"مازال الثلج يسقط".. انتصر المؤلف على المخرج في بحثه عن هويته العربية

إذا لم يضف المخرج ابداعا علي النص المسرحي الذي سيخرجه فليس هناك داعي لتوليه تلك المهمة الصعبة وهي مهمة الاخراج ولكن إذا كان المؤلف نفسه هو المخرج فالناتج سيكون إما انحياز كامل لما كتب واعجاب مطلق بكل كلمة وكل مشهد وبالتالي فلا حذف أو إضافة ابداعية وسيتعامل مع نصه وكأنه كتاب مقدس وإما الفصل بين كونه كاتب للنص ومخرجه فيبحث لنفسه كمخرج عن ابداع اخر يضيفه على النص المكتوب وهنا الصعوبة والاشكالية الكبري التي تواجه دائما اي مخرج يؤلف لنفسه أو أي كاتب يقرر أن يخوض تجربة الاخراج فهل ينتصر المؤلف علي المخرج ام يبدع المخرج ويضيف للمؤلف وهذا ما حدث مع الكاتب والمخرج حافظ أمان الذي تولي المهمتين في المسرحية الاماراتية "مازال الثلج يسقط" لفرقة مسرح خورفكان والتي عرضت بمهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي فقد وقع حافظ أمان في فخ الإعجاب بما كتبه. مسرحية " مازال الثلج يسقط " تحكي قصة أخوين هما عادل وجليل أحدهما يحب ويمارس الرقص وشقيقه الآخر عاشق للموسيقي ويحدث بينهما صراع حول الهوية والوجودية ما بين ما هو واقع جديد ومعيش في الغربة وواقع متخيل لموطنهما الاصلي كما يتناول العرض مفهوم الأبوة فهي محل نقاش وخلاف في مفهومها بين الأخوين وأفكار كثيرة يطرحها العمل وللحق نجح حافظ أمان المؤلف في صياغتها ولكن قدمها في إطار إخراجي تقليدي في ظل غياب هوية محددة للعرض إضافة الي احتياج الممثلين إلى المزيد من التدريب علي العزف علي الجيتار للشخصية التي تعشق الموسيقي والمزيد من الإتقان في الرقص للأخ الآخر المحب للرقص . العمل يبدو طموحاً من حيث ميله إلى الرمزية لكنه سقط في مطب التقليدية الاخراجية بالإضافة إلى وجود تغريب داخل العرض وهو أمر جاء ضد مصلحة العرض وأفقد الحالة الإخراجية القدرة على بناء تواصل حميمي بين ما يؤدى على الخشبة وبين الجمهور فالمشكلة لا تكمن في طبيعة الاتجاه المسرحي للنص أكان رمزياً أم واقعياً أم عبثياً وإنما في افتقاد الرؤية المسرحية لشروط كل من تلك الاتجاهات الثلاثة برغم ان موضوع العمل الاساسي وهو الصراع الداخلي علي الهوية وعلي تغليب ثقافة علي أخري كان مناسبا له من وجهة نظري الاتجاه الواقعي . وفق المخرج في اختيار ممثليه فقد اسند شخصية الراقص والموسيقي لاثنين من الشباب لديهما طاقة كبيرة ولكن كيفية استغلالها كانت هنا هي المشكلة في ادارة الممثلين من قبل المخرج ولكن لكون هذه التجربة هي الاولي للمخرج فيغفر له الكثير من الهنات ويشكر علي خوضه تحربة ثنائية كمخرج ومؤلف في مسرح ثنائي يعتبر ثاني اصعب انواع المسرح بعد المونودراما.














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;