كرم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، راعى مهرجان أبوظبى، أوريلى ديبون مديرة الباليه فى دار أوبرا باريس بمنحها جائزة مهرجان أبوظبى لعام 2019 بالتعاون مع شوبارد، قدمها لها ضمن حفل خاص فى مجلس معاليه بحضور لودفيك بويه السفير الفرنسى، وذلك تقديراً لإسهاماتها الجليلة فى فن الباليه طوال 32 عاماً قضتها فى خدمة هذا الفن الراقى، وذلك منذ بدايتها عندما انضمت إلى بالية دار أوبرا باريس كراقصة باليه وحتى اليوم.
جاء ذلك قبيل أمسية باليه دار أوبرا باريس ضمن فعاليات برنامج مهرجان أبوظبى فى قصر الإمارات، بعنوان "جولز – جواهر" من إبداع الرائع جورج بالانشين، وذلك فى أول عرض عربى لهذا العرض الذى يستوحى عناصره من أعمال مصمم المجوهرات الشهير "كلود أربلز"، ويتألف من ثلاث لوحات تحتفى بثلاثة أحجار كريمة هى الزمرد والياقوت والألماس، ويجمع موسيقى ثلاثة من كبار مؤلفى الموسيقى الكلاسيكية، فلوريه وسترافينسكى وتشايكوفسكى أدتها فرقة "أوركسترا با دى لو" إحدى أعرق فرق الأوركسترا الفرنسية، بقيادة فيلو بان.
وأحيا العرض الذى أشرفت عليه أوريلى ديبون، مديرة البالية فى دار أوبرا باريس، 60 راقصاً وراقصة، فى لوحات تحفل كل منها ضمن هذاالعرض بأسلوب موسيقى ومزاج مختلف؛ فلوحة "الزمرد" - التى اعتبرها بالانشين "استحضاراً لفرنسا بأناقتها ورفاهيتها وأزيائها وعطورها" - تستذكر رقصات الرومانسيين الفرنسيين فى القرن التاسع عشر؛ بينما يسود لوحة "الياقوت" الطابع الشبابى، وهى ثمرة تعاون بين سترافينسكى وبالانشين؛ أمّا لوحة "الألماس" فتستحضر عظمة الأمبراطورية الروسية ومسرح"ماريينسكى" حيث تدرب بالانشين. وقد وصفت مارى كلاركوكليمنت كريسب هذه اللوحة بالقول: "لو فقدنا إرث الباليه الروسى الرائع بكامله، فإن عرض ’الألماس‘ يختزل مضمونه بأفضل صورة ممكنة".
وقالت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبى للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفنى لمهرجان أبوظبى إنّ العرض العربى الأول لهذا العمل، يعكس الدور العالمى للمهرجان فى صناعة مشهد الثقافة والفنون عالمياً، وفى بناء جسور التواصل بين منطقتنا والعالم، عبر الفنون والأعمال الكلاسيكية الرائدة فى فنون الأداء والتشكيل وغيرها، ضامناً حضور كبار الفنانين العالميين فى فرصة استثنائية لجمهور أبوظبى من أفراد المجتمع الإماراتى المواطن والمقيم ومن الزوار، قائلةً "إننا نقف منبهرين أمام جمالية هذا العمل الفنى المبتكر رغم مرور 52 عاماً منذ عرضه لأول مرة، معبرين عن سعادتنا باستضافته فى أبوظبى، لتكون محطة لائقة ضمن محطات عرضه العالمية فى الأماكن الأكثر شهرة وعراقةً وكبريات دور العرض الفنية والمهرجانات الدولية".
وأضافت: "مع كوكبة مشاهير الفنانين الذين يملؤهم الشغف بالموسيقى والأداء، بإمكاناتهم الفنية الاستثنائية، التى نستلهم منها عزيمتنا على ترسيخ وعد الثقافة والإيمان بضرورة تسخير قوة الفنون والموسيقى فى استمرار مسيرة الحضارة وحوار الثقافات، يجمع مهرجان أبوظبى الشرق بالغرب، ويمد جسور الحوار البناء والإيجابى عبر الفنون، مرسخاً مكانة الإمارات عالمياً، ودورها الثقافى وأثرها فى التلاقى الإنسانى لما فيه خير الإنسانية والمجتمعات".
وقال لودفيك بويه، السفير الفرنسى لدى دولة الإمارات: "لا يوجد طريقة أفضل من متعة مشاهدة إبداعات جورج بالانشين للاحتفاء بالعلاقات والحوار الثقافى الفرنسى –الإماراتى، وقد سعدنا بمشاهدة فرقة باليه دار أوبرا باريس وهى تقدم عرض "جولز" الرائع، ونحن ممتنون للغاية لسعادة هدى إبراهيم الخميس، وأوريلى ديبون مديرة البالية فى دار أوبرا باريس لجهودهما فى تقديم هذه الأمسية التى جعلت مهرجان أبوظبى لهذا العام يسطع بقطعة فنية ثمينة، ولوحات غناء جسدها عرض "جولز".
وقالت كارولين شوفوليه، الرئيس الشريك والمدير الفنى لدار شوبارد: "نحن فى دار شوبارد فخورون بتقديم الجائزة إلى أوريلى ديبون لما قدمته من خدمات متفانية طوال مسيرتها المهنية لفن الباليه. هذا الفن الذى يعد شكلاً طبيعياً من أشكال التعبيرعن الذات، ويتيح للإنسان التعبير عن مكنوناته الحسية ومشاعره. وهو فن يتوافق مع قيم شوبارد وما نؤمن به بإعتبارنا متخصصون فى صياغة المشاعر".