ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية فى عددها الصادر اليوم الخميس، أن الصين أعلنت النصر فى الدفاع عن شنغهاى من مخاطر تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ما يعكس التزام بكين المستمر باستراتيجية "صفر كوفيد" برغم تأكيدات العديد من المحللين بأن اقتصادها بات على حافة الركود مع استمرار خضوع الملايين تحت سياسات الإغلاق في أجزاء من البلاد.
وقالت الصحيفة -في مستهل تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي - إن مزاعم الصين في هذا الملف جاءت في ضوء ظهور العديد من سكان المدينة البالغ عددهم 26 مليونًا هذا الأسبوع في المُتنزهات والأماكن العامة، بعد حوالي شهرين من الإغلاق استجابة لأوامر السلطات في التصدي لموجة متحور كورونا (أوميكرون) شديد العدوى، وذلك بعدما انخفضت أعداد حالات الإصابة اليومية إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر عند 61 حالة يوم أمس الأربعاء، من ذروة بلغت حوالي 30 ألف حالة في أبريل الماضي.
ومع ذلك، حذر اقتصاديون، في تصريحات خاصة للصحيفة، من أن تكاليف سياسة "صفر كوفيد" ستستمر في التصاعد، في ضوء الاستمرار في البناء واسع النطاق لمنشآت الاختبار والحجر الصحي، مما يضعف الآمال في العودة السريعة إلى الحياة الطبيعية، وأكدوا بأن: الصين على وشك الدخول في موجة ركود في الربع الحالي من العام المالي للمرة الأولى منذ بداية الوباء في عام 2020 وللمرة الثانية فقط خلال ثلاثة عقود.
وحذرت أليسيا جارسيا هيريرو، كبيرة الاقتصاديين المعنيين بشئون منطقة آسيا والمحيط الهادئ في معهد Natixis للأبحاث، من توقع "انتعاش على شكل حرف V" - ما يعكس نزول الاقتصاد للسالب ثم عودته للصعود مرة أخرى- في ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر سوق استهلاكي في حالة استمرار سياسة الرئيس شي جين بينج لمكافحة كوفيد.
وقالت: إن سياسة صفر كوفيد تعد فكرة مجنونة لدولة مثل الصين، وبصراحة بصفتي خبيرة اقتصادية أعتقد أن الناس قد أدركوا الآن مدى تكلفة عمليات الإغلاق".
وكشفت بيانات رسمية، نقلتها الفاينانشيال تايمز في معرض تقريرها، عن ضربات واسعة النطاق للاقتصاد الصيني عبر المؤشرات الحاسمة للتصنيع والاستثمار والخدمات والاستهلاك، فضلاً عن قطاع العقارات، كما أظهرت بيانات النقل الجماعي غير الرسمية التي تهتم بمعدلات التنقل بين المدن وداخلها نظرة قاتمة للوضع، حيث لا يزال النشاط في معظم المقاطعات الصينية يتخلف عن مستويات ما قبل الوباء.
وردًا على ذلك، سلطت الصحيفة البريطانية الضوء على قرارات بكين الخاصة بسن إجراءات تحفيزية في محاولة لتخفيف التداعيات الاقتصادية لسياستها في مكافحة كوفيد، حيث حث رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج المسئولين على "مضاعفة" جهودهم في تسريع تنفيذ سياسات تخفيف القيود وإزالة الاختناقات المعوقة في سلسلة التوريد.