كشفت صحيفة "القضاء" الالكترونية الصادرة عن المركز الإعلامى للسلطة القضائية اعترافات أحد قيادات تنظيم(داعش) الإرهابى المسؤول عن الملف المالى بالتنظيم، الذى تم اعتقاله من خلال عملية إنزال جوى بناءً على معلومات لجهاز المخابرات العراقى قرب الحدود السورية مؤخرا.
وذكرت الصحيفة- فى تقرير لها اليوم الاثنين، أن طائرة مروحية هبطت على نقطة حدودية بين العراق وسوريا وألقت القبض على "أبو ياسر" وهو سورى الجنسية من مواليد 1992، وهو أحد المسؤولين عن التحويلات المالية بتنظيم داعش، والذى اعترف بمعلومات عن آلية وصول المبالغ المالية من شخصيات ومنظمات تقع مقراتها فى بلدان أوروبية وعربية على شكل شحنات غذائية يجرى تصريفها داخل الأراضى التى يسيطر عليها التنظيم ويمول من خلالها عملياته الارهابية.
وأشارت إلى أن المتهم مثل أمام محكمة التحقيق المركزية وأقر بتلقى التنظيم دعما من منظمات خارج العراق من خلال حوالات مالية كان يتسلمها، وأنه فى عام 2014 ومع ظهور داعش تحولت مدينته "منبج" السورية إلى أرض للتمكين وهو مصطلح يطلق على الأراضى التابعة لداعش كان عناصر التنظيم يترددون على محله لبيع المواد الغذائية ويشترون منه احتياجاتهم اليومية، ويجبرونه على دفع "الجزية " بعد سيطرتهم على المنطقة.
وأضاف أبو ياسر فى اعترافاته: أنه تخوف من المشاركة فى العمليات العسكرية بخلاف شقيقه الذى يعمل مسؤولا فى إحدى القواطع الامنية لداعش، وكان يتردد على مسجد منبج، حيث يستمع إلى خطب المسؤول الشرعى للتنظيم وهو تونسى الجنسية الذى كان يحرّض الحاضرين على المواجهة العسكرية مع القوات السورية النظامية وقتلهم أينما حلّوا.
وأقر أبو ياسر بأنه بعد مبايعته زعيم التنظيم أبو بكر البغدادى التحق بمفزرة ذات مهام أمنية تقوم بحراسة الطرق وهاجمت الجيش السورى، وشارك فى اطلاق النار على ثكنات وقوافل عسكرية فى عمليات اسفرت عن قتل بعض الجنود وإصابة آخرين.
واستجاب مسؤولو التنظيم لطلب أبو ياسر بتكليفه بمهام لإدارية مثل توزيع الرواتب الشهرية للمقاتلين بالتنظيم وإجراء عمليات جرد واسعة على مصروفات التنظيم لارسالها إلى المسؤول الإدارى فى "ولاية حلب" وإبلاغه بحجم الاحتياجات النقدية.
ونظراً لاعتماد التنظيم على التمويل الخارجى من منظمات وأشخاص، أتت الحاجة إلى استخدام شخص يمكن له تأمين إحضار المبالغ من بلدان العالم المختلفة لسد نفقات داعش على جميع الأصعدة إدارية كانت أم حربية، ولاسيما أن اغلب المقاتلين الموجودين فى مدينة منبج من جنسيات أوروبية واجنبية ويتخوفون من ارسال أسمائهم لغرض تحويل المبالغ النقدية لهم، وكان الحل من خلال "متجر أبو ياسر".
وأوضح التقرير أن الارهابى "أبو ياسر" فاتح شقيقه الثانى وهو يعمل تاجراً فى تركيا منذ سنوات، وأبلغه بأنه يحتاج إلى تأمين ايصال مبالغ نقدية إلى منبج عبر الحدود مع سوريا، وجرى الاتفاق على الية وهى أن يرسل المقاتل اسم التاجر كاملاً إلى الجهة المانحة مع نسخة من جواز سفره لكى تصل الأموال إلى تركيا ومن بعدها تدخل إلى سوريا على شكل شحنات بضاعة أغلبها غذائية.
وأشار التقرير إلى أن "أبو ياسر" حصل على فائدة كبيرة من هذه العملية، كونه ادخل بضاعة من تركيا مجاناً وبحراسة مشددة من الإرهابيين وقام ببيعها وإيداع عوائدها بالتنظيم كمصدر للتمويل مقابل حصوله على هامش من الربح اسهم فى زيادة دخله بشكل واضح.
وأضاف: أن هذه الحوالات تزايدت مع مرور الوقت بداية من 2015، ووصلت مبالغ كبيرة من منظمات وشخصيات فى بلدان مختلفة من بينها فرنسا والنرويج وروسيا وسويسرا والبوسنة والدنمارك وتركمانستان وتركيا ودولا عربية بينها قطر وعلى أكثر من دفعة جميعها تتحول إلى بضائع يقوم بارسالها إلى منبج شقيق أبو ياسر بغرض تصريفها.
وأشار إلى أن مهمة أخرى أضيفت إلى أبو ياسر الذى سطع نجمه فى ولاية حلب بعدما اصبح مسؤولاً ادارياً لقطاع المنبج، فقد كلّف بارسال أموال إلى ما يعرف ولاية نينوى فى العراق.. ونجح عدة مرات فى عبور الحدود بوصفها كانت خاضعة لسيطرة التنظيم، وفى إحدى المرات قامت بمتابعته القوات العسكرية العراقية بناء على معلومات لجهاز المخابرات ومن خلال إنزال بطائرة مروحية ألقت القبض عليه وبحوزته جواز سفر غير مختوم ويؤكّد دخوله بشكل غير شرعى إلى العراق.
وتم نقل "ابو ياسر" إلى جهات التحقيق واعترف أمام القضاء بكيفية انضمامه إلى داعش والمهام الموكلة له.. وتم تصديق أقواله من محكمة التحقيق المركزية.. ويتولى القاضى المختص حالياً تهيئة اوراقه تمهيداً لإحالته على محكمة الجنايات المركزية للنظر فى الدعوى وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب عن جريمة تصل عقوبتها إلى الإعدام.