فى مثل هذا اليوم.. "جيجى" زلزال مدمر خلف آلاف القتلى والمصابين بتايوان

ترتبط التواريخ فى ذاكرة الشعوب عادة بالأحداث الكبرى التى تؤثر فى مجريات حياتها بشكل عام سواء كان ذلك الحدث حرب أو اكتشاف علمى أو طبى، وجمعيها أفعال بشرية، وكذا تحفر فى الذاكرة آثار أفعال الطبيعة مثل الفيضانات والأعاصير والزلازل، وهى كوارث طبيعية قد تخلف ذكريات لا تمحى بقدر قوة هذه الظاهرة الطبيعية والخسائر المترتبة عليها. زلزال مدمر يقتل ويشرد آلاف المواطنين فى تايوان ويحمل تاريخ اليوم الموافق 21 سبتمبر، ذكرى ظاهرة طبيعية قاسية خلفت ورائها عشرات الالاف من القتلى والمصابين إلى جانب خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات، حيث ضرب زلزال جيجى، المعروف محليًا باسم "زلزال 921"، يوم الثلاثاء 21 سبتمبر 1999، منطقة جيجى، بمقاطعة نانتو، فى تايوان، بقوة 7.3 إلى 7.6 درجة على قياس ريختر. وتسبب زلزال جيجى، فى مصرع 2415 شخصًا وإصابة 11.305 آخرين – حسب التقديرات وإحصاء الخسائر البشرية آنذاك – كما خلف أضرارًا مادية أيضًا بلغت قيمتها 300 مليار دولار تايوانى، وكان هذا ثانى أكثر الزلازل دموية فى التاريخ المسجل فى تايوان بعد زلزال شينشيكو-تايتش عام 1935. ولمواجهة الآثار المدمرة لهذا الزلزال العنيف، انضمت فرق الإنقاذ من جميع أنحاء العالم إلى عمال إغاثة محليين وجيش ROC، للمشاركة فى عمليات إنقاذ الناجين، وإزالة الأنقاض، واستعادة الخدمات الأساسية وتوزيع الطعام والمساعدات الأخرى على أكثر من 100.000 شخص شردهم الزلزال. وكان للكوارث التى أطلق عليها الإعلام المحلى – آنذاك - "زلزال القرن"، تأثير عميق على اقتصاد الجزيرة ووعى الناس، وقد قال بعض المعلقين أن عدم الرضا عن أداء الحكومة فى مواجهة آثار هذا الزلزال كان عاملاً مهمًا فى إزاحة حزب الكومينتانج الحاكم فى الانتخابات الرئاسية عام 2000.