أشاد الدكتور تيدروس أدهانوم، مدير عام منظمة الصحة العالمية، بتعاون كثير من الدول مع بعضها البعض فى مواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، متغاضين عن الخلافات السياسية فى الوقت الراهن، خاصة أنه لا مكان للخلافات والنزاعات فى ظل تهديد خطير لحياة البشر، حيث شهدت الفترة الماضية تعاون عدد من الدول لمواجهة الفيروس التاجى رغم النزاعات والخلافات المعروفة بينها.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية، فى تغريدات متتالية عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، إن هناك العديد من الأمثلة على البلدان التى تدعم بعضها البعض من خلال إرسال المعدات الطبية ونشر الطواقم الطبية لرعاية مرضى فيروس كورونا المستجدCOVID19 ، وتجاهل الخلافات العالقة التى يمكن فهمها فى الأوقات العادية، ولكن ليس عندما تكون الحياة وسبل العيش على المحك".
وأضاف "ما يجعلنى متفائلاً فى مواجهة هذا الوباء التنفسى المعدى الجديد هو أنه فى كل محادثة، حرفياً، أجريتها منذ 31 ديسمبر 2019، اتفق قادة من العديد من البلدان والقطاعات والخلفيات والمعتقدات على الحاجة إلى الاجتماع فى محاربة COVID19.
وتابع "استخدم كلمات "تضامن" و"معًا" كثيرًا.. أعنى ذلك بالمعنى الجماعى: يعانى الناس فى كل مكان من اضطراب غير مسبوق بسبب COVID19 .. وإذا توحدنا واتخذنا تدابير الصحة العامة القائمة على الأدلة، فسوف ننهى الوباء بشكل أسرع ونخرج أكثر انسجامًا".
ويشار إلى أن عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصينى وانج يى، كان قد حث جميع الدول على تجنب ما وصفه بـ"أى نوع من الشكوك التى لا أساس لها" وعدم تسييس التعاون فيما يخص المكافحة العالمية لمرض فيروس كورونا الجديد "كوفيد-19".
وقال وانج، خلال مكالمة هاتفية مع مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبى "جوزيف بوريل" وفقا لوزارة الخارجية الصينية اليوم الأحد - إنه "فى مواجهة الأزمة غير المسبوقة، يتعين على جميع الدول تجاوز الأيديولوجيات، خاصة تجنب أى ممارسة من شأنها تسييس التعاون فيما يتعلق بمكافحة الفيروس".
وأضاف وانج، أن "الصين تشعر بما تسبب فيه المرض من خسائر كبيرة فى العديد من الدول الأوروبية، وتعرب عن خالص تعاطفها مع الاتحاد الأوروبى وأعضائه"، مشيرًا إلى أن الفيروسات لا تعرف حدودًا ولا أعراقًا، وأن التضامن الدولى وحده يمكنه هزيمة الفيروس الذى يشكل تهديدًا للبشرية أجمع.
وتابع وانجن، أنه يتعين على الجانبين الصينى والأوروبى المضى قدمًا فى التعاون ومساعدة بعضهما البعض فى مختلف الظروف، ولفت وانج، إلى أنه خلال الأوقات الصعبة عندما كانت تكافح الصين المرض، قدم الاتحاد الأوروبى التعاطف والدعم للصين، منوهًا إلى أن الاتحاد الأوروبى يبذل حاليًا قصارى جهده للتعامل مع التحديات، وعلى الرغم من مواجهة خطر ارتداد المرض، فإن الصين مستعدة لتخطى الصعاب وتقديم يد العون وتوفير الدعم والمساندة وفقًا لحاجات الاتحاد الأوروبى وأعضائه.
وأكد وانج، أن الثقة المتبادلة والتعاون الثنائى بين الصين والاتحاد الأوروبى سيعززان من خلال العمل المشترك لمكافحة المرض، وفيما يتعلق ببعض الشكوك التى لا أساس لها بشأن وجود نوايا صينية خفية وراء المساعدة لأوروبا، شدد وانج على أن الصين أمة تمتن لمن يساعدها، وتعد المساعدة الصينية فى الاستجابة لحاجات الاتحاد الأوروبى نوعا من رد الجميل، كما أنها قائمة على الروح الإنسانية الدولية.
وأوضح وانج، أن مساعدة الصين تجسد رؤية مجتمع مصير مشترك للبشرية التى اقترحها الرئيس الصيني، وأن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدى فى الوقت الذى يواجه فيه الأصدقاء صعوبات، وستنحى جانبا المصالح الشخصية عند تقديمها يد العون، داعيا الجانبين إلى توصيل رسالة عمل صحيحة فيما يخص التضامن فى مكافحة الفيروس، وأعرب وانج عن عزم الصين العمل مع الدول الأوروبية لمساعدة الدول النامية الأخرى ذات الأنظمة الصحية الضعيفة، خاصة الدول الأفريقية، فى التعامل مع المرض بطرق أكثر فاعلية.
