فلسطينية تحتفل بعرسها على أسير بسجون الاحتلال وتقول: نعم نحب الحياة

"اننا شعب مناضل من أجل عدالة قضيتنا وحقوقنا وأرضنا، وفى النهاية، بشر نحب الحياة ونريد أن نعيشها ولا نسعى للموت، بل لنا قلب ومشاعر وأحاسيس، وكل ما يحدث نتيجة لرغبتنا فى العيش والاستقرار والحب لولا الاحتلال الذى ينغص علينا حياتنا..قولوا لكل العالم هذه الرسالة". بهذه الكلمات بدأت الأسيرة المحررة صمود كراجة حديثها، عن قصة ارتباطها بالأسير جميل عنكوش المعتقل منذ 2003 ويقضى حكما بالسجن لمدة 20 عاما فى سجون الاحتلال الإسرائيلي..لتكون قصة حب على الطريقة الفلسطينية، ومثالا حيا لمعركة الارادة الإنسانية ضد ارادة القمع والتصفية والاحتلال.. ويتولد فى السجن نقيض للعذاب والموت ويكون الحب. وارتدت الفتاة صمود والتى احتفلت أمس بعيد ميلادها الثلاثين - ثوب العرس الابيض وتوجهت إلى تلة عالية قريبة من سجن عوفر العسكرى الإسرائيلى قرب رام الله حيث يقبع حبيبها الأسير الذى ارتبطت به قبل 8 سنوات دون أن تلتقى به ولو لمرة واحدة وتحدت الجميع من أجل إتمام زفافها عليه بالأمس لتحتفل بدونه. وقالت صمود - لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط - وهى تشير من أعلى التلة إلى سجن عوفر ومحكمته الملاصقة له " هناك كانت تتم محاكمتى أنا أيضا قبل 8 سنوات، وحكمى إلى الآن لم ينته، حيث خرجت فى صفقة تبادل للأسرى بعد أن كان من المفترض أن أقضى 20 عاما فى السجن".وأضافت "لدى شعور بالفرحة، وفى الوقت نفسه شعور بالضيق، لأن حبيبى جميل ليس بجانبى فى هذه اللحظات". واستطردت:"كنت أحلم أن أعيش حياة طبيعية وأكون سعيدة بشكل طبيعى مثلى مثل باقى العرائس اللواتى كن معى فى صالون التجميل قبل قليل .. لكن رغم ذلك كله أنا فرحانة". ووجهت لجميل رسالة من فوق التلة - أيها البطل الطيب، رغم أسوار هذا السجن الذى يبعدنى عنك.. لا يستطيع أحد أو شيء أن يفرقنا أبدا، وسأظل أنتظرك طول العمر". وتابعت :"أنا على يقين أنه شعر بكلماتى الآن وسعيد بها كما أنا، فهو لا يغيب عن بالى ولا لحظة، لأنه وإن كان غير موجود بجسده اليوم فى عرسنا، إلا أنه موجود داخل قلبى وتفكيرى وروحي". وعما إذا كان قرار الارتباط والزواج سهلا، قالت :"بالنسبة لى أنا كان القرار سهلا، أما بالنسبة للمجتمع وأهلى فكان هناك رفض شديد، إلا أننى تحديت الجميع وأصررت على قرارى وانتصرنا على الاحتلال والمجتمع والعادات ووافق أهلى فى النهاية على إتمام زفافي..بعد ارتباط زاد عن 8 سنوات قابلت فيه الكثير من المشاكل والتحديات" . وأضافت :"هناك الكثير فى هذا العالم يعتقدون أن فلسطين هى فقط موت ومقاومة وبكاء وتعذيب وأسر واعتقال.. لكن الحقيقة أننا مجبرون على ذلك رغم أننا نعشق الحياة ونحب الاستقرار وتكوين أسرة وهناك الكثير وهم فى السجن الاحتلالى لجأوا إلى تهريب النطف لتكوين أسرة ونجحوا فى ذلك.. نحن كفلسطينيين قادرون على كل شيء ولا نيأس وسننتصر فى النهاية". وأضافت "سؤالى الأساسى لجميل الذى بنى عليه علاقة حبنا كان فى أحد مراسلاتنا ..ان كان يحبنى أنا أكثر أم فلسطين؟، فكانت إجابته أنه رغم حبه الشديد لى إلا أن حب فلسطين بالنسبة له أقوى وأكبر، وهذا هو سبب عشقى له وارتباطى به وقرارى بارتباطى به طول العمر. وقالت :"أرغب فى الاستقرار وتكوين أسرة ويكون زوجى بجانبى وإن فرقنا الاحتلال سأعمل على إجراء عملية تهريب نطف ليكون لى منه أبناء". نعم أنها سخرية القدر عندما يكون سبب قهرها وألمها بالاعتقال هو سبب فرحها وتغيير مصيرها لتجد من كتب لها أن يكون زوجها..فقصة الحب هذه والتى تختلف عن باقى قصص العشق والغرام، بدأت عندما كانت الطالبة الجامعية وقتها، صمود، معتقلة، ووصلت للأسير جميل فى محبسه أخبار عنها بأنها أسيرة لأنها حاولت تنفيذ عملية طعن فأرسل لها الأسير جميل - الذى سألت فى البداية محاميها من يكون فطمأنها بأنه أسير مشهور بحسن الخلق - أكثر من رسالة فى محبسها يشيد بشجاعتها وقوتها، فكان من يواسيها فى محبسها رغم بعد المسافات بين سجن الرجال والنساء، ويعطيها القوة لتحمل كل المعاناة فى فترة الاعتقال التى لم تطل كثيرا لتخرج ضمن صفقة تبادل أسرى لكن ظل فكرها وقلبها معلقا ومرتبطا بجميل عنكوش. وأصرت صمود أن تصمد فى وجه كل الضغوطات من أهلها والمجتمع لتستطيع فى النهاية أن تحتفل بعرسها حتى وإن كان دون شريك حياتها - فى قاعة أفراح فى بلدتها "صفا" قرب رام الله بمشاركة مسانديها وأهلها ولفيف من القوى الوطنية والمسئولين لتجلس فى "الكوشة" لوحدها.



الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;