أثيرت فى الولايات المتحدة الأمريكية مخاوف من تعزيز نفوذ جنرالات الجيش الأمريكى فى ظل فترة حكم الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب بعد تسليطه الضوء فى اختياراته على جنرالات الجيش لتتقلد مناصب عليا للحكومة المقبلة.
فذكرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم الثلاثاء، أن الرئيس المنتخب يبذل الكثير من الوقت فى اختيار جنرالات الجيش المتقاعدين لتولى مناصب هامة فى حكومته، ولاسيما الجنرالات التى كانت على خلاف مع سلفه الرئيس المنتهيه ولايته باراك أوباما.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترشيحات ترامب لهؤلاء الجنرالات فى مناصب مثل مستشار الأمن القومى وتولى حقائب الدفاع والخارجية من شأنها أن تجعل السياسة الخارجية الأمريكية فى الفترة المقبلة تحظى بعدوانية أكثر مما هى عليه فى فترة أوباما.
وتابعت الصحيفة أن اختيارات ترامب أثارت أيضًا قلق وسط خبراء الأمن القومى والجنرالات المتقاعدين القائلين إنه فى حالة زج ترامب بهؤلاء الترشيحات فى تلك المناصب، فإن ذلك سيؤدى إلى زيادة نسبة التركيز على القوة العسكرية فى سياسة أمريكا الخارجية.
ومن بين الترشيحات أسماء لجنرالات معروفة بتاريخها المعارض فى إدارة أوباما؛ فقد اختار ترامب الجنرال مايكل فلين الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الدفاعية لمنصب مستشار الأمن القومى، والذى أجبرته إدارة أوباما على ترك منصبه بسبب سوء إدارته للوكالة التى يبلغ قوتها 20 ألف موظف، أما الجنرال جون كيلي المرشح لوزارة الخارجية فكان معارضًا لخطط أوباما فى غلق معتقل جوانتانامو بكوبا.
ومن جانبها، أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم السبت أن الجنرال كيلي خدم فى الجيش أكثر من 40 عامًا، وكان مدافعًا بشدة عن معاملة المعتقلين داخل معتقل جوانتانامو ومعارضًا لإغلاقه، وكان كيلى معارضاً أيضا فتح تقدم النساء لوظائف فى جميع الوحدات القتالية بالبنتاجون، مضيفًا أن كيلى معروف وسط فريق ترامب الانتقالى بمدى خبرته فى شئون الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، حيث يرغب ترامب فى بناء الجدار العازل الحدودى، لمنع انفلات المهاجرين غير الشرعيين إلى الأراضى الأمريكية.
وقالت نيويورك تايمز، إن من ضمن الترشيحات على منصب وزارة الدفاع، والتى كانت على خلاف مع أوباما، الجنرال جيمس ماتيس الذى كان معنى بالرقابة على العمليات العسكرية فى الشرق الأوسط وجنوب غرب أسيا في الفترة بين 2010 حتى 2013، حيث عملت إدارة أوباما على قطع جولة له بسبب معارضته الشديدة لاستئناف الحوار الدبلوماسى مع إيران مفضلًا الحل العسكرى، فى حين، كان المرشح الأخر لحقيبة الدفاع ستانلى ميكرستال قد طرده أوباما بسبب تقليله لبعض المسئولين خلال لقاء مع مجلة "Rolling Stone"، وكان المدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية (سى أى إيه) ديفيد بترويوس، مرشح لحقيبة الخارجية قد قدم استقالته فى 2012 بسبب تورطه فى فضيحة تتعلق بكشف عن معلومات سرية.
فيقول ريتشارد كوهن، أستاذ التاتريخ بجامعة نورث كالورينا وصاحب كتابات عن الرقابة المدنية للجيش، تعليقًا على هذه الترشيحات "إن (ترامب) يخرج لسانه للإدارة السابقة".