المؤرخ السينمائى محمد شوقى يكتب: في عيد ميلادها الـ85 نادية لطفي صاحبة أروع الأدوار في السينما و الحياة

الكل يعرف نادية لطفي، الفنانة كواحدة من أهم نجمات الشاشة العربية علي الإطلاق صاحبة أجمل و أروع الأدوار المتعددة علي شاشة السينما.. ولكن لم تكن كل هذه الأدوار المتعددة لنادية لطفي فقط على الشاشة العربية بل تعدي دورها الفني علي شاشة السينما ليصبح دوراً كبيراً و بارزاً في الحياة كأحد رموز العطاء. فهي إحدى الفدائيات اللاتي تطوعن أثناء العدوان الثلاثي على بورسعيد ١٩٥٦، وكان ذلك قبل دخولها عالم السينما وكانت تقيم في بورسعيد إقامة دائمة رغم الحرب و تهجير كثير من أهالي بورسعيد وهي لم تكن أكملت عامها العشرين وتعلمت التمريض فكانت ضمن أطقم التمريض أثناء وجودها هناك. وهي أيضاً التي لعبت دوراً إنسانياً كبيراً بعد هزيمة ١٩٦٧ وإنتصار أكتوبر ١٩٧٣، فكانت متواجدة في مستشفى المعادي العسكري شبه إقامة دائمة هي والفنانة الكبيرة تحية كاريوكا وكانت تقوم بالتبرع بالدم وكتابة الخطابات بيدها لذوي الجرحي والمصابين بل وكانت تقوم بأعمال التمريض وأعمال النظافة إن لزم الأمر، وكانت تقوم بالتناوب مع الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا في المستشفى، فكانت لا تتهاون عن أي دور تقدمه صغير أم كبير. إلي جانب سفرها علي نفقتها الخاصة مع السيدة أم كلثوم في رحلاتها الغنائية للخارج لجمع التبرعات لتسليح الجيش المصري بعد هزيمة ١٩٦٧ فكانت تقف معها في الكواليس و إستقبال الجمهور و إعداد كافة ما يلزم لإقامة الحفلات وكأنها واحدة ضمن أفراد فرقة أم كلثوم. وفي حرب أكتوبر ذهبت بنفسها لأسر الشهداء و الجرحى وكانت تقدم لهم كل سبل الدعم و المساندة وتعد تقارير عن وجود أية حالات من أسر شهداء و جرحي الحرب تستدعي الإهتمام و الرعاية الخاصة و تقدم هذه التقارير للمسؤولين، أيضاً ذهبت إلى لبنان ١٩٨٢ أثناء حصار بيروت و وقفت مع القضية الفلسطينية و ظلت تناصرها و تناصر أبطالها. ولم يكن دور نادية لطفي دوراً وطنياً فقط بل لعبت دوراً إنسانياً كبيراً في الوقوف مع أصدقائها في الوسط الفني فكانت كلما سمعت بمحنة فنان لا تتهاون بالوقوف معه فكانت ضمن من وقفوا مع الفنان الكوميدي عبد الفتاح القصري في محنة مرضة و طالبت النقابة بصرف معاش إستثنائي له في أقرب وقت وقد كان بل و طلبت من محافظ القاهرة توفير مسكن خاص به ولم تتركه حتي وفاته. وأيضاً كانت من أكثر الفنانين بجوار الفنان رشدي أباظة في رحلة مرضه بل و كانت ترافقه في مستشفى العجوزة أكثر من أخواته و كلما أفاق من الغيبوبة الأخيرة و يري وجه نادية لطفي يبتسم لها كما لو كان يطمئن بوجودها معه و يستعيد قواه وأوقفت كل إرتباطاتها الفنية حتي يتعافي رشدي أباظة نهائياً ولكن لم يشأ القدر، حتي أنها لم تنسي الفنانة الكبيرة زينب صدقي التي قضت سنوات عمرها الأخيرة في إحدى دور المسنين فكانت الفنانة الوحيدة دائمة السؤال. وعندما ظهرت الفنانة الكبيرة زينب صدقي في البرنامج التليفزيوني الشهير " ربيع العمر " في بداية التسعينيات مع جموع المسنين ولم يتعرف عليها أحد من الجمهور ولا حتي أسرة البرنامج ولولا أنها روت قصة حياتها في البرنامج وأن نادية لطفي الزائرة الوحيدة لها بعد ما تقدم بها العمر و أنهكتها الشيخوخة بل وأن نادية لطفي هي التي تتحمل تكاليف الإقامة لها في دار المسنين، ولولا ظهور الفنانة الكبيرة زينب صدقي في هذا البرنامج عن طريق الصدفة لما كان أحد يعرف هذه المعلومة إطلاقاً. والمعروف أن نادية لطفي كانت في الصفوف الأولى في محنة أي زميل داخل الوسط الفني سواء محنة مرضية أو مادية فالحديث عن وقوفها مع زملائها لا يتوقف خاصةً مواقفها الإنسانية معهم. إلي جانب دورها الإجتماعي البارز في الجمعيات الخيرية سواء في رعاية الأيتام و المسنين و النور و الأمل و رعاية أطفال الشوارع و صندوق رعاية الفنانين في النقابات الفنية حتي جمعية الرفق بالحيوان كان لها دوراً بارزاً فيها ..فكانت دائمة التواجد و الحضور في كل ما يخص هذه الجمعيات الخيرية، وكانت تقوم بنفسها بجمع التبرعات من كبار المسؤولين و الشخصيات العامة و رجال الأعمال بصفة دورية مستمرة لتمويل هذه الجمعيات الخيرية. وكان لنادية لطفي صالون ثقافي كبير يجتمع فيه كبار الشخصيات الثقافية فكانت وثيقة الصلة بكل كتاب و أدباء وشعراء مصر أمثال نجيب محفوظ و إحسان عبد القدوس و يوسف إدريس و يوسف السباعي و توفيق الحكيم و محمود السعدني و صلاح چاهين، حتي أن الكثير منهم كانوا يحرصون على أن تكون نادية لطفي هي أول قارئة لأي كتاب أو رواية جديدة لهم، وفي مكتبتها كتب كثيرة عليها إهداء خاص منهم لها. فهذا جزء بسيط من الأدوار المتعددة الأخري التي قامت بها الإنسانة نادية لطفي في الحياة غير الأدوار المتعددة التي قامت بها الفنانة نادية لطفي علي شاشة السينما المصرية.














الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;