وزير الشؤون الإسلامية السعودى: نهتم بمكافحة الغلو وتعزيز الحوار مع الآخر

بدأت اليوم بالعاصمة الأردنية عمَان أعمال الدورة الثانية عشرة للمجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلام، برئاسة وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ رئيس المجلس، وبحضور رؤساء أصحاب المعالى الوزراء الأعضاء فى المجلس التنفيذى وهى الأردن ومصر والكويت والمغرب واندونيسيا وجامبيا وباكستان، وبرعاية من دولة رئيس الوزراء الأردنى عمر الرزاز. ونقل وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ سلام و تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله بن الحسين وحكومة وشعب الأردن الشقيق، ولكل أصحاب المعالى الوزراء الأعضاء بالاجتماع التنفيذى لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامى والوفود المشاركة. وأكد الوزير "آل الشيخ" أن أهمية هذه الدورة تأتي من حساسية الظروف التي تحيط بأمتنا الإسلامية والتحديات المختلفة التي تستدعي منا اليقظة، وتفرض علينا في وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية وحدة الكلمة والتعاون عملاً بقول الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} ، فوزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية تحمل أمانة عظيمة ويقع على عاتقها مسؤوليات جسيمة، لتعريف العالم بحقيقة الإسلام، وقيمه الإسلامية والإنسانية السمحة، واستعادة صورة الإسلام الصحيحة النقية ودفع شبه المغرضين عنه وحمايته ممن سقطوا في الفتنة، فتنة الغلو والإفراط، وفتنة الانحلال والتفريط، وقد من الله على هذه الأمة بأن جعلها خير الأمم {كنتم خير أمة أخرجت للناس}. وأوضح الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أن الله أختص هذه الأمة بهذا الدين وبهذا النبي الأمين وبهذا الكتاب المبين، فجعل الله لهذه الأمة الكرامة والعزة والتفضيل والاختصاص على سائر الأمم، ومن أبرز تلك الخصائص التي اختص الله تعالى بها أمة الإسلام أن جعلها أمة وسطا ، قال الله تعالى: { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } وقد تجلت مظاهر الوسطية في جميع التشريعات الإسلامية وفي أحكامه، فشملت جوانب الحياة كلها، وهذا فضل من الله تعالى ونعمه أن جعل هذه الأمة وسطا في كل أمور الدين ، مضيفاً معاليه بأهمية الحرص على غرس هذه المعاني والتأكيد عليها حماية للإسلام، ليبقى نقياً مؤثراً كما جاء من عند الله تعالى. وبين معاليه أن أهداف جميع وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف مشتركة، وغاياتها واحدة، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع يعد فرصة كبيرة لتبادل الآراء والتجارب بما يقوي التعاون والتكامل في جميع أعمالنا. وقال: إن المؤتمرات السابقة عالجت جملة من القضايا الحيوية ذات الصلة بأعمال الدعوة، وتعليم القرآن الكريم وحفظه، والمساجد والأوقاف والحفاظ عليها وتنميتها وتوجيهها إلى ما ينفع الناس في الدنيا والآخرة، كما ناقشت قضايا جوهرية يأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية باعتبارها قضية المسلمين الأولى ، ومكافحة الغلو والتطرف والإرهاب ، وتعزيز الأمن الفكري بمفهومه الشامل، وتجديد الخطاب الديني ، والحوار مع الآخر ، وبين اتباع الأديان والثقافات ، والتعريف بالإسلام باللغات المختلفة وغيرها ، وهذا جزء لا يتجزأ من مهمات وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية ، لخدمة ديننا ، وتحقيق تطلعات قادتنا. كما أكد الوزير "آل الشيخ" أن قضية فلسطين والقدس المبارك حاضرة في ضمائر الشعوب العربية والإسلامية ، وهي قضية محورية للمملكة العربية السعودية وسياساتها في نصرة الفلسطيني ودعم حقوقه المشروعة ثابتة ، وأنها تحتل مكانة خاصة لدى قادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإن تسمية مقامه الكريم للقمة العربية التاسعة والعشرين التي عقدت في مدينة الظهران في العام المنصرم بقمة (القدس) لهي ترجمة حقيقية لما تُمثله هذه القضية من أهمية واستشعار لمكانة المسجد الأقصى المبارك مسرى نبينا محمد ﷺ وإيماناً بقول الله عز وجل : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ، فيجب أن تكون حاضرة في الوعي ، وفي خطابنا الديني لتذكير المسلمين بفلسطين والقدس لتبقى حية في الوجدان الإسلامي . واختتم كلمته بتقديم جزيل الشكر ووافر التقدير إلى المملكة الأردنية البلد المضياف حكومة وشعباً، وعلى رأسهم حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله على استضافتها الكريمة لاجتماع المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دورته الثانية عشرة، والشكر موصول لأخينا الدكتور محمد بن أحمد الخلايلة على ما تفضل به هو وزملاؤه في الوزارة من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وحسن الإعداد والتنظيم لهذه الدورة، وهو أمر ليس بمستغرب على بلد تأصل فيه الكرم حتى صار سجية من سجاياه، كما شكر أصحاب المعالي أعضاء المجلس التنفيذي على تفاعلهم ودعمهم لأعمال المجلس. وكذلك أمانة المؤتمر على حسن الترتيب والتنظيم وجودته، والتواصل مع الدول الأعضاء. من جانبه، قال وزير الاوقاف و الشؤون و للمقدسات الاسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية الدكتور محمد الخلايلة إن انعقاد المؤتمر يأتي قي ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها امتنا الاسلامية وما تتعرض له المدينة المقدسة -القدس الشريف- و المقدسات الاسلامية وعلى راسها المسجد الاقصى المبارك من مخاطر و محاولات لتهويدها و انيل منها . واضاف الخلايلة ان ما تقوم به سلطات الاحتلال القائمة في القدس ما هو الا مزيد من الاستفزاز لمشاعر ابناء الامة الاسلامية تجاه مقدساتهم التي تتعرض اليوم لمحاولة استباحة من قبل المحتل و المتطرفين وأكد أن إجتماع المجلس التنفيذي لوزراء الأوقاف والشؤون الاسلامية في الاردن الذي تشرف بالوصاية الهاشمية على المسجد الاقصى المبارك والقدس الشريف ليدل على تقديرِ العالم الاسلامي لهذا البلد الأشم ومكانته الرفيعة والذي ورث الوصاية من العهدة العمرية التي نالت الرضا والقبول من أهل الملل والنحل . وأكد ان القدس الشريف أمانة في أعناق المسلمين منذ انتهت إليه رحلة الاسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم عرج به صلى الله عليه وسلم الى السماوات العلى ، ثم فتحها الخليفة الراشد الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 15هـ مؤكدا ان الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف امتدادٌ وثيق لما نصت عليه العهدة العمرية من حيث العهد والذمة (عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين) . وختم الخلايلة حديثة بالإشارة إلى ضرورة مراجعة الخطاب الاسلامي والقضايا المتعلقة به لاسيما ما يطرح من خلال المسجد والمنبر ، ومعالجة الاخطاء التي شهدها سابقاً، وأدت إلى خلق التطرف والتشدد والإرهاب، وحالة من عدم التسامح و التعايش بين ابناء المجتمع مطالبا برسم الرسالة الاسلامية من خلال وضع الخطاب الديني في اطاره السليم . أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على عدة أسس ومرتكزات وضعها على مائدة الحوار باجتماع وزراء الشئون الاسلامية، أهمها دورنا الحقيقى حماية صحيح الدين من الدخلاء وغير المتخصصين والمتاجرين به، واسترداده من مختطفيه، ويجب تفعيل دور القانون، فى كلمته أمام المجلس التنفيذى لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية بدول العالم الإسلامى المنعقد بالمملكة الأردنية الهاشمية اليوم الخميس. وشدد الوزير على اهمية حماية دور العبادة مبنى ومعنى كواجب شرعي ووطني والتركيز على الفهم الصحيح للدين أحد أهم عوامل بناء الأمم والأفهام المنحرفة إفراطا أو تفريطا تدمرها، وصحيح النقل لا يصادم صحيح العقل، بل يدعمه ويقويه، وعلينا إعمال العقل فى فهم صحيح النص والوقوف على مقاصده ومراميه، مع عدم الجمود عند ظواهر النصوص، ولا سيما فيما يتصل بعمارة الكون وصناعة الحضارات وبناء الأوطان وخوض غمار الحياة. فيما توالت كلمات الوزراء المشاركين بالاجتماع، عقب ذلك عقدت جلسة مغلقة لمناقشة محاور الاجتماع التي سيصدر عنها توصيات وبيان ختامي .


















الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;