تعرض فنانو الزمن الجميل للكثير من المواقف فى بداية مشوارهم الفنى، وعانوا الكثير للوصول للنجومية والشهرة، وكان من بين هذه المواقف الكثير من الطرائف والحكايات التى ظلوا يذكرونها ويتحدثون عنها بعد شهرتهم.
ومن بين هذه الطرائف ما حكاه الفنان الكبير فى مقال نادر كتبه لمجلة الكواكب فى باب قصص بأقلام النجوم عام 1953 تحت عنوان "جريمة نصف الليل"
وحكى أنور وجدى عن بعض المواقف التى حدثت معه عام 1930 عندما كان يخطو أولى خطواته فى طريق الفن ويبحث عن فرصة للظهور، ووقتها علم أن أحد المنتجين ينتج فيلما يشترك فى بطولته الرياضى عبدالمنعم مختار ومحمود المليجى وعلوية جميل، فذهب للمنتج فى بيته وتحدث معه عن رغبته فى التمثيل.
وقال أنور وجدى فى مقاله:"نظر إلى المنتج فى إعجاب وقال: و"ماله ياابنى خش مثل معهم" ، فسألى الفنان المبتدئ:"أخش فين"، فأجابه المنتج بأنه يتم تصوير الفيلم فى حوش البيت"
وتابع وجدى:"لم أكترث لهذه المعلومة المضحكة، ودخلت فوجدت الممثلين يتشاورون فيما بينهم على أحد االمشاهد، وسألت فين المخرج؟، فرد علي 20 صوتا :"أنا المخرج"، ففهمت أنهم يخرجون الفيلم على طريقة وأمرهم شورى بينهم ، وفهت ايض أننى سأكون مخرجاً مثلهم، وأبديت رأيى فى المشهد الذي يتشاورون فيه وكان مشه قتيل وحوله دماء، حيث كانوا يتشاورون كيف يصورون مشهد الدماء حول الجثة"
ووصف الفنان الكبير هذا المشهد الهزلى:"اقترحوا أن يسكبوا حول القتيل ماء مذاب فيه مسحوق البن، وبالفعل نفذوا الفكرة، فقلت لهم أن الدم مفقوس جدا وأن البن خشن وواضح فى المشهد، فردوا بأن المشااهدين سيعتقدون أنه دم متحجر، فسكتت"
وأشار أنور وجدى إلى أنه تناول وجبة الغداء والعشاء مع فريق الفيلم، و بعد انتهاء اليوم الاول للتصوير نظر للمنتج وهو يستعد للانصراف، فقال له المنتج :"على الله يكون الأكل عجبك، أهه كل يوم هتيجى تتغدى وتتعشى ولو جيت بدرى ممكن تفطر كمان"، ففهم الفنان الشاب أن هذه الوجبات هى أجره عن العمل، فانصرف وقرر أن يتحمل حتى يرى الفيلم النور ويبدأ مشواره الفنى.
وفى اليوم التالى حرص أنور وجدى أن يذهب لبيت المنتج مبكرا ً حتى لا تفوته وجبة الإفطار.
وأضاف الفنان الكبير فى مقاله:" لم يكن فى البيت تيار كهربى فاستخدم المصور وسائل الإضاءة الفرعونية فى التصوير باستخدام المرايا العاكسة لتعكس أشعة الشمس إلى داخل البيت، وكان عملى فى اليوم التالى أن أحمل إحدى المرايا، فقبلت حباً فى الفن، وكلما جاء دورى فى التمثيل جاء زميل أخر ليستلم منى المرآة، وهكذا"
وبعد انتهاء تصوير الفيلم انتظر أنور وجدى عرضه بفارغ الصبر، وسعى المنتج ليتم عرض فيلمه فى إحدى دور السينما ولكنها جميعا رفضت الفيلم، ولم يجد أمامه إلا دار عرض من الدرجة الثالثة، وخشى عدد من أبطال الفيلم حضور العرض ونصح أحدهم أنور وجدى بعدم الذهاب.
وعن نهاية هذه التجربة قال أنور وجدى فى مقاله:" فى اليوم التالى سمعنا أن أحد زملائنا ممن حضروا العرض انتقل إلى المستشفى بعدما تلقى هو وعدد من الزملاء علقة ساخنة من الجمهور، فضاع أملى فى أن أرى أول أدوارى على شاشة السينما"