف عن مهاجم روما البوسني ادين دزيكو، حقق هيجواين مبتغاه وتوج بالألقاب التي افتقدها مع فريقه السابق نابولي رغم تألقه الملفت مع الفريق الجنوبي على الصعيد الفردي. دفاع و"سد" بين الخشبات الثلاث بعدما اشتهرت لعقود بأسلوبها الدفاعي المعروف بـ"كاتيناتشيو" والذي يركز على التكتل في وجه الفريق الخصم، أدركت الأندية الإيطالية أن الزمن تغير وبأن التركيز على الهجوم ضروري لتحقيق النجاح واللحاق بركب الأندية الأوروبية الأخرى. إلا أن المفتاح الأساسي في نجاح يوفنتوس هذا الموسم هو التركيز على أن يقوم كل لاعب في أرضية الملعب بدور دفاعي، حتى رأس الحربة هيجواين الذي انتقد في السابق بسبب وزنه الزائد وعدم قدرته على العودة إلى الخلف لمساعدة زملائه. وتغير الوضع في موسمه الأول مع "السيدة العجوز" وأصبح، كزملائه في خط الوسط، يعدو خلف الكرة وحتى وإن لم تكن وجهتها مرمى الخصم، مضيقًا المساحات على المنافسين وهو الأمر الذي ساعد يوفنتوس في الكثير من المناسبات على استعادة الكرة بسرعة. ويمكن القول أنه لم يكن في استطاعة يوفنتوس بلوغ ما هو عليه لولا جهود القائد "السد" بوفون الذي أصبح الأحد أول لاعب في تاريخ الدوري الإيطالي يتوج باللقب ثماني مرات. ويأمل الحارس الأسطوري أن يحقق مبتغاه ويحرز اللقب الوحيد الذي يغيب عن خزائنه، هو دوري أبطال أوروبا. وفي حال نجح بوفون الذي نال في يناير جائزة أفضل حارس في إيطاليا للمرة الحادية عشرة، في تحقيق الثلاثية هذا الموسم، سيكون مرشحًا لكي يضع حدًا لاحتكار البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم التي جاء فيها هذه السنة في المركز التاسع.








الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;