اشتهر دوماً الفنان أحمد عبد العزيز، خلال مسيرته الفنية، بكونه البطل الشعبى فى عالم الدراما بالتحديد، وهو ما تجلى بصورة كبيرة مع أعمال عالقة فى الأذهان إلى الآن، وأثرت فى وجدان الكثيريين ما خلق له جماهيرية كبيرة، مثلما حصل مع المال والبنون وسوق العصر وذئاب الجبل.
إلا أن القدر كان يخبأ للفنان الكبير تألقا فى محطة أخرى بعيدة تماماً عما قدمه فى تلك الأعمال، من خلال شخصيته فى مسلسلسره الباتع، وهو ما جعله تحديا كبيرا على أى ممثل، ويحسب للمخرج خالد يوسف الذى اختاره بعين ثاقبة فى هذا الدور ليرى فيه ما لم يره فى سواه.
فشخصية الحاج شهاب الذى أثار ردوداً كبيرة على السوشيال ميديا ما بين من رأوه مجرد شخص يدفع الضرر عن نفسه بأى طريقة إلى خائن لا يجد أى غضاضة - على عكس أهالى قريته - فى التعاون مع المحتل أياً كان، فهو يبرر ضرورة معاونة المماليك في حربهم ضد الفرنسيين، وما أن تغلبوا على المماليك حتى كان أول المرحبين بتواجد الفرنسيين، بل وناصحاً أهالي قريته بضرورة العمل معهم، والترحيب بهم.
وهى الشخصية الذى رسمها خالد يوسف بعناية شديدة درامياً، مثلما برز فى مشهد من مشاهد الحلقات الأولى حينما كان يأكل بصحبة ابنه "مصطفى غريب" ويعامل زوجته بكل لطف، بل وينصفها على ابنه، وما إن خرجت حتى أكد لابنه ضرورة احترامها لا لشىء إلا لأن والدها أكبر التجار الذى يشترى منهم، وبالتالى غناهم مبنى عليه.
وهو ما يفسر نظرته فى إدارة حياته، بعيداً عن الأزمات، باتباع من يملك زمام الأمور، فرغم فرحة القرية برمتها بعد التغلب على الفرنسيين وإنقاذ حامد "أحمد صلاح السعدنى" من حبل المشنقة، كان لسان حاله يقوله "ها تودونا في داهية" لأن يعلم أن الفرنسيين لن يصمتوا، وهى الشخصية الذى يديرها أحمد عبد العزيز بامتياز، متحولاً عما اعتاده جمهوره من منصور المغازى، وبدر بدار الهوارى الذى يقع في الأزمات بسبب شجاعته التى دوماً ما كلفته الكثير في أعماله فإما هارباً، أو تاركاً لأحبابه حتى النهاية إلى الحاج شهاب الذى يسير على درب الفنان الراحل حسن البارودى، شيخ البلد في الزوجة الثانية، حينما كان يبرر أى شىء للعمدة على طريقة "وأطيعوا أولى الأمر منكم".
