قالت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية فى افتتاحيتها تعليقا على تفاقم أزمة الجاسوس الروسى السابق، سيرجى سكريبال بين موسكو والغرب أن رد بريطانيا الصارم على هجوم غاز الأعصاب فى سالزبورى، والدعم القوى غير المعتاد من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والعديد من الدول الأخرى مفاجأة لم تكن تتوقعا روسيا.
وأوضحت الافتتاحية أن المؤامرة ضد آل سكريبال تجاوزت الحدود المتعارف عليها، من حيث كيفية تنفيذها ومن حيث اتباع قواعد مختلفة للتجسس الأجنبى، معتبرة أن هذا فى حد ذاته، يبرر العقوبة القاسية ضد موسكو.
ولكن، تضيف الافتتاحية، كشفت كذلك مؤامرة آل سكريبال عن حجم الفجوة بين الديقراطيات الغربية وبين موسكو، وكيف نفد صبر الأولى بشكل جماعى بسبب استمرار السلوك الروسى المعادى للمجتمع.
واعتبرت الافتتاحية أنه بالنسبة للحكومات التى كانت حتى الآن مترددة فى مواجهة الكرملين، شكل هجوم سالزبورى نقطة وفاق لاسيما وإن القضية تعد استكمالا للمخالفات الروسية الفظيعة، وأشارت "الأوبزرفر" إلى أن ما ساعد رد الفعل الجماعى كان اتخاذ بريطانيا لزمام المبادرة، فرغم التضامن، إلا أن بعض الدول الأوروبية كانت سعيدة لتترك لندن وحدها فى وجه الاستياء الروسى. ومع ذلك، فى الوقت الراهن على الأقل، وجدت روسيا نفسها على نحو غير متوقع ومستحق، تتلقى وابلا من الافتراءات والعقوبات والقيود الدبلوماسية من دول مختلفة.