قرر مجلس الوزراء اللبنانى التخلى عن استعمال الألقاب فى التخاطب وجميع المراسلات الرسمية، واعتماد كلمة (السيدة) و(السيد) فى كافة المراسلات والمكاتبات الرسمية، وذلك استنادا إلى قرار سبق صدوره بهذا الشأن من الحكومة عام 1997 والذى تم تأكيده فى الاجتماع الحكومى الذى عقد بالأمس.
وأصدر الأمين العام لمجلس الوزراء القاضى محمود مكيه مذكرة إدارية بهذا الشأن، طلب فيها إلى جميع العاملين فى المديرية العامة لرئاسة مجلس الوزراء، عدم استعمال أية ألقاب فى التخاطب والمراسلات الإدارية، وقصر الأمر على كلمتى السيدة والسيد فقط.
وتستعمل الألقاب التفخيمية فى لبنان بصورة واسعة لا سيما فى الوسط السياسي، ويعود معظمها إلى حقب الحكم العثمانى والانتداب الفرنسي، حيث مُنحت تلك الألقاب إلى الشخصيات البارزة والعائلات الإقطاعية وأصبحت متوارثة بين الأجيال المتعاقبة لتلك العائلات، غير أنها لم تعد قاصرة على مجرد التنادى والتخاطب بين الأشخاص فحسب، وإنما صارت جزءا أساسيا من المراسلات والمكاتبات الرسمية فى الدولة اللبنانية والبرتوكول العام.
ويسُتخدم لقب "فخامة" مع رئيس الجمهورية اللبنانية، فى حين أن الرئاستين الثانية والثالثة (رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة) يسبق المنصب استخدام لقب "دولة".
كما ينتشر فى لبنان ألقاب (الشيخ – بك – الأمير – معالى – سعادة) بين النواب والسياسيين من رؤساء وأعضاء الأحزاب والتيارات، وذلك على الرغم من أن حكومة رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريرى وإبان عهد رئيس الجمهورية الراحل إلياس الهراوي، كانت قد ألغت كافة هذه الألقاب.
ويعد لقب "الشيخ" أكثر الألقاب المنتشرة فى أوساط عائلات السياسيين المسيحيين الموارنة، فأول رئيس للجمهورية اللبنانية بعد الاستقلال بشاره الخورى كان يحمل هذا اللقب، كما أن الرئيس الراحل بشير الجميل والرئيس الأسبق أمين الجميل حملا ذات اللقب، والذى ورثاه عن والدهما الشيخ بيار الجميل مؤسس حزب الكتائب اللبنانية.
كما تنتشر البكوية فى أوساط عدد من العائلات السُنية والدرزية والمسيحية اللبنانية، من أشهرها (آل الصلح) التى خرج منها عدد من رؤساء الوزراء، فى مقدمتهم رياض الصلح أول رئيس للحكومة عقب الاستقلال، ثم سامى الصلح وتقى الدين الصلح ورشيد الصلح، وجميعهم حملوا لقب "بك".