قالت شبكة "بلومبرج" الأمريكية فى تقرير لها إن الرئيس التركى، رجب طيب اردوغان اتخذ موقفا سياسيا لن يستطع التحكم فى نتيجته أو التراجع عنه وذلك عبر تسلم أنظمة الدفاع الجوي الروسية إس-400 ، ليكون بذلك القرار الثانى خلال أسابيع (بعد إقالة محافظ البنك المركزى التركى)، الذى يهدد بإلحاق ضرر دائم باقتصاد بلاده وعلاقته بالغرب.
واعتبرت الوكالة ، أن ما يحدث ربما يكون جزءا من خطته، حيث سعى أردوغان منذ فترة طويلة إلى تحويل الجمهورية التركية التى كانت تتطلع إلى الغرب والتي نشأت من الإمبراطورية العثمانية السابقة، وكان هدفه إعادة تشكيل تركيا كقوة إسلامية متميزة تكون أقل اعتمادًا على أنظمة الأسلحة الأمريكية والضمانات الأمنية ، وألا يكون خاضعا لسيطرة أسواق وقيم الائتمان الغربية، ومع ذلكلا تزال قرارات الأيام الأخيرة تمثل مقامرة كبيرة، على حد تعبير الشبكة.
وأضافت الوكالة إن شراء منظومة الدفاع إس-400 ، يرقى إلى إعلان الاستقلال، كما وصفها أحد وزراء الحكومة التركية ،حيث ترى تركيا تحول ميزان القوى بعيدًا عن أوروبا والولايات المتحدة وتتصور نفسها جهة فاعلة أكثر استقلالية في نظام عالمي متغير ، وفقًا لمسئولين أتراك كبار طلبوا عدم الكشف عن اسمه لمناقشة استراتيجية الحكومة.
وقال سولي اوزيل ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قادر هاس في اسطنبول ، "لقد قررت تركيا أن الولايات المتحدة لم تعد شريكًا لا غنى عنه" ، ووصف عملية شراء الصواريخ الروسية بأنها كسر استراتيجي. "لا تخطئ في التفكير في أن الأمر يتعلق بأردوغان فقط."
تتوقع الحكومة التركية من الرئيس دونالد ترامب أن يحجب أو يخفف من أي استجابة قاسية للعقوبات الأمريكية ردا على شراء المنظومة ، وفقًا للمسئولين الذين يشاركون في التخطيط للدفاع والسياسة الخارجية. وقالوا أيضًا إن تركيا - عضو في منظمة حلف شمال الأطلنطى، الناتو - كانت حيوية للغاية بالنسبة للمصالح الأمنية الأمريكية ، وأهم من ذلك بالنسبة لأوروبا باعتبارها بوابة محتملة لملايين اللاجئين ، لكي يخاطر الغرب بقطع العلاقات معها.