تقلص هوة الخلافات بين أمريكا وإسرائيل فى محادثات المساعدات الدفاعية

قال مسئولون أن الولايات المتحدة وإسرائيل قلصتا هوة خلافاتهما فيما يتعلق بمفاوضات قد تكون حاسمة هذا الأسبوع لإبرام اتفاق على صفقة مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات.

وقالت مصادر فى الكونجرس أنه مما يثير الآمال فى إمكانية إزالة عقبة رئيسية فى طريق إتمام المفاوضات أن إسرائيل أشارت إلى أنها قد تقبل مطلب إدارة أوباما بإنفاق أموال المساعدات العسكرية الأمريكية بالكامل فى نهاية الأمر على أسلحة أمريكية الصنع بدلا من الوضع الحالى الذى ينفق فيه جانب منها على أسلحة إسرائيلية الصنع.

وسيمثل ذلك تنازلا كبيرا من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بعد مفاوضات شابها التوتر على مدى شهور بشأن الاتفاق الذى سيغطى فترة عشر سنوات.

غير أن مسئولين من الجانبين قالوا أن نتنياهو الذى كانت علاقته بالرئيس باراك أوباما مشحونة قرر فيما يبدو أن من الأفضل إبرام اتفاق معه بدلا من انتظار الحصول على شروط أفضل من الرئيس الأمريكى المقبل.

وسيترك الرئيس أوباما منصبه فى يناير المقبل.

وتواكبت الخلافات حول المساعدات مع احتكاك مستمر حول الاتفاق النووى الذى توصلت إليه القوى العالمية بقيادة الولايات المتحدة مع إيران ألد أعداء إسرائيل فى المنطقة فى العام الماضى. كذلك اختلفت الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يخص القضية الفلسطينية. وفى الأسبوع الماضى انتقدت وزارة الخارجية الأمريكية إسرائيل لاعتزامها التوسع فى بناء المستوطنات اليهودية على أراض محتلة.

وأمس الاثنين أوفد نتنياهو يعقوب ناجل القائم بأعمال رئيس مجلس الأمن الوطنى الإسرائيلى إلى واشنطن ليرأس محادثات ستستمر ثلاثة أيام. وقال مصدر أطلعه نتنياهو على مجريات الأمور أن رئيس الوزراء أبدى أمله أن يتمكن ناجل من إتمام المفاوضات بشأن مذكرة تفاهم جديدة وأن يؤدى ذلك إلى زيادة التمويل.

وأكد مسئول أمريكى رفيع تعهد إدارة أوباما بتوقيع مذكرة تفاهم "تشمل أكبر تعهد منفرد بتقديم مساعدات عسكرية لأى دولة من الدول فى التاريخ الأمريكى. " وكان الاتفاق الحالى الذى وقع عام 2007 وينقضى أجله فى 2018 أتاح لإسرائيل تمويلا عسكريا يبلغ 30 مليار دولار.

ومن المعتقد أن المفاوضين الأمريكيين تمسكوا بعرض سابق بتقديم مساعدات تتراوح بين 3.5 و3.7 مليار دولار سنويا لإسرائيل بموجب مذكرة التفاهم الجديدة بزيادة كبيرة عن المساعدات الحالية رغم أن نتنياهو كان يطالب بأربعة مليارات دولار سنويا.

وكان من أوجه الخلاف الرئيسية إصرار واشنطن على وقف العمل بترتيب خاص سمح لإسرائيل بإنفاق 26.3 فى المئة من المساعدات الدفاعية الأمريكية على صناعاتها العسكرية بدلا من إنفاقها على شراء منتجات أمريكية.

ويجادل المسئولون الإسرائيليون بأن هذا الشرط الذى تنفرد به إسرائيل بين كل الدول التى تحصل على مساعدات عسكرية أمريكية ضرورى للحفاظ على "التفوق العسكرى النوعي" لإسرائيل فى مواجهة دول معادية لها فى المنطقة مثل إيران وأن إلغاء هذا الشرط سيعنى فقدان آلاف الإسرائيليين لوظائفهم فى الصناعات الدفاعية.

غير أن مصدرا فى الكونجرس أطلعته إدارة أوباما على التطورات قال أن إسرائيل أبدت استعدادها لإلغاء هذا الشرط على مراحل.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن البيت الأبيض مستعد للسماح لإسرائيل بمواصلة العمل بهذا الشرط فى السنوات الخمس الأولى من أجل مذكرة التفاهم الجديدة على أن يتم إلغاؤه تدريجيا فى السنوات الخمس التالية مع استثناء المشروعات العسكرية المشتركة بين البلدين.

ومن نقاط الخلاف أيضا رغبة واشنطن فى إنهاء العمل ببند يتيح لإسرائيل إنفاق حوالى 400 مليون دولار سنويا من المساعدات على الوقود المستخدم فى أغراض عسكرية.

وقال المصدر بالكونجرس أن من المتوقع أن يحاول ناجل التوصل إلى التفاصيل النهائية لكنه لن يوقع الاتفاق.وقال مسئولون أمريكيون أن من المرجح تحقيق تقدم لكنهم رفضوا التنبؤ بانفراجة تنهى كل الخلافات.

وتريد إدارة أوباما التوصل إلى اتفاق جديد قبل أن يترك الرئيس منصبه. ويتهم جمهوريون أوباما بعدم الاهتمام بأمن إسرائيل بالدرجة الكافية وهو اتهام ينفيه البيت الابيض بشدة.

وفى فبراير الماضى أغضب نتنياهو البيت الأبيض عندما أشار إلى أن من الممكن انتظار الرئيس المقبل للتوصل إلى اتفاق.غير أن مسئولين من الجانبين يعتقدون أنه يفضل إبرام الاتفاق قبل أن يترك أوباما منصبه.

ويرى المسئولون أن نتنياهو يسعى لتفادى الغموض الذى يكتنف سياسات الرئيس المقبل سواء كان المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون أو المرشح الجمهورى دونالد ترامب كما أنه يريد أن يتيح للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية القدرة على التخطيط للمستقبل.




الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;