احتفلت إسبانيا الاثنين بعيدها الوطني في خضم جائحة كوفيد 19 التي تسببت هذا العام في تقليص عدد الحضور للفاعليات التقليدية وتركيز التكريم على ضحايا المرض والذين يكافحون لاحتوائه كل يوم.
وتمت الاحتفالات بحضور أعداد قليلة نظرا لتزايد الإصابات في الموجة الثانية من الجائحة بإسبانيا، التي سجلت حتى الآن 888 ألف و968 حالة، منها 27 ألف و856 منذ الجمعة، و33 ألف و124 حالة وفاة، بحسب بيانات السلطات الصحية.
كما تأتي الاحتفالات في فترة حرجة للأسرة الملكية الإسبانية، وفي خضم توتر سياسي بين الحكومة المركزية وحكومة مدريد الإقليمية بسبب الإجراءات التقييدية المفروضة في العاصمة لاحتواء الجائحة.
ومع فرض حالة التأهب في مدريد، فقد تم نقل الموكب العسكري الذي كان يتم كل عام في ساحة كاستيانا بالعاصمة، إلى ساحة ارميريا بالقصر الملكي، حيث اجتمع كبار المسئولين الإسبان مع الالتزام بكافة إجراءات السلامة من كوفيد 19.
وتم خلال الاحتفالية تكريم كل المشاركين في الحرب ضد الجائحة: القوات المسلحة والهيئات المدنية مثل أجهزة الشرطة والحماية المدنية والطوارئ وشرطة البيئة والإطفاء وآخرين.
وترأس ملك إسبانيا فليبي الثاني وقرينته الملكة ليتيثيا وولية العهد الأميرة ليونور والأميرة صوفيا، الفاعليات، وحضرها أيضا رئيس الحكومة الإسبانية الإشتراكي بيدرو سانشيز.
ويأتي كل ذلك في وقت يدور فيه جدل حول نموذج الدولة، مع الجدل الناجم عن الأعمال التجارية المخفية المزعومة للملك الفخري خوان كارلوس الأول، وقراره بنقل مقر إقامته خارج إسبانيا حتى لا يتم تشويه صورة نجله الملك الحالي.
وكشفت دراسة أجرتها مجموعة من وسائل الإعلام المستقلة مؤخرا، وتم نشرها اليوم، أن 47.8٪ من السكان الإسبان سيؤيدون اتخاذ إجراء للبت في نظام الحكم سواء ملكي أو جمهوري، مقابل 36٪ يرفضون ذلك و 16٪ رفضوا التعليق.
علاوة على ذلك، فوفقًا للمسح، فإن غالبية الشباب الإسبان، 54.6 ٪، سيختارون نظاما جمهوريا للدولة.
وانخفض معدل الإصابات في العاصمة مقارنة بالأيام الماضية، حيث سجلت مدريد 207 إصابات بكورونا في آخر24 ساعة.
وهذا الأسبوع، ستطلب منطقة مدريد مرة أخرى من الحكومة الإسبانية رفع حالة التأهب إذا تم تأكيد الاتجاه التنازلي في الإصابات، وفقًا لوزير الصحة في مدريد، إنريكي رويز إسكوديرو، الذي توقع أن تكون حالات الإصابة بفيروس كورونا "أقل من 500 حالة" لكل 100 ألف نسمة.
وإذا تم تجاوز هذا الرقم، فمن الممكن أن تعيد وزارة الصحة الإسبانية تطبيق الإجراءات التقييدية المعمول بها حاليًا في العاصمة الإسبانية وثماني بلديات أخرى.