"الفلسطينيات".. كفاح وطنى واجتماعى ضد التمييز وجرائم الاحتلال الإسرائيلي

تعانى المرأة الفلسطينية من نظام تمييزى متعدد الاتجاهات، فمن منظومة العادات والتقاليد الموروثة والمجحفة بحقها، إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلى وانتهاكاته للكل الفلسطيني. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) - فى تقرير بثته اليوم (الجمعة) ضمن ملف الخدمة الأعلامية النسوية لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) -أن الاحتلال يثقل كاهل الفلسطينية فمن اعتقال وتفتيش ومداهمة للمساكن، ومنع الوصول للخدمات العامة: كالتعليم، والصحة، واغلاق الطرق فى المدن، والقرى، والذى أدى فى كثير من الأحيان الى انجاب النساء لأطفالهن على الحواجز العسكرية الإسرائيلية، والترحيل القسرى للبدو الفلسطينيين، الى تطبيق لسياسات وتشريعات تمييزية فى القدس الشرقية، ومنع لم الشمل، وتشتيت للعائلات. وبحسب نادى الأسير الفلسطيني، فهناك 50 أسيرة موزعة فى معتقلين، تتراوح فترات حكمهن بين أشهر و16 عاما، منهن 9 اسيرات جريحات، وأسيرة قاصر، واثنتين منهن قيد الاعتقال الاداري..إضافة الى محاولة الاحتلال إخفاء جرائمه حيث منعت إسرائيل "السلطة القائمة بالاحتلال" فى العام 2015 المقررة الخاصة للأمم المتحدة لمناهضة العنف ضد المرأة رشيدة مانجة من زيارة فلسطين بهدف جمع البيانات حول العنف ضد المرأة على الصعيدين الوطنى والمحلي. النساء فى القانون يساوى القانون الاساسى الفلسطينى المعدل بين الفلسطينيين والفلسطينيات أمام القانون والقضاء فى معظم التشريعات السارية، ويدمج القانون الأساسى المعدل حق المرأة فى المساواة وعدم التمييز وتكافؤ الفرص، الا انها لا تزال هناك نصوص مجحفة بحقهن فى المساواة فى بعض القوانين الموروثة عن الحقب السابقة، لا سيما قانون العقوبات، وقانون الأحوال الشخصية. كما ان ازدواجية التشريعات الموروثة السارية فى الضفة الغربية وقطاع غزة وعدم وحدتها وتضاربها تؤثر على المكانة القانونية للنساء الفلسطينيات، هذا بالإضافة الى خضوع النساء المقدسيات لمنظومة التشريعات الإسرائيلية العنصرية. ويفيد التقرير الرسمى الأولى لدولة فلسطين حول اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) الصادر فى 8 مارس 2017، حيث تبنت فلسطين هذه الاتفاقية بالمصادقة الوطنية الأولى عام 2005 بموجب قرار مجلس الوزراء، وفى العام 2009 صادقت على الاتفاقية بإعلان أحادى الجانب بموجب مرسوم رئاسى رقم (19)، وبعد نيل فلسطين صفة الدولة المراقب فى الأمم المتحدة انضمت دون أى تحفظ على موادها. كما انضمت فلسطين ما بين الأعوام 2014- 2016 الى 55 اتفاقية ومعاهدة دولية، والتى تؤكد التزام فلسطين بالمعايير الدولية لحقوق الانسان، وبالديمقراطية، والحريات الشخصية، والعامة، وتدرس حاليا الانضمام الى البروتوكول الاختيارى الملحق بالاتفاقية. كما انضمت الى منظمة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية فى مارس 2003، وصادقت على النظام الأساسى لمنظمة تنمية المرأة فى الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الاسلامي..وفى العام 2010 وقعت معظم الأحزاب السياسية على ميثاق تعهد بتعزيز مشاركة المرأة الفلسطينية فى صنع القرار السياسى بنسبة لا تقل عن 30%، من خلال زيادة عددهن فى مراكز صنع القرار داخل الأحزاب، والتنظيمات، وفى القوائم الانتخابية للهيئات المحلية والتشريعية. وضمن الجهود الرسمية التى تسعى الى تطوير البيئة القانونية الداعمة لمشاركة المرأة فى الحياة السياسية، تم اعداد مسودة قانون انتخاب مجالس الهيئات المحلية لسنة 2014 ترفع الحد الأدنى لنسبة تمثيلهن فى الانتخابات من 20 الى 30%، استجابة للقرارات الدولية، ومؤشرات أهداف الألفية الانمائية. وعلى خلفية التوقيع على اتفاقية "سيداو" أصدر الرئيس محمود عباس قرارا بقانون بتاريخ 11-5-2014 يستثنى مرتكبى جرائم قتل النساء على خلفية الشرف، من الاستفادة من العذر المخفف الوارد فى المادة (98) فى حال الاقدام على الجريمة تحت تأثير الغضب الشديد. ومطلع عام 2015 ، تم إعادة تفعيل العمل على المسودة الخاصة بمشروع قرار بقانون حماية الاسرة من العنف لسنة 2015، ومراجعة الاحكام الواردة فيه، بالاستناد الى المبادئ الدولية لحقوق المرأة خاصة المتعلقة بحمايتها من العنف. وفى 2016 أنشأت فلسطين نيابة مختصة فى حماية الأسرة من العنف والتهديد، بهدف تعزيز دور حماية ضحايا العنف من النساء، وتحقيق الردع. كما تدفع المرأة الفلسطينية ثمن الانقسام السياسي، واستمرار حركة "حماس" فى اصدار سلسلة من التشريعات التى لا تتسق مع الالتزامات الواردة فى اتفاقية "سيداو". وبحسب تقرير "المرأة والرجل فى فلسطين قضايا واحصاءات" الذى أصدره الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطينى فى ديسمبر للعام 2017، فإن المجتمع الفلسطينى يتسم بأنه فتي، حيث يشكل الأفراد أقل من 15 سنة 38.9% فى منتصف عام 2017 من مجمل السكان؛ 39.1% ذكور و38.7% إناث، فى المقابل يشكل الشباب 15-29 سنة 29.7%، من مجمل سكان فلسطين يتوزعون بواقع 43.9% للرجال و56.1% للنساء وذلك منتصف عام 2017. النساء العاملات إن المهن التى تمارسها النساء فى فلسطين لا زالت تنحصر فى المهن التقليدية، فحوالى نصفهن يعملن كفنيات ومتخصصات، وأقل من عُشرهن يعملن فى المهن الزراعية. وتشكل المحاميات المزاولات للمهنة نسبة 33.4%، وتزيد الفجوة بينهن فى الضفة الغربية عن قطاع غزة؛ حيث بلغت 39.1% فى الضفة ، وحوالى 16.7% فى غزة..فيما حوالى خمس الاناث (21.5%) منتسبات للنقابات العمالية/ المهنية مقابل 78.5% من الذكور فى فلسطين، وتزيد نسبة الاناث فى الضفة الغربية عنها فى قطاع غزة لتبلغ (25.2%، 17.9%) على التوالي. أما الصحفيات فى الضفة الغربية ، فيشكلن 28.4% ، مقابل 22.4% فى قطاع غزة، فى حين نجد أن 33.3% من رؤساء التحرير هن من النساء فى الضفة الغربية مقابل ولا امرأة فى قطاع غزة. وبحسب احصاءات الجهاز فى العام 2011، فإن مشاركة المرأة فى الوظائف العامة شهدت زيادة فى نسبة العاملات فى الوزارات والمؤسسات الحكومية حيث بلغت عام 2010 حوالى 37%، فى حين ان احصاءات عام 2015 تشير الى ارتفاع النسبة الى 42.6%..كما بلغت نسبة مشاركة ذوات الاعاقة اللواتى تم توظيفهن ضمن نسبة التوظيف المخصصة لذوى الاعاقة فى القطاع العام 46% فى العام 2014. وبحسب وكيل وزارة التنمية الاجتماعية داوود الديك، فإن 40% من الأسر الفقيرة ترأسهم امرأة من المستفيدين من برنامج التحويلات النقدية الذى تقدمه الوزارة. النساء فى مراكز صنع القرار والرياديات تشكل النساء العاملات فى القطاع الحكومى (المدني) حوالى 11.3% فقط من درجة مدير عام A4 فأعلى من مجموع المدراء العاميين، مقابل 88.7% من الرجال لنفس الدرجة. وتشكل النساء من أعضاء المجلس التشريعى فى عام 2016 ما نسبته 12.1% نساء..وتزيد نسبة النساء فى المجلس التشريعى فى قطاع غزة عنها فى الضفة الغربية؛ 13.6% و11.3% على التوالي، فيما ان حوالى 6% من سفراء دولة فلسطين فى الخارج من النساء. وفازت الفلسطينية حنان الحروب فى مارس 2016 بجائزة أفضل معلمة فى العالم، وذلك فى الجائزة تنظمها مؤسسة "فاركى فاونديشن" البريطانية، وخاضت المنافسة مع أكثر من ثمانية آلاف معلم ومعلمة من أنحاء العالم، فازت بالجائزة التى تبلغ قيمتها مليون دولار أمريكي. الى جانب تعيين علا عوض فى يناير 2011 رئيساً للجهاز المركزى للإحصاء الفلسطيني، بناء على مرسوم رئاسى صادر عن الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، وقرار من رئيس الوزراء آنذاك سلام فياض.. وتعيين محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام عام 2010 كأول محافظ من النساء، وتعيين خلود عساف كأول رئيس تحرير لوكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية "وفا" فى عام 2015.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;