العباس السكرى يكتب: لماذا كريم عبد العزيز؟

كريم عبد العزيز نجم يدفعه ذكاؤه دائمًا لأن يصل بنفسه إلى مستوى هذا الأفق البعيد من النجومية، إذ يعرف كيف يضيف رصيدا جديدا لأسهمه فتكبر، وكلما أشاد به النقاد مثّل أفضل، وكلما حيّاه الجمهور قدم أكثر، حتى خلق لنفسه تلك المساحة الكبيرة من الانتشار عربيا، ليس فى السينما وحدها بل فى التليفزيون أيضا، وحقق النجم معادلة النجاح فى الاثنين بنفس القدر الكبير. لكن لماذا كريم عبد العزيز؟.. لأنه فنان مغامر قدم التراجيدى والكوميدى والاجتماعى والأكشن ونجح فى الجميع، كريم سجل فى السينما المصرية رقمًا كبيرًا وصل لـ 34 مليون جنيه، دون أن يصيح أو يهلل أو يصرخ بأعلى صوته ويقول: "أنا الأول والأعلى والأغلى" وهو بالفعل كذلك.. كريم نجح فى إجادة شخصياته الفنية ولعبها على النحو الأمثل من الأدوار التى بدأها طفلا ونبأت عن مولد نجم فنى جديد، وحتى بطولاته المطلقة (أبو على، فى محطة مصر، واحد من الناس، إلى الفيل الأزرق). فى رمضان المقبل يقدم كريم عبد العزيز لجمهوره المسلسل التليفزيونى "الزيبق" مأخوذ من ملف المخابرات المصرية، تأليف وليد يوسف، إخراج وائل عبد الله، فى جو درامى مشوق ومختلف، يعيد لنا أجواء الزعيم عادل إمام فى شخصية جمعة الشوان بمسلسله الشهير "دموع فى عيون وقحة" مع المخرج يحيى العلمى، وأيضا الساحر محمود عبد العزيز فى ملحمة "رأفت الهجان".. والمفارقة أن كريم عبد العزيز يتبع خطوات أستاذه عادل إمام الذى كتب له القدر أن يقف أمامه طفلا فى "المشبوه، والبعض يذهب للمأذون مرتين، وقاتل ما قتلتش حد". اختيار كريم عبد العزيز لـ"الزيبق" يدلل على تحديه فى تنوع أدواره، إذ يلجأ دائما لتغيير جلده الفنى من "الهروب" الاجتماعى لـ"وش تانى" الكوميدى لـ"الزيبق" التشويقى، حيث ظل عامين متواصلين يحضر لـ شخصية "عمر" - فنى كاميرات - التى يجسدها ضمن أحداث المسلسل الذى تبدأ أحداثه من أواخر التسعينيات وتستمر حتى مطلع الألفية.. وكما كان الجمهور العربى ينتظر الزعيم فى "دموع فى عيون وقحة" والساحر فى "رأفت الهجان"، سينتظر أبو على فى "الزيبق".