يتعرض الإنسان فى حياته لبعض الحوادث التى لا ينساها، والتى قد يترك بعضها أثره على جسده ونفسه ، فيظل يتذكر هذه الحوادث طوال عمره.
وتعرض عدد من نجوم الزمن الجميل لمثل هذه الحوادث وأغربها ما تعرضت له الفنانة الكبيرة هدى سلطان عام 1961 وهى على مدخل مبنى التلفزيون ، حيث كادت تموت تحت عجلات عربة كارو وأقدام بغال البلدية التى تجرها، ونقلت على أثر هذا الحادث لتلقى العلاج بمستشفى العجوزة.
وتعود القصة عندما اتجهت هدى سلطان إلى بنى التلفيون ذات صباح للمشاركة فى برنامج "على شط النيل"، فما كادت الفنانة الكبيرة تغادر سيارتها حتى صعقت بعربة كارو يجرها بغلان تتجه نحوها بسرعة مذهلة ، وحاولت هدى سلطان الهرب بإقاء نفسها بعيداً عن اتجاه البغلين ولكن العربة صدمتها بقوة ومرت بعجلاتها فوقها ، لتفقد الوعى ، وعندما أفاقت وجدت نفسها داخل مدخل مبنى التلفزيون ، وحولها الكثيرون ينتحبون ويطلبون سيارة الإسعاف، وانهارت أعصابها وكانت تشعر بآلام رهيبة وذهول تام.
وجاءت سيارة الإسعاف مسرعة لتنقل الفنانة الكبيرة إلى مستشفى العجوزة ، وطلبت هدى سلطان ممن حولها الاتصال بزوجها وحش الشاشة فريد شوقى الذى جاء مسرعاً للمستشفى ليجد العديد من الفنانين والفنانات حول زوجته، ولكن الأطباء أمروا بإخلاء غرفتها حتى يتم التعامل مع حالتها، وتبين أن الفنانة الكبيرة مصابة بكسر فى عظمة القدم وفى إصبع من القدم الأخرى وبعض الكدمات.
وكانت هدى سلطان استيقظت فى هذا اليوم لتستعد للخروج إلى مبنى التلفزيون لتسجسل البرنامج وكانت ترتبط فى المساء بحفلة ساهرة، واقترح عليها زوجها فريد شوقى الاعتذار عن البرنامج وعدم الذهاب للتلفزيون حتى تريح صوتها استعداداً للحفل ولكنها رفضت الاعتذار ، حيث تحرص على الالتزام بمواعيدها ، ليشاء القدر أن تقع الفنانة الكبيرة ضحية هذا الحادث وتبقى على أثره لفرة طريحة الفراش.
ووقتها ارتفعت المطالبات بإلغاء استخدام عربات الكارو ولكن هذه المطالبات ذهبت أدراج الرياح لتبقى عربات الكارو موجودة حتى يومنا هذا.