قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن بريطانيا أوقفت بيع شركة دفاعية بريطانية بقيمة 5 مليارات دولار لمستثمر أمريكى لأسباب تتعلق بالأمن القومى، فى انتظار مزيد من المراجعة الحكومية، وهو ما وصفته الصحيفة بخطوة نادرة فى لندن التى عادة لا تقحم نفسها فى الصفقات الكبرى العابرة للحدود.
وأوضحت الصحيفة أن التدخل يأتى فى الوقت الذى قال فيه المنتقدون للصفقة الخاصة بشركة كوبهام، التى تصنع أنظمة إعادة تزويد بالوقود جوا ومعدات اتصالات للطائرات العسكرية والتجارية، وأن الاستحواذ المقرر يعارض الأمن القومى ويقلل من قيمة الشركة. وقد عارض بعض المشرعين وعائلة كوبهام المؤسسة التى تملك حصة صغيرة شراء شركة أدفينتت الخاصة الأمريكية للشركة البريطانية. وكان المساهمون قد وافقوا باكتساح على الصفقة فى وقت سابق هذا الأسبوع.
وتقول "وول ستريت جورنال" إن الحكومة البريطانية نادرا ما أقحمت نفسها فى مثل هذه الصفقات على الرغم من أنها عززت مؤخرا سلطاتها فى المراجعة فى ظل تدقيق جديد مشابه فى كلا من الولايات المتحدة وأوروبا.
وتأتى تلك الحساسية الجديدة، بحسب الصحيفة، فى ظل موجة من عمليات الاستحواذ فى الصناعات الاستراتيجية من قبل الشركات الصناعية.
وتمثل الخطوة ابتعادا كبيرا عن النهج الذى طالما اتبعته بريطانيا بعدم التدخل فى الصفقات الكبرى الأخرى. فلم تقف لندن على سبيل المثال أمام صفقة شراء سوفت بنك اليابانى لشركة "أرم" القابضة، وهى شركة تكنولوجيا عملاقة تتواجد تصميماتها من الرقائق فى أغلب الهواتف الذكية فى العالم، وذلك مقابل 32 مليار دولار فى عام 2016، على الرغم من أن الحكومة أمنت التزاما ملزم قانونيا من البنك اليابانى بالإبقاء على مقر الشركة فى بريطانيا. وتجرى شركة أدفينت محادثات لتأمين تعهدات مماثلة.