أعرب رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه بري، عن خشيته من اندلاع "ثورة جياع" فى لبنان ما لم يتم احتواء الأزمة المالية والاقتصادية والنقدية الخانقة التى تشهدها البلاد فى أقصر وقت ممكن، وقال برى فى تصريحات لصحيفة (الجمهورية) اللبنانية فى عددها الصادر اليوم الاثنين- إن كل ظروف وشروط اندلاع ثورة جياع فى لبنان، أصبحت مختمرة ومتوفرة.. مضيفا: "للأسف هناك أناس اختبروا الجوع الحقيقى تحت وطأة الفقر المدقع".
وتابع، "تصوروا أى آثار مدمرة قد تنتج من الفقر، ولذلك فإن الحكومة مدعوة إلى عدم تضييع الوقت واتخاذ كل التدابير الضرورية لتخفيف أعباء التدهور الاقتصادى والمالى عن كاهل المواطنين الذى يكتوون بالبطالة وارتفاع الأسعار وتفلت سعر صرف الدولار والإذلال أمام البنوك".
ودعا رئيس المجلس النيابى، إلى ضرورة إيجاد علاج جذرى لما وصفه بـ"كورونا الكهرباء" فى لبنان، موضحا أن عجز قطاع الكهرباء المستمر منذ سنوات طويلة، استنزف الخزينة العامة، وأنه ينبغى التوقف عن الاعتماد على خيار بواخر الكهرباء (سفن التوليد المستأجرة من تركيا لتعويض عجز الطاقة) حتى ولو كان مؤقتا.
ويشهد لبنان، أزمة مالية واقتصادية ونقدية حادة وتدهورا فى الأوضاع المعيشية، على نحو غير مسبوق منذ فترة انتهاء الحرب الأهلية عام 1990 .
وتسارعت وتيرة الأزمة الاقتصادية، بصورة كبيرة تزامنا مع انتفاضة اللبنانيين المستمرة منذ 17 أكتوبر الماضي، حيث تشهد البلاد أزمات فى مختلف القطاعات الأساسية، لاسيما المحروقات والمشتقات النفطية، والكهرباء، والعلاج والأدوية، والقمح وغيرها.
كما تسبب النقص الحاد فى الدولار الأمريكى، إلى اهتزاز سعر صرف الليرة اللبنانية وانخفاضه بنحو 50% فى السوق الموازية وتراجع القدرة الشرائية للعملة المحلية ووجود سعرين للصرف، الأول بمعرفة البنك المركزى (الدولار يساوى 1500 ليرة) والثانى فى السوق الموازية (الدولار يساوى 2200 ليرة بحد أدنى) بما أدى إلى تراجع حركة الاستيراد بصورة كبيرة وتأثر العديد من القطاعات الأساسية فى البلاد وجمود شبه كامل فى حركة التجارة والصناعة.