قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الهند تخطط لبناء أطول تمثال فى العالم، والذى سيكون ارتفاعه ضعف ارتفاع تمثال الحرية الأمريكى، وذلك تكريما للملك شيفاجى وهو محارب من الهندوس فى القرن السابع عشر.
وكان الملك شيفاجى قد حارب إمبراطورية المغول المسلمين فى القرن السابع عشر، واقتطع مملكة فى منطقة ماهاراشترا قرب مومباى حاليا، وينسب إليه بعض الهندوس الفضل فى تأسيس المملكة الهندوسية المثالية، والتى أحيت العديد من التقاليد القديمة. ويحظى هذا الملك بشعبية كبيرة بين الهندوس القوميين الذين يهيمنون على السياسات الهندية فى الوقت الراهن، إلا أن التمثال المقرر أن يبلغ ارتفاعه 630 قدم، والذى سيتم بنائه على أرض مستصلحة فى بحر العرب قبالة مومباى، أثار حفيظة البعض الذين رأوا أن تكلفته المقدرة بأكثر من 525 مليون دولار يمكن استخدامها فى أمور أفضل.
وفى الأسبوع الماضى، عندما وضع رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى حجر الأساس للتمثال الذى من المفترض أن يكتمل بنائه عام 2019، ذكر هذا الهنود بتمثال برونزى آخر وعد به قبل عامين، أسماه مودى تمثال الوحدة، وكان من المقرر أن يكون أطول تمثال فى العالم يجسد أحد الأباء المؤسسين للهند ساردا فالابهبهاى فى مسقط رأسه بولاية جوجارات، لكن تمثال شيفاجى فى بحر العرب سيكون أطول بحوالى 26 قدم.
ووجه أحد الكتاب الهنود خطابا مفتوحا لمودى اتهمه فيه بإقحام سياسات التماثيل الخطيرة، والتى اعتبر أنها تمثل إلهاء عن القضايا الرئيسة من فقر وفساد وظلم وعدم مساواة فى الهند.
وتقول "واشنطن بوست" إن الجدل حول التمثال يأتى فى وقت صعب على وجه الخصوص لكثير من الهنود الذين يعانون من تداعيات قرار مودى المفاجىء قبل شهرين بإلغاء العملات الورقية الكبيرة للحد من الفساد، وهو القرار الذى أدى إلى نقص حاد فى السيولة النقدية وقيود بنكية على السحب، وكساد صناعى وتسريح عمال.