أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 88 مليار دولار لتدريب وتجهيز الجيش والشرطة فى أفغانستان، أى ما يقرب من ثلثى مساعداتها الخارجية للبلاد منذ عام 2002 الأمر الذى يثير تساؤلات عن أسباب الفشل فى التصدى لطالبان.
وفقا لمجلة بوليتيكو، يمكن إرجاع الفشل فى تشكيل قوة قتالية أفغانية متماسكة ومستقلة إلى سنوات من التقييمات المفرطة فى التفاؤل من المسؤولين الأمريكيين.
فى الأيام الأخيرة، سقطت ثانى وثالث أكبر مدن البلاد، غزنة وهيرات، فى أيدى طالبان. ويوم الجمعة، كانت لشكركاه، عاصمة إقليم هلمند، أيضًا تحت سيطرة الحركة المتشددة.
تتزايد الشكوك الآن بين المسؤولين العسكريين فى أن أداء الوحدات الأفغانية المكلفة بالدفاع عن كابول سيكون أفضل بكثير، وتتوقع واشنطن وحلفاؤها أن تكون طالبان قريبًا على أبواب العاصمة.
يعتقد مارك جاكوبسون، المسؤول السابق فى البنتاجون والمحارب الذى كان مسؤولًا بارزًا فى حلف شمال الأطلسى فى أفغانستان، أنه تم التركيز بشكل كبير على إعداد الجيش الأفغانى لصد جيش أجنبى بدلًا من التمرد المحلى مثل طالبان.
وصرح الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل، القائد الأعلى للقوات الأمريكية فى الشرق الأوسط من عام 2016 إلى عام 2019، إن عدم قدرة الأفغان على الصمود هى أيضًا مجرد وظيفة جغرافية.
وقال فى مقابلة: "لديك الكثير من القوات بعيدًا عن العاصمة، والكثير منهم منتشرون فى مواقع أصغر يسهل عزلها من الصعب تعزيزهم".
وفى السياق نفسه قال كيمبرلى كاجان، رئيس معهد دراسات الحرب الذى كان عضوًا فى مجموعة التقييم الاستراتيجي: "تخلى الولايات المتحدة وحلفائها عن أفغانستان هو الذى تسبب فى التغيير الدراماتيكى فى قدرة طالبان على تسريع حملتها للسيطرة على الأراضى.. وفى هذه العملية "دمر ثقة" الأمن الأفغاني.