أوصت لجنة من "تعليم الباحة"، بالإبعاد الفورى لأحد المعلمين عن الميدان التعليمى، وعدم تمكينه من دخول المدرسة، وحُرر محضر إبعاد معتمد من الجهات ذات الاختصاص فى الإدارة العامة للتعليم بالسعودية، كما تمت مخاطبة الجهات الأمنية التى بدورها باشرت الواقعة.
جاء ذلك القرار بعد أحداث دراماتيكية خطيرة وغريبة من معلم فى إحدى المدارس الابتدائية بتعليم الباحة، فى المملكة العربية السعودية، كان آخرها دخوله للمدرسة، الثلاثاء الماضى - فى حالة غريبة - وإصراره على اختبار مادته فى ذلك اليوم؛ برغم تحديد اختبار مادته فى الجدول فى اليوم الذى يليه، فقام بتصوير الأسئلة بعد شطب عبارة "الله" وكتابة "الشيطان" بدلًا منها فى بداية ونهاية الورقة، وتوزيعها على الطلاب فى قاعة الاختبار، فى وجود أحد المشرفين التربويين بالمدرسة.
وأوضحت مصادر لصحيفة "سبق" السعودية، أنه تم على الفور - بعد خروج المعلم - جمع أوراق الامتحان التى وزّعها المعلم على طلابه التى تحتوى على ألفاظ إساءة للذات الإلهية، وتم إبلاغ إدارة التعليم فورًا.
وكان المعلم قد تهجّم على المدرسة نهاية الأسبوع الذى قبله بالسب والقذف، ثم أشعل سيجارة داخل المدرسة، فتم إبلاغ الجهات الأمنية التى باشرت البلاغ وقبضت عليه فى حينها، وفى ذات اليوم تَوَجّه عدد من منسوبى المدرسة لمدير مكتب التعليم الذى تتبع له المدرسة، لمطالبته بمخاطبة الشرطة بتأمين دورية أمنية بجوار المدرسة أثناء سير الاختبارات، لحماية طلابها ومنسوبيها من أى اعتداءات، لكن ذلك لم يحدث حتى حدث التهجم الثانى، وقبل ذلك بأسابيع قليلة دخل المعلم لمدرستين وتهجم على منسوبيهما الذين وثّقوا ذلك وخاطبوا مكتب التعليم بما حدث، وقبل قرابة 3 سنوات اعتدى المعلم على طالب صفوف أولية فى المدرسة التى يعمل بها آنذاك، كما اشتبك مع معلم آخر فى ذات المدرسة.
ويقول تقرير الصحيفة السعودية، "العديد من أولياء الأمور أبدوا تخوفهم الشديد من السماح لهذه الممارسات بالتكرار، متسائلين عن دور تعليم الباحة فى تحصين الطلاب عقائديًّا وسلوكيًّا وحمايتهم جسديًّا، وجعل المدرسة بيئة آمنة، لاسيما وأن الأحداث ليست حديثة، فبعضها مضى عليه سنوات، وتساءلوا: هل نقل المعلم من مدرسة لأخرى حل؟، وهل عقوبة نقل المعلم - أيًّا كان - عقوبة له أم للطلاب الذين نُقل لهم؟، مطالبين بلجنة من الجهات الإدارية والأمنية للتحقيق مع المعلم وإدارته ولجنة أخرى تعليمية لمعرفة مدى إتمام شرح المنهج للفصل الدراسى الحالى الذى ستنتهى اختباراته خلال يوم أو يومين، ومدى إتقان الطلاب للمهارات على أرض الواقع من الفصل وليس على الورق ومن المكاتب".
وأضاف التقرير أن أولياء الأمور، طالبوا أميرَ الباحة ووزير التعليم وتعليم الباحة، بحماية أبنائهم، كما حملوا الإدارة - بعد علمها بممارسات المعلم منذ سنوات – المسئولية تامة عن أبنائهم من جميع النواحى.
عرضت صحيفة "سبق"، التساؤل بتفاصيله على متحدث تعليم الباحة محمد هضبان، الذى قال: "تمت مباشرة حادثة توزيع الأسئلة للطلاب فى حينها، وتم سحب أوراق الأسئلة الموزعة من قِبَل المعلم فورًا، ومارَسَ المشرف التربوى الزائر وقائد المدرسة دورهما فى سحب العدد الموزع من أوراق الأسئلة، التى تمكّن المعلم من توزيعها، لكونه أحد معلمى المدرسة، وتم تسجيل محضر مفصّل عن الممارسة فى حينها، وتم استيفاء التعامل مع الحادثة وفق مقتضيات الموقف، حيث تم الرفع للمدير العام للتعليم بالمنطقة الدكتور عبدالخالق الزهرانى، الذى بدوره - وعلى الفور ومن منطلق حرصه الدائم على سلامة الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات جسديًّا وفكريًّا - وجّه بتشكيل لجنة من الجهات ذات العلاقة للشخوص للمدرسة، والوقوف على مجريات ما حدث.
وأضاف "بالفعل شخصت اللجنة، وباشرت مهام عملها، وبناء عليه تم إعداد محضر متكامل، وأوصت اللجنة بالإبعاد الفورى للمعلم عن الميدان التعليمى، وعدم تمكينه من الدخول للمدرسة، وحُرر محضر إبعاد معتمد من الجهات ذات الاختصاص فى الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة"، كما تمت مخاطبة الجهات الأمنية، والتى بدورها باشرت مهامها بكل مهنية، لافتًا إلى أن الملف حاليًا لدى الجهات الأمنية لإكمال اللازم، كما تعمل الإدارة العامة للتعليم فى المنطقة على استيفاء التعامل مع تلك الممارسات التى صدرت من قِبَل المعلم وفق اللوائح والأنظمة.
وأوضح متحدث تعليم الباحة: أنه "فيما يتعلق بالممارسات التى صدرت من قِبَل المعلم قبل ثلاث سنوات، فقد تم التعامل معها فى حينها وفق مقتضيات الحالة، وصدرت بحقة العقوبات اللازمة المنصوص عليها فى اللوائح والأنظمة".