إشعاعات وهلع وتكتم ثم اعتراف.. سيناريو تشيرنوبل يتكرر فى روسيا بعد 33 عاما.. العالم يترقب آثار كارثة "نيونوكسا".. سباق التسلح العالمى الجديد ربما يسفر عن مزيد من الحوادث النووية

لم تمض ثلاثة عقود على التفجير الذى هز الإنسانية فى بيلاروسيا ، والذى رصدت الروائية الروسية سفيتلانا أليكسيفيتش ما خلفه من موت وخراب فى روايتها "صلاة تشيرنوبل"، التى صدرت عام 1997، حتى وقع انفجار آخر غامض، الأسبوع الماضى، ربما يعيد إلى الأذهان ذلك المشهد ويحمل معه رائحة الموت مجددا للروس. الانفجار الذى وقع فى منطقة بالقطب الشمالى بالقرب من سيبيريا، الخميس الماضى، حمل الكثير من التشابهات مع تلك الكارثة المروعة التى وقعت فى 26 أبريل 1986، عندما انفجر مفاعل بمحطة تشيرنوبل للطاقة النووية وهى الحادثة التى راح ضحيتها المئات ربما آلاف ممن أصيبوا بسرطان الغدة الدرقية. المتابع لتسلل الأحداث منذ وقوع الانفجار الخميس الماضى، يمكن أن يجد تشابهات فى طبيعة الانفجار ورد فعل الحكومة الروسية التى سعت لاخفاء الأمر وحالة الذعر التى انتابت المواطنين الذين سارعوا لشراء اقراص اليود للوقاية من السرطان. فبعد 4 أيام، اقرت الحكومة الروسية، بالطبيعة النووية للانفجار الذى هز مدينة سفرودفنسك، شمال روسيا، مع زيادة مستويات الإشعاع فى المدينة من 4 إلى 16 مرة بعد الانفجار الذى وقع أثناء القيام بتجربة محرك صاروخ يعمل بالوقود السائل فى قاعدة نيونوكسا لإطلاق الصواريخ. وتشبه الطريقة كثيرا تلك التى صاحب كارثة تشرنوبل قبل نحو 33 عاما، عندما سعت سلطات الاتحاد السوفيتى فى البداية التكتم على الأمر، غير أن مستويات الاشعاع القاتلة حالت دون ذلك، حتى أنها بدأت فى تفريغ المدينة وقتها من السكان وقتل وقتها جميع العاملين داخل المفاعل المنفجر. وكانت وسائل إعلام روسية، أفادت الخميس، بوقوع انفجار فى أحد القواعد العسكرية شمال روسيا، ونتج عنه حريقا هائلا، وقد خلف قتيلين و15 جريحا. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الانفجار فى أحد القواعد العسكرية وقع أثناء اختبار وحدة لإنتاج محركات الصواريخ فى شمال البلاد. وأكدت وزارة الدفاع، أن مستويات الإشعاع فى مستوياتها الطبيعية بعد الانفجار، ولم تنبعث مواد ضارة فى الجو بعد الانفجار لكن بعد فترة وجيزة من التفجير الأخير، ظهرت الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعى لخدمات الطوارئ ببدلات الخطر وسيارات الإسعاف وطائرة هليكوبتر لنقل جوى طارئ. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإن مسئولى وكالات الاستخبارات الامريكية سعوا لتفسير الانفجار الجديد الغامض الذى صدر عنه إشعاعات، فيما أثار رد فعل الحكومة الروسية البطئ والسرى القلق فى المدن المجاورة وجذب انتباه المحللين فى واشنطن وأوروبا، الذين اعتقدوا أن الانفجار قد يقدم لمحة عن نقاط الضعف التكنولوجية فى برنامج الأسلحة الجديد لروسيا. ولم يقل المسؤولون الأمريكيون شيئًا علنيًا عن الانفجار، لكن بحسب الصحيفة الأمريكية فإنه ربما يكون أحد أسوأ الحوادث النووية فى روسيا منذ كارثة تشيرنوبل، على الرغم من أنه يبدو على نطاق أصغر كثيرا، حيث تأكد مقتل سبعة أشخاص على الأقل، بمن فيهم العلماء. غير أنه أخيرا أقر المسئولون فى شركة "روس-أتوم" النووية الروسية المملوكة للدولة إن الحادث المميت الذي وقع قبل أيام فى موقع عسكرى بشمال البلاد قد وقع خلال اختبار صاروخ على منصة بحرية. وذكروا أن النار اشتعلت في وقود الصاروخ فتسبب في انفجاره وأدت قوة الانفجار إلى إلقاء عدة أشخاص فى البحر. وذكرت بلدية مدينة سفرودفنسك أن أجهزة الاستشعار لديها "سجلت ارتفاعا للنشاط الإشعاعي لمدة قصيرة". ووقع الانفجار خلال اختبار نوع جديد من صواريخ كروز التى تعمل بالطاقة النووية والتى كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أشاد بها بإعتبارها محو سباق التسلح بين موسكو وواشنطن، مما يثبت أن سباق التسلح العالمى الجديد سيسفر عن حوادث وربما كوارث نووية، بحسب مجلة فورين بوليسى. ويعد صاروخ كروز الذى يعمل بالطاقة النووية فكرة اعتبرتها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة كابوسًا تقنيًا واستراتيجيًا وبيئيًا.








الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;